fbpx
قيم التسامح في عام الإمارات..!

 

ونحن نستهل العام الجديد 2019م،أحسن الاشقاء الإماراتيون في انتقاء مفردة “التسامح” لتكون عنوانا لهذا العام،في خطوة مستحسنة وغير مستغربة،خطوة يقترن فيها القول بالفعل ليكون العالم أجمع على موعد معايشة مع كل القيم الأصيلة والمعاني النبيلة المتجذرة اصلا والمترسخة مفهوما مع فعل “التسامح”،فليس أجمل وأفضل من السماح ولا أكمل وأنبل من الصلاح،ولا شيء  أرقى وأنقى منهما يقود إلى الفلاح،ويبعث في النفس علامات الرضى والارتياح..!
لقد اختارت القيادة الاماراتية الشقيقة هذا الاتجاه لأنه أولا وقبل كل شيء نهج ثابت ودرب معروف انتهجه وسار على دربه القائد الخالد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،وعليه فأن من يخلفه لا يمكن له أن يحيد عن ذات الطريقة المثلى، هذا أولا، أما ثانيا فأن التشظي العربي الاسلامي الماثل أمامنا يستدعي وقفة جادة من قبل الجميع لمحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه وتضميد ولو شيء من مأساة جراحه،وهذا لن يكون إلا بالامتثال لقيم “التسامح” وهو ما تبتغية دولة الإمارات العربية المتحدة من وراء هكذا تسمية وبيان..!
إن مصطلح التسامح يشمل الكثير والكثير من القيم الإسلامية ذات المدلولات المتعددة فهو يشير إلى المسامحة والرفق واللين والحلم وإظهار اللطف والأدب ونسيان الإساءة،كما أنه يمثل قيم العطاء والبذل، ويبرز القيم الإنسانية الحياتية على صعيد الفرد والمجتمع،حيث يعزز احترام الفرد لذاته وارتباطه بالآخرين،ومجتمعيا يضمن تحصيل الحقوق وأداء الواجبات ليخلق مجتمعا متراحما.
ولا تتوقف أهمية التسامح وقيمته على المعاملات الفردية البسيطة وأنماط العلاقات بين الأفراد، بل أن التسامح حاجة مجتمعية ملحة وأساس تقوم عليه كافة المجتمعات البشرية، فالصورة الأخلاقية والواقعية للتسامح تنعكس على جميع أنظمة المجتمعات وتقدمها وتطورها، كما وتتجلى قيمة التسامح في الإسلام من خلال تعميم النظرة الأخلاقية والإنسانية إلى ركائز مختلفة وأخلاق شتى تحقق المساواة والعدل، وترسخ مبادئ الاعتراف بالآخر،وتجمع ذلك كله إنسانية البشر وتكافلهم، ليرسخ الإسلام من خلال التسامح مبادئ الإخاء الإنساني، وينظم تعاملات الناس وتعايشهم.
ولعل الرسالة الإماراتية السامية لترسيخ هذا المفهوم وتحقيق الاستفادة المرجوة منه تعد خطوة عملية في غاية الأهمية لا شك بأن تطبيقها سيكون مقرونا بالعديد من الأنشطة والفعاليات والمبادرات والمشاريع في مختلف المجالات وإلى أقصى نقطة في الأرض يصل إليها العطاء الإماراتي امتدادا  لعطاءات “عام زايد” الذي لم يتوقف،بل سيتعدد ويتنوع امتثالا لقيم التسامح التي كان يحملها ويدعو إليها الشيخ زايد رحمه الله.
إذا هي دعوة لنشر تلك القيم الإسلامية العظيمة المستمدة من روح ديننا الحنيف، ولنا أن نتوقف هنا  ونكتفي بقول الحق تعالى 🙁 فاعفوا واصفحوا )، ليكون الأمر الإلهي قد وجب،وحق علينا التنفيذ،عدا ذلك فلا عذر لنا على الإطلاق،وما علينا إلا السمع والطاعة إقتداء بالرسول المبعوث لإتمام مكارم الأخلاق.
رائد علي شايف