fbpx
لماذا أبين ..؟

ما دعاني لكتابة مقالي هذا عن محافظتي أبين التي كتبت عنها بدماء القلب وماء المقل،ولازلت وسأظل بإذن الله طالما وفي اوردتي دماء وبين ثنايا جسدي روحاً، هو حديث دار بيني وبين أحد العاملين في المنظمات الدولية التي تعمل في أبين،وعن تمنع الكثير من المنظمات العمل في أبين ولاسيما المنطقة الوسطى فيها..

وحين سألت هذا الشخص الذي جمعتني به الأقدار لساعة واحدة فقط،لماذا أبين..؟ ولماذا تتمنع المنظمات في العمل فيها..؟ فأجابني إجابة صادمة مؤلمة أوجعتني..قال لي ( أن لدى هذه المنظمات والمؤسسات فكرة خاطئة عن أبين وأهلها ولاسيما المنطقة الوسطى فيها،وهي بالنسبة لهم أي ابين منبع إرهاب وفوضى وعبثية وتخريب وهوشيلة..)..

أوجعتني إجابته بكل ماتحمله الكلمة من معنى وأصابتني في (مقتل)،ولم أتوقع البتة أن ينظر البعض إن لم يكن الكل لأبين بهذه النظرة الدونية القاصرة القاتلة، وأن يتعاملوا مع أهلها بهذا الأسلوب المقيت،وهذه الطريقة التي فيها من الإنتقاص والتقليل من القدر الكثير والكثير،بل وبتلك النظرة السوداوية التي لاتتجاز نظرة الدم والدمار والإرهاب والفوضى والهوشلية..

كيف ينظر هؤلاء لأبين الخير هكذا..؟ وكيف سولت لهم أنفسهم الأمارة بالسوء أن يتعاملوا مع أبين الرجولة والشهامة والصرامة والقوة والبسالة والشرف والبطولة هكذا..؟ كيف تناسى هؤلاء أن ابين الساحات والميادين والإقدام والأفذاذ الذين لايشق لهم غبار..

أيعقل أن ينظر هؤلاء وأمثالهم من أصحاب النظارات السوداء لأبين بتلك الطريقة الدونية، ولاتتجاوز نظرتهم لها نظرة الإرهاب والدماء والقتل والترويع والدمار،وتناسوا أن أبين هي من (دك) أوكار الإرهاب،وهي من كسر شوكتهم، وهي من مزق جمعهم، وهي من فرق شملهم، وهي تصدت لكل شرورهم..

هل تناسى هؤلاء أن بين هي (الصمدي)،هي علي ناصر محمد، هي المارشال هادي،هي كل الشرفاء ممن يحملون أرواحهم على أكفهم في كل الجبهات وكل الساحات وكل الميادين،يحلمون بالنصر أو الشهادة،ويسابقون الموت بصدور عارية..

كيف ينظر هؤلاء لبوابة (الجنوب) وخاصرة الوطن ومصنع الرجال،ومعبد العشاق، ومهبط الأبطال بذلك التشاؤم وتلك النظرات التي لاتخلوا من الإحتقار والإستهزاء والسخرية، بينما أبين أكبر من ذلك (الفتات) الذي تجودون به على أعزة أهلها الذين لن تذلهم حروبكم العبثية..

أبين قد تمرض ويصيبها (السقم) لكنها لاتموت، لاتنحني، لاتنكسر، لاتخضع، قد تتوجع،قد تئن، ولكن هيهات أن يصيبها الوهن والضعف والخنوع،حتى وأن أشتدت بها المحن والرزايا،ونزلت بساحتها المنايا، فلن تطاطئ رأسها لكم..

أبين مهما تكالبت عليها صروف الزمان وعبثية الساسة ومخططات المارقون ولكنها تظل هي الحصن الحصين، وهي الدرع المتين،وهي من تحمل رأية الحرية والإنعتاق والإقدام والرجولة، هي من تسابق الجميع،لتصنع الحياة بلون الحرية والإنتصار،وتأبى أن تكون خانعة،منقادة لكل من يحاول أن يعبث بها..

رُفعت الجلسة ..