fbpx
وطن يسكننا / رائد الجحافي
شارك الخبر
وطن يسكننا / رائد الجحافي

يقف البوح بين الجرح والتروي في مسافات ليس لها خطوط فاصلة إطلاقا، لا متناهية هي الكلمات التي أمعنت الروح في استساغتها دهراً، وثمة لون قرمزي الطلعة ينثر طيفه بهدوء.. لم تكن الأحراش في غابات خيال الصغار قد نسجت تعاويذها الشائكة إلا حين قدوم ذلك العهر القادم من زمن التلاشي حيث الوقيعة تمكنت من قذف سهام التولول في درة الكون، في قلب دنيانا الصغيرة هذا الوطن الممتد في خاصرة الخارطة الثكلى للعالم، وجد المنافقون بمسميات القومية والعروبة وواحدة الوطن والعالم من زاويتنا هذه مرتعاً لنفث أكاذيبهم، وجد فلاسفة النفاق السياسي جبابرة العهر السياسي العربي من نافذتنا هذه منبر لخطب القومية التي عجزوا جميعاً في نقشها في خيالاتهم الجوفاء، كل له وطن يسكنه ولا يقبل التنازل عن شبر واحد منه تحت أي مسمى كان، في حين يوهبون اتساع وطننا هذا قربان للمصطلح العقيم “الوحدة” ونسكن الجرح بتجلياته العصيبة وثقله المنهك وألمه المسافر في ثنايا الروح بلا مكوث يستقر في خارجنا، في أعماقنا ولا يغادر دوامته بينما يستسلم سكونهم المخزي للنوم بهدوء فلا أوطانهم سلبت منهم ولا الغزاة يستوطنوها، الكويت بالأمس حاول العراق اجتياحها قامت الدنيا ولم تقعد حتى خرج العراقيين منها والحجة ذاتها وذاتها الطريقة التي جرى فيها احتلال الجنوب، كم دويلات عربية خليجية تحمل ثقافة متقاربة ووجودها في خارطة العالم لا يعني شيء فلماذا لا تدخل في وحدة أو يجتاح بعضها الآخر في سبيل الوحدة العربية، أيها الصامتون كفراً من دعاة الحرية في شتى هذا العالم المترامي عبثاً فوق الخارطة الميتة إن لنا وطن مسلوب لن نقبل التنازل عنه، أين هي نضالاتكم ونظرياتكم، أيها الباحثون في حياتكم عن سعادة الزيف أنكم تتغافلون شعب لن يستسلم بل سيواصل ثورته وسينتج المزيد من وسائل وطرق التحرر من الغزاة والجبروت وستكون لثورته امتدادها في خاصرة سكونكم المقيت، ستكون ثورتنا المتصاعدة ثقافة تحرر من الجبابرة والطغاة ستنتقل إلى شعوب المعمورة وستصبح ملهمة شعوبكم المخدوعة، سيكون لشعب الجنوب عناوين خياراته في استعادة حقه المسلوب، فهلا أفقتم من وهمكم الملعون.

أخبار ذات صله