fbpx
#السعودية .. تدفع ثمن عدم تحرير صنعاء

أحمد سعيد كرامة

يجب أن يصحوا صناع القرار السعودي من سباتهم العميق , وتغيير من بيده الملف اليمني و بأسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان , إستنزاف المملكة العربية السعودية من قبل مشائخ وقادة وزعماء الشمال صفحة سوداء في سجل السعودية الدبلوماسي والعسكري والسياسي , ويجب أن تطوى تلك الصفحة فورا وللأبد .

تماهي الجانب السعودي مع الشرعية اليمنية المتواطئة تدفع اليوم ثمنه السعودية ثمنا باهظا جدآ من أمنها وإستقرارها , لم تؤمن الحدود الجنوبية للسعودية حتى اللحظة منذ خمس سنوات تقريبا من عمر أول إستعراض ( مناورة شكلية ) لقوات مليشيات الحوثي رغم ضخامة ماتم رصده وصرفه لتلك القوات والقبائل .

فتح جبهات الجوف وصعدة والتوغل فيها كان خطأ إستراتيجيا عسكريا فادحا , فلا أهمية عسكرية لتلك المناطق الصحرواية والجبلية الوعرة , فقطع رأس الأفعى يبدأ من صنعاء فقط , ومع هذا لم تكتشف حتى اللحظة أي كهوف بصعدة تحتوي حتى على طلقات كلاشنكوف ناهيك عن طائرات درونز أو حتى صواريخ باليستية أو بقايا منصاتها .

من إستهدف منشآت الضخ النفطية في الجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية هي إيران وليست مليشيات الحوثي الساذجة , فبعد المسافة ونوعية الهدف تحتاج لطائرات درونز على قدر عالي من الدقة والتطور وهذه المواصفات لا تتوفر لدى مليشيات الحوثي حاليآ وإنما إيران .

تبني مليشيات الحوثي للعملية بعد عملية ميناء الفجيرة يوضح غباء وسذاجة وتبعية مليشيات الحوثي لإيران , نعم كحزب الله اللبناني عندما زج به في الحرب السورية رغما عن إرادته وقناعته , مليشيات الحوثي هي مليشيات مأجورة ومسلوبة القرار والإرادة أيضآ .

اليوم وبعد هذا الإعلان الكارثي من قبل مليشيات الحوثي في تبني عملية الاستهداف المباشر لمنشآت ضخ النفط السعودية , دخلت المليشيات بمواجهة مباشرة مع العالم أجمع الذي يرى أن المساس بمصادر الطاقة هو مساس بأمنهم القومي ومن يتعدى ذلك الخط الأحمر سينال عقابه الرادع .

ناهيك عن الوضع الإقتصادي والمالي المتردي الذي يمر به العالم اليوم , وحالة الركود الذي تعانيه أغلب كبرى الدول الصناعية , فصعود أسعار النفط المستمر سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في أغلب دول العالم , وبالتالي صارت الحرب ضد إيران قدرا لا مفر منه .