وأثار هذا الإنجاز فضولا واسعا، لا سيما أن فهمه يتطلب بعض الإلمام بعلوم الفيزياء والفضاء، ولذلك، حاول عدد من الباحثون أن يقدموا شروحا مبسطة للثقب الأسود الذي ظل بمثابة  “خيال” حتى هذا الأسبوع.

ولفهم هذا الثقب، لا بأس من الإشارة إلى أمر مهم وهي أن الفضاء الفسيح يمتاز بالظلام، حتى إن كانت بعض البؤر أكثر ظلاما وقتامة من الأخرى، لكن العلماء يؤكدون أمرا جوهريا، وهو أن “الثقب الأسود” هو أكثر البؤر ظلاما على الإطلاق.

ويقول العلماء إن الثقب الأسود عبارة عن بؤرة مظلمة تصل فيها الجاذبية إلى مستوى هائل، بحيث يستطيع أن يجذب إليه كل شيء، حتى إنه يستطيع أن يمتص الضوء.

وينشأ الثقب الأسود عندما يصل عمر النجم إلى نهايته، وحين تتلاشى الطاقة التي تحافظ على تماسكه خلال حياته، فتبدأ مرحلة الانهيار ويحصل انفجار هائل.

وعقب ذلك، تسقط كافة المواد التي خلفها الانفجار في نقطة صغيرة وغير متناهية، لكن الجدير بالذكر، هو أن هذه المخلفات تزيد عن كتلة الشمس بعدة مرات.

والغريب في هذه الظاهرة الفلكية، هو أن هذه المخلفات التي تفوق حجم الشمس تتوارى في نقطة بالغة الصغر، ومع مرور الوقت، تبتلع هذه الثقوب موادا أكثر، فتكبر شيئا فشيئا ويستع نطاقها.

وما يبعث على استغراب الكثيرين، إزاء هذا التفاعل، هو أن نقطة صغيرة تستطيع أن تحتوي كتلة كبيرة.

ويطلق العلماء مصطلح “التفرد” على النقطة التي تجتمع فيها مخلفات الانفجار النجمي، وتستطيع أن تقوم بتأثير كبير على الرغم من صغرها المتناهي.

ولأن البعض قد يتساءل حول ما يمكن أن يقع إذا جعلنا مركبة فضائية تقصد ما يعرف بـ”الأفق الحدث” للثقب الأسود، وهو منطقة لا يستطيع من يوجد في خارجها أن يلاحظ في داخلها.

وإذا أرسلنا مركبة فضائية صوب هذه المنطقة، سيحدث ما يسمى بـ”تأثير المعكرونة”، إذ سيصبح جزؤها القريب من الثقب الأسود شديد الجاذبية.

وبعدها، ستتمدد المركبة الفضائية بشكل عمودي، وتتحول إلى ما يشبه الشعرة أو شريط من “الباستا”، وتنسحق باتجاه الثقب.

 

*سكاي نيوز – ترجمة ابوظبي.