fbpx
هل العرب خارج التاريخ ؟
شارك الخبر

بقلم – سالم محمد الضباعي
العرب وحدهم خارج المشهد العام فيما يشهده النظام الدولي من ارتجاجات وزلازل وتوابع تتشكل بموجبها التوازنات الجديدة والخريطة الجيو سياسية التي تتبع تلك التوازنات .
العالم الغربي الرأسمالي يشهد تطورات ومتغيرات غير مسبوقة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية منتصف القرن العشرين المنصرم فبريطانيا العظمى تعيش اوضاعاً بالغة الخطورة والتعقيد مع اصرارها على الانسحاب من الاتحاد الاوروبي تحت ذريعة الاستفتاء الذي شهدته بريطانيا حول هذه المسالة والذي صوت فيه لصالح الانسحاب 51،89/بالمائة ورفضه وطالب بالبقاء 48،11/بالمائة وكما هو واضح فان الفارق بين الفريقين هامشي وبسيط ولا يستحق تغليب احدهما على الإخر في مسألة مصيرية كبرى ولذلك سيبقى شرخاً مؤلماً لن يلتأم ابداً .
ومن جانبه يترنح  الاتحاد الاوروبي بين الضغوط الاميركية من جهة والروسية الصينية من الجهة الأخرى عسكرياً واقتصادياً كما انه لايزال يعيش واقع ضعف قاتل على المستوى العسكري وعلى مستوى السياسة الخارجية وبسبب الضعف الواضح في القيادة للاتحاد من الثنائي الالماني – الفرنسي .
وتعيش فرنسا بدورها واقعاً داخلياً مزرياً ويتصاعد خلافها مع الجار الايطالي وبسبب سياساتها الخارجية الاستعمارية المتخلفة ورئيسها الشاب الضعيف الذي جرى استزراعه من خارج الساحة السياسية التقليدية وهمشت من اجل صعوده كافة الاحزاب الفرنسية .
اما في الولايات المتحدة الامريكية زعيمة المعسكر الغربي الرأسمالي فانها تعيش اوضاعاً لم يسبق لها مثيل عبرتاريخ هذه الدولة فهي تعيش انقساما وحرباً سياسية وحزبية داخلية يومية ويتفرد رئيسها في زعزعة مكانة اميركا وحلفاءها كما لم يتخيله أحد .
والخلاصة فاننا نشهد السعي الحثيث من كل الدول والشعوب الحية للاستفادة من تلك المتغيرات وتجييرها لصالح هذه الشعوب والدول ونذكر في منطقتنا الدولة التركية والايرانية والاثيوبية والكيان الصهيوني فيما يتفرد العرب وحدهم بالسباحة ضد التيار والتفريط بعوامل صمودهم وثباتهم وقوتهم واظهار العمى الكامل عن قراءة الواقع الموضوعي والتاريخي وتبديد العوامل الذاتية بصراعات لا جدوى منها وعداوات لا قيمة لها ومن دون امتلاك اي رؤية استراتيجية ان الفساد والاستبداد والظلم والتطرف والعنف يحكم العالم العربي ويجعله خارج التاريخ.
# سالم محمد الضباعي
 الجمعة 8/فبراير/2019م
أخبار ذات صله