fbpx
” تقرير خاص”.. الحديدة تكسر ظهر ” غريفيث ” وتبدد مساعي السلام في اليمن بإنتكاس ” إتفاق ستوكهولم “
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرير – خاص: 

كسرت محافظة الحديدة ظهر المبعوث الأممي السيد مارتن غريفيث الي سعى جاهداً لإيقاف الحرب بالحديدة وحدها دون الجبهات الاخرى، وكان واثقاً من أن تحركاته ستفضي الى نجاح مساعيه في ايقاف اطلاق النار بالحديدة وتطبيق الاتفاقيات التي جرى توقيعا في السويد خلال مشاورات ستوكهولم .

فمنذ بدء عمل المبعوث الاممي الى اليمن السيد ” مارتن غريفيث ”  في  16 فبراير 2018  كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن خلفاً للمبعوث السابق ” اسماعيل ولد الشيخ ” والأوضاع في اليمن لم تتغير ولم يطرأ أي جديد فيما يخص مسار السلام وايقاف الحرب.

اختار السيد غريفيث أن يبدأ عمله من الحديدة، ساعياً إلى إيقاف الحرب فيها، وتمكن فعلاً من ايقاف معركة الحديدة ومنع القوات المشتركة وقوات التحالف العربي من دخول مدينة الحديدة، وذلك لأكثر من مرة بل فيها غريفيث جهود دبلوماسية تمكن من ايقاف اقتحام الحديدة وتخليصها من مليشيات الحوثيين.

واعتبر غريفيث في تصريحات عديدة ان السلام في اليمن يبدأ من الحديدة، وانه اتخذ الحديدة نقطة إنطلاق نحو ايقاف شامل للحرب وتحقيق السلام في عموم اليمن .

ولكن الحديدة التي سعى غريفيث لجعلها بداية ايجابية للسلام، تحولت إلى نقطة فشل ذريع للمبعوث والامم المتحدة، كما يقول مراقبين سياسيين يمنيين وعرب.

فمنذ بدأ غريفيث مساعيه لم تتوقف الحرب يوماً في الحديدة، ولم تجد الحديدة طريقها الى السلام، في ظل حشود عسكرية مستمرة من المليشيات الحوثية من جهة، او القوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي.

*انتكاس اتفاق ستوكهولم:

في 6 ديسمبر 2018 عقد المبعوث الاممي اجتماعا في السويد يخص الحديدة، لإعادة بناء الثقة بين جماعتي الشرعية والحوثيين، وتم الاعلان عن اتفاقيات تم التوصل اليها في ستوكهولم،  والذي تضمن ثلاث اتفاقيات اعلن عنها رسمياً وقيل انه تم موافقة جماعتي الشرعية والحوثيين عليها.

هذه الاتفاقيات الثلاث تشمل ” اتفاق الحديدة – اتفاق تبادل الاسرى – اتفاق تعز ” لكن اي منها لم يطبق وقد انتهت الفترة التي حددت الاتفاقيات في موادها فترة تطبيقها.

ودبت  الخلافات بين الطرفين الموقعين على الاتفاقيات بدءً من اتفاق تبادل الاسرى واتهمت كل طرف الاخر بتعطيل الاتفاق وتقديم اسماء غير موجودة في الواضع ربما قتلت بالحرب او مختفية ولا يعرف عنها او اسماء مكررة، ولا يزال الاتفاق مجمداً دون احراز اي تقدم فيه.

فيما تبادل الطرفين ايضا الاتهامات بشان اتفاق الحديدة، الذي يبدو انه فشل في مهده، بعد ان اقدم الحوثيين على خطوة ما اسموه تليم الميناء لقوات خفر السواحل التابعة لهم، الامر الذي اعدته الشرعية التفافاً على اتفاق ستوكهولم وتاكيدا ان نوايا الحوثيين غير مستعدة لتطبيق الاتفاق.

  • محاولات إنقاذ فاشلة:

يحاول المبعوث الاممي مارتن غريفيث انقاذ اتفاق ستوكهولم من الفشل، حيث يتواجد منذ يومين في صنعاء، بعد ان غادرها رئيس لجنة حفظ السلام الجنرال ” باتريك كاميرت ” .

الا ان غريفيث لم يستطيع حتى الان فعل أي شيء امام تعنت مليشيات الحوثي واشتراطات الشرعية وتهديداتها، وتعرض اتفاق ستوكهولم للطعن من الطرفين اللذين كانا وقعا عليه والتزما بتنفيذه، وتم اصدار قرارين لمجلس الامن لتنفيذ الاتفاق..

الامين العام للأمم المتحدة غوتيرش تقدم الى مجلس الامن بطلب زيادة عدد المراقبين الدوليين في الحديدة الى 75 وطلب التصويت من المجلس، الا ان الامر هذا زاد من حدة تعقيد المشهد في الحديدة حيث تقول الشرعية ان ذلك يعد انتهاكاً لما تسمه ” السيادة اليمنية ” وتسليم الحديدة للأمم المتحدة.

  • الحديدة تخذل غريفيث:

” الحديدة ” إسم محافظة يمنية اختصرت الامم المتحدة والمجتمع الدولي الازمة اليمنية فيها، وكثف جهوده لإيقاف إطلاق النار بالحديدة دون غيرها من المحافظات والجبهات الاخرى باليمن .

وخذلت الحديدة المبعوث الاممي الذي تمسك بأن يكون السلام في اليمن بدءً من الحديدة، وهو الامر الذي اعده مراقبون أن تحركات غريفيث بالحديدة هي فقط لإنقاذ مليشيات الحوثي ومنع تحرير الحديدة من سيطرة الحوثيين، خاصة وأن الحديدة كانت قاب قوسين او  أدنى من التحرير وطرد مليشيات الحوثي منها.

من جهة أخرى اثار حجم النظرة الدولية للازمة اليمنية واختصارها بالحديدة تساؤلات عديدة، اعتبرها مراقبين أنها تؤكد النوايا الغير جادة في إيقاف الحرب الشاملة باليمن التي خلفت معاناة إنسانية كبيرة، لكن الامم المتحدة والمجتمع الدولي ينظران الى الحديدة وحدها بأنه من المهم ايقاف إطلاق النار فيها، في اسلوب ينم عن مدى التجزئة للحرب في اليمن للسلام أيضاً.

والغريب في الأمر هو الاصرار الشديد والضغوطات على ايقاف الحرب بالحديدة وحدها دون غيرها من الجبهات، رغم قدرة المجتمع الدولي استخدام مزيد من ضغوطاته لإيقاف الحرب في مختلف الجبهات وليس في الحديدة وحدها.

أخبار ذات صله