fbpx
” تقرير” زيارة رئيس المجلس الانتقالي الى بريطانيا تكسر الحظر الدبلوماسي الشمالي وتصل بالقضية الجنوبية الى مراكز القرار العالمي
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرير:

في زيارة رسمية هي الاولى من نوعها لقيادي جنوبي منذ عقود الى المملكة المتحدة ” بريطانيا”، تمكن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء الركن عيدروس الزُبيدي من الدخول الى تحت قبة مجلس العموم البريطاني أهم مؤسسة بريطانية ولها مكانتها على مستوى أوروبا والعالم.

 

الزيارة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي التي اهتمت بها الصحافة البريطانية والاجنبية وصحف عربية أخرى، لها دلالات نوعية واستراتيجية تتعلق بالوضع في جنوب اليمن خاصة وفي شماله ايضاً، ومستقبل العلاقات البريطانية الجنوبية في ظل وجود مجلس انتقالي جنوبي يشكل القيادة السياسية للجنوب ويمثل القضية الجنوبية التي ظلت مهمشة لسنوات طويلة بحسب وصف مركز السياسة الخارجية البريطانية.

 

*وزير الخارجية البريطانية في عدن:

وزير الخارجية البريطاني في عدن

وبالتزامن مع وصول الزبيدي الى لندن كأول دولة توجه رسمياً دعوة للمجلس الانتقالي الجنوبي، كان وزير الخارجية البريطاني ( جيريمي هنت )  يتجول في عدن، في حدث لم تصنعه الصدفة مثلما يعتقد الكثيرين ولكن هناك سياسة تعمل على تلك التحركات.

وبالربط بين زيارة وزير خارجية بريطانيا الى عدن التي لم تكن مقررة بجدول جولته الى الشرق الاوسط كما اعلنتها وزارة الخارجية البريطاني، يتداخل الامر بتوقيت هذه الزيارة مع نفس التأريخ المعلن لوصول رئيس المجلس الانتقالي الزبيدي الى لندن.

 

وتعمل بريطانيا على وضع حلول ومقترحات وقيادة دفة عملية السلام في اليمن بدءً من الحديدة التي تتسبب تدخلات بعض الدول بمحاولة اعاقة تلك الحلول لافشال المساعي البريطانية في النجاح بهذا الملف وكبح جماح أي علاقات بين بريطانيا والجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وتعد زيارة وزير الخارجية البريطاني لعدن هي الاولى لمسؤول بريطاني  واوربي رفيع من هذا المستوى منذ ما قبل الوحدة اليمنية المنتهية، وتحمل رسائل عديدة أعتبرها مراقبون أنها أكبر رسائل يرسلها  مسؤول غربي رفيع بشأن عدن وأهميتها الاستراتيجية ومصالح دول العالم.

واكد مراقبون ان زيارة وزير الخارجية البريطاني لها دلالات ومعاني عدة، ودحضت زيف الادعاءات التي تصورها وسائل اعلام قوى احزاب الشمال بان الجنوب غير آمن وغير مستقر، وان عدن تعيش الفوضى، حيث كانت رسالة أن عدن تعيش حالة الامن والاستقرار حاضرة في زيارة وزير الخارجية البريطاني.

 

*الانتقالي يكسر حواجز العزلة الجنوبية:

حركت زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي الى لندن المياه الراكدة واصبحت القضية الجنوبية متداولة وسط فشل كل اعداء الجنوب في كبح جماح الزيارة خاصة بعد تقدم وزارة الخارجية اليمنية بطلب رسمي لإلغاء زيارة الزبيدي لمجلس العموم البريطاني وعدم السماح له بالقاء محاضرة عن القضية الجنوبية.

 

ياتي فشل الجهات المعادية للجنوب والتي تريد تزوير ارادة الجنوب بسبب وجود المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان سياسي يحمل هدف الشعب الجنوبي ويمثل قضيتهم في المحافل المحلية والاقليمية والدولية كما اكد ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان إعلان عدن وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي ووثائقه وبرنامجه ورؤيته السياسية.

 

وتتعلق زيارة الزبيدي الرسمية الى لندن بدعوة رسمية من اعلى مركز سياسي في المملكة المتحدة البريطانية، بالعديد من المسائل التي تخص المجتمع البريطاني والحكومة ومستقبل المملكة المتحدة بشكل عام ومصالحها في الجنوب.

وبزيارة الزبيدي الرسمية الى لندن يكون المجلس الانتقالي الجنوبي قد كسر الحظر المفروض على الجنوب خارجياً منذ 1994 عام احتلال الجنوب من اليمن الشمالية ونهب وتدمير كل مقدرات دولة الجنوب، وفرض حصار خانق على السياسة والدبلوماسية الجنوبية التي كانت رافضة للحرب واحتلال الجنوب وابقاءه فيما تسمى الوحدة اليمنية بالقوة والدم.

 

وسيلتقي الزبيدي خلال زيارته لبريطانيا التي ستمتد عدة أيام سياسيين ومسؤولين كبار بوزارة الخارجية البريطانية، الذين طلبوا لقاءات مع الزبيدي للتعرف عن قرب حول رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي ومناقشة القضية الجنوبية معه لدعمها في العديد من اللقاءات الدولية.

*ردود افعال سياسية واعلامية دولية لزيارة الزبيدي:

لاقت زيارة الزبيدي ومحاضرته السياسية العميقة التي تحدث فيها أمام مسؤولين بريطانيين إكتضت بهم القاعة رقم 9 في قصر البرلمان البريطاني ” وستمنستر ” لمناقشة معالجة قضية الجنوب التي يتم تجاهلها غالبًا والتحدّيات الرئيسية التي تواجه جنوب اليمن اليوم.

ووصفت ( ووجيل فيرنس، عضو البرلمان البريطاني) زيارة الزبيدي بالحدث الهام الذي يمكن من خلاله التعرف على موقف جنوب اليمن من الازمة اليمنية ومناقشة الحلول التي تمكن جنوب اليمن من تحقيق تطلعاته.

واشارت بقولها في تغريدة على حسابها:  سعدت بترؤس هذا الحدث الهام بشأن اليمن، الذي يشهد أزمه انسانية، وساستمر وزملائي في الضغط علي هذا الأمر في البرلمان لكي لا ينسي، ونحن بحاجه إلى وضع حد لهذه الماسأة الانسانية.

من جهته وصف الدكتور ( سيمون مابون – مدير معهد ريتشاردسون للسلام في جامعة لانكستر وزميل أبحاث مركز السياسة الخارجية البريطانية” FPC”) زيارة الزبيدي بانها هامة واللقاء به كان جميل والحدث هام جداً.

 

ومن جهته قال الدبلوماسي المختص في مستقبل الدبلوماسية  (آيدي بلومات) ان زيارة عيدروس الزبيدي في الوقت المناسب بالتزامن مع تكثيف الجهود من الامم المتحدة، وان الزبيدي سيناقش الوضع جنوب اليمن مع واضعي السياسات البريطانية وخاصة في مجلس العموم.

 

واضاف: ان اللقاء كان رائع فيما يخص العلاقة التاريخية الخاصة بين جنوب اليمن والأمم المتحدة في احياء ذلك التقارب من خلال التبادلات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية.

 

والى جانب ذلك تناولت صحف دولية كبرى زيارة الزبيدي الى لندن ومحاضرته، أبرزها صحيفة ( الغادريان البريطانية ) أوسع صحغ بريطانيا انتشاراً حول العالم، والتي عنونت تقريرها حول زيارة الزبيدي ومحاضرته بــ( لا سلام في اليمن بدون الاستماع لإستقلال جنوب اليمن )، كما تناولت العديد من الصحف الحدث مركزة على انه لا سلام في اليمن بدون الجنوب الذي يسيطر عليه المجلس الانتقالي في ظل تلاشي حكومة هادي المعروف عنها باسم ( الشرعية ).

 

اما على مستوى الجنوب فقد كان الحدث المسيطر على الرأي العام هو متابعة زيارة الزبيدي ولقاءه الاول بمسؤولين بريطانيين وحديثه القوي عن القضية الجنوبية وواقع السلام في اليمن، وتقييمه لعملية السلام التي تديرها الامم المتحدة والتي قال انها لن تنجح ما لم يكن الجنوب حاضراً فيها مطرف ندي ممثلاً عن الجنوب واقعياً بحسب المعطيات على الأرض.

 

*الزبيدي يحدد جذور الازمة اليمنية وسبل حلها:*

وخلال زيارته الى بريطانيا افتتح الزبيدي لقاءاته بلقاء مسؤولين بريطانيين بمجلس العموم البريطاني ومركز السياسة الخارجية البريطانية، حيث لاقى ترحيباً حاراً خلال ندوة خصصت لمناقشة القضية الجنوبية أقامها مركز السياسة الخارجية والتي ألقى فيها عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي محاضرة الى جانب كلاً من: ( الدكتور سيمون مابون  مدير معهد ريتشاردسون للسلام في جامعة لانكستر وزميل أبحاث FPC، وإيونا كريج ، صحفية  زميلة أورويل وجامعة ولاية أريزونا).

وحدد  الزبيدي فيه محاضرته جذور الازمة اليمنية وسبل حلها من مدخل حل القضية الجنوبية التي تعتبر اساس الازمة اليمنية .

 

وقال الزبيدي  إن الأزمة الراهنة ليست وليدة العام 2014م (عام الانقلاب على حكومة الرئيس هادي) ولا حتى العام 2007م، (عام انطلاق ثورة الحراك الجنوبي السلمية) بل إن جذورها تعود إلى العام 1990م عندما جرت محاولة إقامة وحدة يمنية بين الدولتين المعروفتين حينها في جنوب اليمن وشماله (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية) .

 

 

وأكد الزبيدي:  كانت هذه المحاولة تهدف إلى بناء دولة مدنية حديثة تطلَّع اليها اليمنيون آنذاك، والتي اعتقدوا حينها أنه يمكن تحقيق المواطنة المتساوية وإقامة دولة النظام والقانون التي تحمي الحقوق والحريات وتوفر عوامل الاستقرار والنهوض الاقتصادي والمعيشي للناس، وتساهم في حماية الأمن الإقليمي والدولي، لكن وكما تعلمون فقد فشلت هذه المحاولة بسبب الاختلاف السياسي والاقتصادي والثقافي وتباين المستوى المدني والفكري بين النظامين والبلدين والشعبين، وعلى وجه الخصوص بسبب نزعة التمييز العنصري والطائفي وكذلك الاطماع التوسعية لنظام صنعاء.

 

 

وشرح الزبيدي في كلمته وضع الجنوب وما تعرض له من تدمير ممنهج واحتلال وعبث ونهب ثرواته وحرمان شعبه من ابسط الحقوق اضافة الى اقصائهم من الوظائف واغتيال كوادر الجنوب العسكرية والامنية، وتصدير الارهاب الى الجنوب الذي لا يعرف الارهاب في تأريخه بسبب الوعي الذي خلفته بريطانيا خلال استعمارها الطويل للجنوب .

ووضع الزبيدي اربع خطوات واضحة لحل الازمة اليمنية لخصها قائلاً: أن المخرج الوحيد للأزمة الراهنة في اليمن يمكن أن يقوم من خلال التالي:

 

1-  وقف الحرب الدائرة في الشمال وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بما فيها اتفاق ستوكهولم، والعودة إلى المسار السياسي لحلحلة جميع ملفات ومظاهر الأزمة بما فيها القضية الجنوبية.

2-  إعادة النظر في بناء المنظومة الحاكمة من خلال العودة إلى نظام الدولتين في الجنوب والشمال وبناء منظومة جديد من العلاقات والشراكات بين البلدين والشعبين والدولتين الجارتين الجنوبية والشمالية.

3- تكون الدولتان الشقيقتان مستقلتين فيدراليتين تبعا لظروف سكانهما على أن يراعى في ذلك ظاهرة التمايز المذهبي والمدني في الشمال والتفاوتات الجغرافية والاقتصادية والجهوية في الجنوب، ومحاربة الإرهاب ومنع الجماعات المسلحة وحصر احتكار السلاح على الدولتين الشرعيتين وجيشيهمها وأجهزتهما الأمنية فقط.

4- الشروع في برنامج مكثف لإعادة الإعمار في الدولتين لردم الفجوات التي أحدثتها الحروب والنزاعات وقيام برنامج شامل لإعادة تأهيل البلدين للحاق بدول العالم في البناء الاقتصادي والاجتماعي والخدمي والعلمي والتكنولوجي.

 

*بريطانيا والجنوب علاقة تأريخية:

لا شك ان لبريطانيا علاقة تأريخية كبيرة يتحدث عنها التأريخ، وان كانت من باب ( الاستعمار للجنوب ) فهي مرحلة تأريخية تبقى قيد الماضي، ولا يمكن ان تعود هذه المرحلة من جديد بعد التغيرات الجذرية التي طرأت على المستويين العالمي وانتهاء حقبة استعمار الدول .

ولا تزال العديد من شواهد التنمية التي نفذها الاستعمار البريطاني في الجنوب قائمة، منها الميناء والمطار وشبكات الكهرباء والمياه والكثير من الخدمات، والتي فقدها الجنوب بسبب سوء الادارة التي تلاحقت على الجنوب وانتهت تماماً تلك الشواهد منذ دخول الجنوب بوحدة مع اليمن الشمالية.

 

مراقبون يؤكدون انه من غير المنطقي ان يفهم الحديث اليوم بين الجنوب وبريطانيا انه استدعاء للاستعمار البريطاني، لكون العلاقات اليوم تغيرت اساليبها واشكالها وباتت تقوم على الدفاع المشترك والمصالح المشتركة وهو ما سيكون بين الجنوب وبريطانيا والتحالف العربي.

 

ولا شك ان بريطانيا تسعى الى ان يكون لها حضور في الجنوب خاصة عدن بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي، الذي همش دورها وكلفها خسائر فادحة على حساب سمعة وتاريخ المملكة المتحدة البريطاني.

 

ومن خلال التحركات البريطانية يظهر بوضوح ان الجنوب سيكون حليفاً لبريطانيا الى جانب التحالف العربي في مواجهة أي تهديدات تعصف بالمصالح البريطانية او الامن القومي العربي الذي يهم بريطانيا كأكثر دولة مستفيدة من علاقاتها بدول الخليج وبقية دول المنطقة العربية، لا سيما المصالح البريطانية في الجنوب الذي يطل على اهم ممر مائي في العالم.

 

واصبحت بريطانيا ممسكة بخيوط اللعبة في الملف اليمن التي تشهد حرباً ضروساً في شمال اليمن بعد تحرير الجنوب من الوجود المليشاوي الحوثي 2015 وكذا من الوجود الشمالي لقوات صالح والاخوان ( تحالف 94) خاصة في غالبية محافظات الجنوب وفي مقدمتها عدن فيما تبقت القليل من قوات تحالف 94 في بيحان شبوة ووادي حضرموت.

أخبار ذات صله