fbpx
حكومة التباهي بالفشل

 

من يؤمن بأن هناك تجليات قد توضح في مهب هذه الضباب  فلا ييأس أن يعيش على هوى الوعود المبتذلة والمنافية للفعل كتلك التي يقدمها مسؤلا حكوميا لموظفيه.. فالحكومة لا تعد إلا بأجندات ووقائع لا تمس حياة الناس وتنشرها عبر أدواتها وأبواقها الإعلامية أما الفعل المحسوس كالمطالبة ببناء الدولة المدنية وفرض هيبة النظام والقانون والبدء بالإستقامة وتحسين الأداء الحكومي تجاه الشعب  فهو خلاف كل شيء تمثله حكومة رابظة في منفاها .. وذلك لأن الوطنية ودواعي الأمل الوجداني تنتمي لعوالم الروح التي لا يمكن أن تنسجم مع ما تمليه سلطة المستبدين.؟
في البلدة التاريخية المعروفة بالثغر الباسم للدولة الفتية ثم لدولة النظام والقانون ثم لليمن الموحد واليوم لدولة الثورة أو التحرير .. أو لعواصف الخليج الجاثمة على كبد الخلاص الموعود .. كعاصمة مؤقته لبلاد على مهب الرثاء تقف عدن بكل شموخ وثغرها باسم يملؤه السرور ولكل مراحل التاريخ وحقبه الراتقة جل فواصل التصدع والاختلال ..منيت عدن بحكومة همها الأساسي إصدار الأوامر وتضييق الخناق على لغة الأمل عبر لغة القوانين لكن للأمل قانونًا آخر هو قانون الحرية الذي يسعى أنصارها وأصحاب الحق ليجدوا  مكانًا لحقهم في هذا العالم وبما أن جوهر الحق يتعارض مع قانون الحكم والسيطرة فهل سيطلع علينا في هذا العالم من يعد الحرية مخالفة لدستور الحياة ؟
لا يمكن لأي نظام يسعى لامتلاك سلطة على حياة الآخرين أن يثق بالحق وأصحاب الحق وذلك لأن الأحرار يمقتوا السلطة في أحد الأيام قال أحد الثوار في أمريكا اللاتينية كل الثورات تنتكس حين تتحول إلى سلطة ولا عجب في أن نعرف أن أفضل الشعراء في الأنظمة الشيوعية كانوا معارضين منشقين نذكر منهم مثلاً أوسيب ماندلشتام وآنا أكماتوفا وبي داو وهيبرتو باديلا فشاعر الثورة الروسية فلاديمير ماياكوفسكي أرغم على الإنتحار وباديلا تعرض للسجن من قبل السلطات الكوبية ولم يطلق سراحه إلا بعد تقديم عريضة وقع عليها سارتر وسيمون دي بيفوار وسوزان سونتاغ وغيرهم وقد كتب عن المأساة التي عاشها بقصيدة قال فيها:
هذا شاعر! أخرجوه من هنا!
لا عمل له بيننا.
إنه لا يلعب لعبتنا.
وهو لا يتحمس لشيء أبدًا
ولا يتكلم بوضوح
وبالرغم من أن باديلا قد أيد الثورة الكوبية إلا أنه لم يكن على استعداد ليكون أداة بيد السلطة ويتنازل عن صوته. فحتى لو كان الاعتقاد السياسي يترك فسحة للتعبير عن الحرية إلا أن العلاقة بين الثائر والسياسي قد كان يلفها التوتر على الدوام ..
الوجوه المستنسخة هي السبب الأساسي في الفشل والخذلان والتخلف والتراجع الذي أصاب ويصيب الوطن ومعها تتجدد مساحات التعاسة والخيبة والفشل ذات الوجوه تمت إعادة إنتاجها من جديد وتم تدويرها بشكل مستفز وهؤلاء جميعاً إلا من رحم ربي ظلوا شركاء في حكومات متوالية كان نصيبها التقوقع في بوتقة الفشل .. لنطرح السؤال المهم ما الفائدة من بقاء الحكومة وخلق فراغ تنفيذي طوال الأيام الماضيات لتعود ذات الوجوه التي ليس لديها ما تقدمه بل هي طرف رئيس في الأزمة لنعيش بذلك أكبر كذبة إنتهت بمجيء هذه الحكومة العجيبة لتمارس على شعبنا استهبال سياسي عيني عينك وفي وضح النهار ولاعزاء للشباب الذين تجرعوا ويلات وعذابات الحرمان والتشرد وأصبحوا بين ليلة وضحاها لابسين قناع التزلف والانتعام.. عزائنا للذين استشهدوا على نية إنهاء هيمنة أسماء ظلت تدور في فلك الانحطاط والهزيمة وظلت واقفة في محطة لا تسافر قطاراتها ولا تنوي الارتحال نحو النهضة أو التطور بل ظلوا قانعين ومكتفين بالكراسي والمناصب والسفريات المخجلة والحصاد دائماً صفرا كبيرا ..
لم تعد هناك فرصة لتلمس خارطة طريقهم وليس لدينا استعداد لسماع وعود والشعب غير قادر على إحتمال لكذب سياسي أو تخدير لجرح ملتهب وفي طريقه للتعفن هذه الحكومة لن تصنع جديدا هذه الأسماء لن تقفز فوق حفرة الأزمة العميقة هذه الشخصيات لن تحلق بنا فوق سماء الحلول والوفرة والرخاء هذه الحكومة توأم مشوه للحكومات السابقة وإن كانت حكومة “بن دغر “هي حكومة الويلات فهذه حكومة الضربة القاضية لآخر ما كنا نخبئه ونحرص عليه من آمال وتفاؤلات فلتكن الهمة عالية في مواجهة الطغيان والطغاة.
#مجاهد القملي