fbpx
” تقرير خاص” خلافات مجلس الامن تضع مشروع القرار البريطاني ومشاورات السويد قيد المجهول؟ فهل تم تأجيلهما أم فشلا في مهدهما؟
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرير – خاص:

لا تزال الأوساط المحلية اليمنية والعربية تنتظر بفارق الصبر ” القرار البريطاني ” الذي قيل ان مجلس الامن سيصوت عليه بشان اليمن لإيقاف الحرب.

مشروع القرار البريطاني الذي لم يكشف عن محتواه حتى الان، إلا تسريبات مقتضبة، لا يزال مصيره مجهولاً وسط خلافات دولية حول القرار وما بعده وعلاقة مشاورات السويد بالقرار البريطاني.

” يافع نيوز ” تابع من اطراف ووسائل اعلام عدة تفاصيل ما يجري حول القرار البريطاني ومشاورات السويد، كما تحصل على معلومات من مصادر دبلوماسية يمنية أشارت جميعها الى ان الخلافات لا تزال مستمرة ويمكن تلخيص ما يجري وفق المعلومات في هذ التقرير.

ففي حين تقول مصادر دبلوماسية ان القرار لن يتم التصويت عليه الا بالتزامن مع المشاورات التي قيل ان السويد ستحتضنها، تشير مصادر اعلامية اخرى الى ان القرار فشل في مهده نتيجة معارضة عدد الدول له خاصة ” روسيا والصين ” فيما تحفظت امريكا حول القرار واقترحت ان يتم تأجيله حتى عقد المشاورات.

وسائل اعلام دولية ذهبت الى الكشف عن خلافات حادة حول القرار البريطاني، وقالت على لسان دبلوماسيين ان هناك رفضا من قبل الشرعية ابلغته لمجلس الامن حول التصويت على القرار البريطاني قبل ان تتم مشاورات السويد لمعرفة نتائج المشاورات، وهددت الشرعية انه في حال المصادقة على القرار البريطاني قبل انعقاد مشاورات السويد، فانها قد لا تحضر المشاورات لتحفظها على القرار الذي يتجاوز المرجعيات الثلاث ويضع مشاورات السويد بدون اي شروط مسبقة.

بريطانيا من جهتها تسعى لإصدار القرار بشكل سريع حتى يتم ما تسميه تثبيت وقف اطلاق النار والبدء بسريان هدنة، بحجة ان استمرار الحرب يزيد الوضع الانساني في اليمن سوء، ويتطلب ايقاف اطلاق النار لكي يتسنى بناء الثقة بين الاطراف ودخول مشاورات السويد وفق الاطار المحدد للمشاورات.

إلا ان الخلافات حول مشروع القرار البريطاني، تجعل المعارك الميدانية  مستمرة وتشير ان وقف اطلاق النار لم يتم وان الهدنة التي تسعى بريطانيا لتبنيها ستكون هشة، خاصة مع مواصلة الحوثيين اطلاق الصواريخ باتجاه المملكة، حيث اعلنت السعودية مساء اليوم الاربعاء مقتل امرأة يمنية بمقذوف حوثي من الاراضي اليمنية على منزل سكني في منطقة جازان، كما ان طيران التحالف العربي مستمر بقصف المليشيات الحوثية في صعدة والجوف ومأرب والحديدة .

وبشأن مشاورات السويد، كان أعلن السفير البريطاني بحسب وكالة ” أ ف ب ” ان المشاورات ستنطلق الاسبوع القادم اي في مطلع ديسمبر 2018، إلا ان مكتب المبعوث الاممي لليمن سارع في اصدار تصريح ينفي عقد مشاورات السويد في هذا الموعد.

وأكد مكتب المبعوث غريفيث على لسان مديرة مكتبه هدى البرك، أن مشاورات السويد لا تزال غير محددة الموعد، مما يشير الى تضارب التوجهات بين المجتمع الدولي والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بشأن وضع اليمن ومشاورات السلام والتصويت على مشروع القرار البريطاني.

وبين مشروع القرار البريطاني ومشاورات السويد، يبقى الحديث عن نجاجهما او فشلهما سابق لأوانه، إلا ان المؤشرات تشير الى انهما قد يفشلان اذا لم تفرض بريطانيا ثقلها على مجلس الامن.

وعادة ما تتعرض القرارات البريطانية للاخفاق نتيجة رفضها من قبل روسيا باستخدم حق النقض الدولي ” فيتو ” حيث سبق لروسيا تعطيل نحو ثلاثة او اربعة قرارات بريطانية منذ بدء الحرب باليمن كان اخرها مشروع القرار البريطاني الذي استخدمت روسيا حق الفيتو ضده في جلسة مجلس الامن بتاريخ 26 فبراير 2018م.

اما ما يخص مشاورات السويد فهي محل خلاف ايضاً، إذ انها لا يمكن أن تتم الا وفق مشروع القرار البريطاني بحسب التأكيدات الدبلوماسية لارتباطها بالقرار من حيث الضغوط على طرفي الشرعية والحوثيين، وفي حال فشل القرار البريطاني فإن مشاورات السويد لن تتم على الأرجح كما تشير المعلومات الدبلوماسية.

وفي حين أظهر طرفي الشرعية والحوثيين قبولاً مبدئياً مصحوب بالحذر لمشاركتهما في مشاورات السويد، إلا ان هناك تحفظات من الجانبين اللذين يريد كل طرف ان يجعل الاخر هو من يرفض المشاورات أولاً، فكلا الطرفين اعلنا اعلاميا فقط عن موافقتهما على مشاورات السويد ولكنهما وضعا شروطا للمشاركة، وهذه الشروط هي التي أفسدت كل جولات المشاورات السابقة بشان السلام في اليمن اخرها فشل ” مشاورات جنيف 3 ” والتي فشلت في مهدها.

وعلى الأرجح ان هذا الامر هو الذي ادى بالمبعوث الدولي الى عدم تحديد موعد مشاورات السويد وجعله مجهولاً، بعد تراجع المبعوث عن تصريحات سابقة قالها وزير الخارجية البريطاني خلال زيارته للسعودية والامارات في 12 نوفمبر 2018 ان المشاورات ستتم مطلع ديسمبر، وهو الامر الذي نفاه المبعوث أنذاك وقال ان المشاورات بالسويد ستتم مطلع العام القادم 2019م، لتتكرر عملية تصريحات السفير البريطاني قبل يومين، بان المشاورات ستتم مطلع ديسمبر، وهو الامر الذي نفاه مكتب المبعوث بسرعة وقال ان المشاورات غير محددة الموعد حتى الان.

الخلافات الدولية هي ذاتها سبباً من اسباب المعاناة الانسانية في اليمن واستمرار الحرب، إذ ان تضارب المصالح الدولية هي من تقف في الاساس خلف الحرب باليمن وتجعل منها بؤرة صراع دائمة مثل سوريا بعدما دخلت الحرب باليمن عامها الرابع دون اي مؤشرات عن تحقيق السلام واعادة الاستقرار لهذا البلد الذي يعاني الى جانب الصراعات الخارجية، صراعات داخلية لا تزال مشتعلة لا سيما ابرزها ” القضية الجنوبية” التي لن يكون او يتحقق السلام في اليمن الا بحلها حلاً عادلاً يلبي تطلعات الشعب الجنوبي كما يؤكد ذلك ممثل القضية الجنوبية وحاملها السياسي ” المجلس الانتقالي الجنوبي” واكدها المبعوث الاممي لليمن في اول احاطة له لمجلس الامن الدولي، قبل ان يناقضها ويمارس تحركاته بعيداً عن القضية الجنوبية.

وفيما يخص القضية الجنوبية، فإنها عامل اساسي في نجاح او فشل مشاورات السويد ، او اي مشاورات قد تعقد بشأن اليمن، لما للقضية الجنوبية من تأثير على الواقع المحلي، خاصة بعد ان افرزت الحرب الاخيرة واقعاً جديداً لا يستطيع احد تجاوزه، جعلت من الجنوب عامل قوي في معادلة الحرب والصراع، وبالاخص منذ تشكيل ” المجلس الانتقالي الجنوبي ” كقيادة سياسية وممثل سياسي يحمل القضية الجنوبية.

وتشير تصريحات المجلس الانتقالي الجنوبي انهم لن يكونوا ضد اي مشاورات للسلام باعتبار المجلس الانتقالي جاء ليكون عامل اساسي في تحقيق السلام واعادة الاستقرار ومكافحة الارهاب وحماية الامن والسلم الدوليين في جغرافيا الجنوب التي تطل على اهم ممر مائي في العام وسواحل طويلة ممتدة من الحديدة غربا وحتى المهرة شرقاً.

غير ان المجلس الانتقالي بحسب تأكيدات قياداته في حال لم يدعى الى اي مشاورات، لن يوافق على اي مخرجات للمشاورات او اتفاقات تتجاوز القضية الجنوبية العادلة ولا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي وتضمن ان ينال الجنوب تقرير مصيره على الاقل إن لم يكن استقلال ناجز وفك الارتباط بين دولتي الجنوب والشمال اللتين دخلتا عام 90 في مشروع وحدة يمنية خاطئة انتهت في مهدها بحرب غاشمة تم فيها عام 94 احتلال الجنوب والعبث بموادره وثقافته ومؤسساته الوطنية وامنه واستقراره وجلب الارهاب اليه.

ويبقى السلام في اليمن معقداً الى الحد الذي تتداخل فيه الخلافات الدولية، والصراعات المحلية التي كانت ولا تزال أساس ما سمي ” تهديد الامن والسلم الدوليين ” نتيجة بقاء الصراعات المحلية بين الجنوب والشمال مستمرة، والتي انتجت صراعات اخرى في الشمال وتسببت بحرب مدمرة شملت الشمال والجنوب ولا تزال مستمرة.