fbpx
لا حل مستدام بدون استعادة دولة الجنوب

 منذ أيام ومعظم وسائل الإعلام تتناقل أخبار المفاوضات المزمع عقدها بين الشرعية والحوثيين ! كل ذلك الترويج والتسويف الإعلامي الذي تتناقله وسائل إعلام عده ومن ضمنها وسائل إعلام السلطة الشرعية ودول التحالف والمنظمات الاممية المعنية بالأمر.

وفي اعتقادي ان لا جدوى ولا فائدة من أي مفاوضات سوا تمت في موعدها أو ان لم تتم ! نعم لا فائدة طالما ما يسمى بالأمم المتحدة قد أصبحت طرفا مفضوحا خصوصا وكل هذا يحدث وهناك حرب على احد اهم الساحات الا وهي حرب الحديدة .

تلك الحرب الأضحوكة التي كلفت الكثير من التضحيات الجسام ولم تحقق ما يرجو منها بعكس ما أصبحت حرب جمعت كل أسرار وخفايا هذه الحرب، وكشفت كثيرا من الاقنعة التي كلما اقتربت الحرب تدخل شبه مرحلة الحسم سرعان ما يتم تغيير هذه الاستراتيجية وتحت عدة مبررات ! مفضوحة.

وللاسف ان كل تلك الاطراف التي تدعي انها الوحيدة على الساحة وبكل قبح وجهل سياسي هي من جعلت ومنحت الفرصة لتلك الاطراف الدولية والاقليمية التي بالتأكيد هي شريكة في كل ما يدور من حرب ليس في اليمن ولكن في المنطقة بأسرها ! نعم ان استمرار تجاهل السلطة الشرعية ودول التحالف للقضية الوطنية الجنوبية وضرورة إدراجها في أي محادثات سياسية إدراج غير منقوص.

فبدونها يستحيل نجاح أي مفاوضات سياسية مستدامة كما قال الاخ الرئيس هادي في كلمته بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني لدولة الجنوب !.

ان القضية الجنوبية أصبحت هي العلة وهي من يعقد أي نجاح او حسم عسكري ! لأسباب ان القوى المتنفذة  والاحزاب السياسية الشمالية التي تؤيد الرئيس هادي فقط تؤيده لقصد ديمومة الوضع في الجنوب المحرر ليبقى رهينا للبؤس والانفلات الامني وغيره.

 حتى تتمكن في نظرها من استعادة السيطرة على الجنوب ومقدراته ! ولهذه الاسباب لا يمكن لتلك القوى والاحزاب ان تنتصر لا ستعادة الشرعية الى صنعاء ! طالما ظل الجنوب وقضيته شبه مهمش واعينهم عليه اكثر من النظر الى صنعاء.

لكن في اعتقادي ان تلك القوى والاحزاب ستخسر في الجهتين ! ستخسر الانتصار على الانقلابيين الحوثيين وستفشل فشل ذريع في أي محاولة منها لإستعادة الوضع في الجنوب مثلما كان سابقا !.

ستفشل وسيفشلها إيمان كل أبناء الجنوب بعدالة قضيتهم وضرورة استعادة دولتهم الجنوب وعاصمتها عدن.

ستخسر تلك القوى حتى الانتصار في اي حل سياسي وسينتصر الحوثي في المناطق التي يسيطر عليها وربما بتأييد علني وواضح واعتراف بالأمر الواقع خصوصا من قبل تلك القوى الدولية والاقليمية التي بطبيعتها هي من تساند الحوثيين وهي من رسمت سيناريوهات توسعهم في المنطقة لأسباب للأسف تعرفها القيادات السياسية لدول المنطقة !.

ولكن كما تتجاهل قضية عادلة للجنوبيين بالطبع سيكون هناك أيضا قوى دولية واقليمية ستناصر الجنوبيين لتجعل من ( الحوثيين ) ايضا قوة معترف بها لتظل الاوضاع في اسوا حالتها على المدى البعيد !.

فهل سنسمع صوت ينادي ويطالب بحل دايم ومستدام للمشكلة في اليمن شمال وجنوب !

ام إننا سنتحول الى ساحة واسعة لتصفية الحسابات  بين قوى دولية واقليمية لا يهمها الامن والاستقرار لدول المنطقة ! بينما يهمها على المدى البعيد كيف ترسم خارطة جديدة للمنطقة من خلالها يتم الهيمنة والابتزاز طويل المدى .