fbpx
عن الفقيد المناضل قاسم عبدالرحمن بن صلاح الحوثري في ذكرى تأبينه المئوية

 

أقف اليوم وحيدا والصمت يعتريني والحروف والكلمات تهرب مني بعيداً بعيداً ، أقف ضعيفا للمرة الأولى ومنكسراً ونحن وإياكم  نؤبن واحداً من أعظم وانبل الشخصيات الجنوبية والإنسانية إنه الفقيد قاسم عبد الرحمن بن صلاح الحوثري  .
ولا أخفي عليكم إنني وخلال 100 يوما مضت منذ خبر رحيل فقيدنا المناضل ورجال الخير والإحسان العم قاسم عبدالرحمن لم أستطيع ان ألملم حروفي لأكتب عن الفقيد شيئاً يسيراً وأنا الذي لا تفوتني شاردة او واردة إلا ودونت عنها .
100 يوما مضت والألم والحزن يكسرني دوماً والخسارة تكبر وتزداد في فقدنا قامة نضالية وإنسانية لن تتكرر في حب الجنوب وفعل الخير والى الابد  .
اقف اليوم بعجالة  هنا وبعد 100 يوما  من رحيل الفقيد وانا اطارد الحروف والكلمات لعلي استطيع تجمعيها واحكي عن بعض من شذرات ونفحات مناضل وقائد انسان بحجم الجنوب الوطن .
سأحاول ان أنسى الحزن والملم شتاتي واكتسي  الصبر لكي اقول عن الفقيد بعض من مأثره ولو بالجزء اليسير وليعذرني الجميع إن خانني التعبير وخذلتني الكلمات فالخسارة فادحة والالم  كبير وكبير .
لقد كان الفقيد ابا امين وصالح وعبدالرحمن وابراهيم وعمر عملة نادرة وفريدة في حب الخير والعطاء والإنسانية بكل سخاء وكان يمتلك الكثير من الصفات الحميدة والجميلة التي قلما تجدها في غيره اليوم .
لقد ترك الفقيد سجلاً حافلاً بالعطاء على صعيد مختلف المحطات ففي رحلة كفاحه ونضاله ومقاومته وصموده خلال عقد من مرحلة الثورة  الجنوبية في مختلف جبهات النضال والحراك السلمي الجنوبي في المدن والأرياف  والمحافظات ظل حاملاً لراية الجنوب ومدافعا عن قضية شعبه بحب وإخلاص وثبات لا يضاهيه صموداً ولا وفاءً غيره من الرفاق والمناضلين  .
لم يكن انخراط الفقيد في مسيرة الدفاع عن الجنوب وثورته المباركة مع بدايات الثورة منذ 2007 وما بعد فقد كان الفقيد من أوائل المقاومين للغزاة منذ حرب 1994 وما بعد ذلك التاريخ  وكان الداعم الكبير للمقاومة السرية ومختلف حركات النضال التحررية إبتداء من حتم  وموج حتى الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية .
الفقيد كان من كبار التجار ورجال المال والأعمال وتشهد لتجارته العراق والاردن وليبيا وفلسطين وعدن وصنعاء وحضرموت ويافع ويعرفه كبار التجار اليوم وهو من كان لهم سند ذات يوم وبفضل الله وفضل الفقيد وصلوا الى ما هم عليه اليوم .
تعرض الفقيد لظلم  كبير إبان  الجنوب واممت كثير من املاكه وظلم اكثر واكبر في دولة الوحدة فتم نهب كثير من املاكه واراضيه ولازالت  حتى اليوم  تتعرض املاكه للنهب والاعتداء واخرها اراضيه في خط عدن تعز بعدن  على يد مهران القباطي  اليوم وقد ان الاوان ان يرد الجميع جميل لأسرة الفقيد فيما تعرض ويتعرض له من ظلم واعتداء.
كنت ذات يوم مع الفقيد في منزله وحكي لي الكثير عن حياته وعالمه مع التجارة وليس المكان مناسب هنا لسردها ولكني فقط اكشف لكم ان علي عبدالله صالح واسرة ال الاحمر بعد احتلال الجنوب عرضوا على الفقيد تسليمه كل مصانع الجنوب واراضي شاسعه بشراكة نصفية له ولهم لكنه رفض تلك العروض المغرية وترك التجارة من حينها حتى وفاته.
وعقابا لرفضه ذلك اطلق عفاش واولاد الاحمر العنان لكلابهم للنهب والاستيلاء على ممتلكات واراضي الفقيد المرحوم بعدن وحضرموت الامر الذي جعل الفقيد يتوقف عن التجارة والمطالبة بحقوقه والانخراط في ثورة الشعب والجنوب مؤمنا بان حقوقه لن تعود الا بعودة الجنوب الوطن،  وها هي بعض حقوقه تعود بعد ان تم تحرير عدن والجنوب.
وكم كان الفقيد ينتظر بفارغ الصبر يوم ان يعود الجنوب الوطن الى اهله وتعود له حقوقه وحريته ودولته وهو الذي سخر حياته وامواله لخدمة قضية شعبه الا أن الموت كان له اقرب من استعادة دولة الجنوب فرحمة الله عليه وياله  من قائد انسان بكبر الجنوب الوطن .
لقد كرس الفقيد مراحل حياته القصيرة للنضال من اجل الجنوب وسخر بيته وامواله لخدمة قضية شعبه العادلة ومعالجة الجرحى الابطال ودعم قيادته المكافحة ومساعدة المحتاجين وجعل من بيته في حي خور مكسر ساحة نضال ومأوى للكثير من قادة الجنوب المشردين وكل الوافدين من خارج عدن والجنوب  .
لقد كان الفقيد يقف على مسافة واحدة من الجميع وتربطه علاقة طيبه مع الكل وعلى قاعدة حب الجنوب يجمعنا وظل الفقيد مرجعا لكل المسؤولين وقيادات الحراك  والمقاومة الجنوبية حتى اخر نفس من حياته وبقي يعمل لأجل الجنوب الوطن بصمت واعتزاز وبعيدا عن بهرجه الاعلام والشهرة وحب الذات .
لقد عاش الفقيد حياة حافلة بالكفاح والنضال والمقاومة بالسلاح وظل محافظا على علاقة ودية تجعله على مسافة واحدة من الجميع ولا شيء يشغله غير الجنوب وتوحيد جهود مناضليه وظل متنقلا طوال سنوات الحراك والثورة والمقاومة بين كل الساحات والمحافظات سعيا نحو لملمة الصفوف على قاعدة التحرير والاستقلال واستعادة الدولة  واستمر على ذلك النهج حتى اخر نبض من حياته.
إن مناقب ومواقف وبطولات الفقيد كثيرة ومتعددة خلال عقود من حياته  الزاخرة بالعطاء والخير والكفاح من اجل الجنوب والانسانية ولن نستطيع سردها ببعض كلمات في هذه العجالة  وتحتاج سيرة ذلك الفارس المغوار الى التنقيب عنها وجمعها وتدوينها في مجلدات وليس كتاب واحد ووحيد فقط.
لقد توطدت علاقتي بالفقيد عن طريق نجله ابراهيم اكثر بعد حرب تحرير عدن في مارس 2015 ومن خلال احتكاكي فيه عن قرب فقد عرفته مناضلا ومكافحا يقول الحق في وجه اي كان  ويحب الخير والبر والاحسان ومساعدة الاخرين ودون تميز فالإنسانية عند ابي امين  لا تتجزأ ولا تعرف الحدود .
إن مواقف ومناقب وبطولات الفقيد كثيرة وجلية وخالدة منذ ايام النضال السري الى سنوات الحراك الشعبي وحتى  مرحلة المقاومة الجنوبية والى ما بعد حرب  مارس 2015 على عدن والجنوب وستبقي مأثره  تلك قناديل نستظل بها بعد وفاته والى الابد  .
وانا هنا اقف اليوم فقط  لا تناول جانب مشع من حياة الفقيد في العمل الخيري والانساني والذي ظل يعمل فيه بصمت وبعيدا عن اضواء الاعلام وجماعة صورني وانشر عني.
لقد قدم الفقيد خلال عام 2017 وما بعده فقط دعم سخي وانساني كبير فعبري شخصيا قدم ابي ابراهيم رحمه الله تخشاه اكثر من 35 مليون ريال منها دعمه لمشروع “نشتي برود” وتوزيع مرواح الشحن بالطاقة الشمسية لذوي الاحتياجات الخاصة واصحاب الامراض المزمنة لما يزيد عن الف اسرة في عدن ولحج وابين بقيمة اجمالية تفوق 32 مليون ريال دون يعرف بجهوده الخيرية تلك الاخرين .
كما ساعد الفقيد ابي صالح وعبري شخصيا السكنات الطلابية لأبناء محافظات لحج والضالع وشبوة الدارسين في عدن ووفر لهم المواد العينية من ثلاجات ومكيفات وطاقات شمسية وفرش ومواد غذائية و غيرها من الاحتياجات الكثيرة ولم يعلم بصنيعته تلك سوى الله وحدة ورفض النشر عنها وحتى لم يسمح لنا بذكر اسمه وفقط كان يردد علينا سجل فاعل خير لوجه الله.
قدم الفقيد ابي عبدالرحمن  دعم انساني وخيري سخي وكبير بعشرات الملايين دون ان تكون له صورة واحدة لتقديم ذلك الدعم ورفض حتى  ان يقبل الحضور لتسلم  درع تكريمي نظير جهوده الانسانية  تلك.
 شخصية الفقيد المناضل الانسان ابي عمر لا تعوض ولن تكرر  بعد،  يا الله ما اعظمه من عطاء وما انبله من سخاء وتجارة مع الله  ولن يربحها سواه  .
ففي الوقت الذي تزدهر فيه اهانة الكرامة الانسانية ويتسابق الجميع للمتاجرة في اوجاع الناس وهات لك يا صورني ومن قدم كرتون تمر جابه له 4 مندوبين مع الكرفته يسلموه للمسكين واربعه يصوروه وعلى قول المثل ” 4 شلوا  جمل والجمل ما شلهم”.
وهذا  الأمر  كان يؤلم  الفقيد وظل سنوات طويلة يقدم الخير للجميع ولا يعلم لذلك سوى الله وحده وبعيداً عن الإعلام وكاميرات التصوير وقد قدم للخير ما لم تقدمه الدولة نفسها  او منظمات دولية بذاتها  .
إن الحديث عن مناقب الفقيد يطول ويطول  ويحتاج الى مجلدات لسردها واكتفي هنا وبهذه العجالة بما ذكرته من سيرة حياة انسان سخي ومعطى بجميع مراحل حياته وحتى ما بعد وفاته .
إن ما يخفف الم  رحيلك عنا فقيدنا المغوار هو ما تركته لنا من مأثر وقيم ودورس وتضحيات خالدة وقبلها حب الناس لك فانت في قلوب شعبك الجنوبي رمزا خالدا ومثلا يقتدي به في دروب النضال والانسانية وفعل الخيرات  .
نعاهدك يا فقيد الوطن والإنسانية أن نبقي نقتفي الأثر من مناقبك العظيمة وسيرته حياتك الخالدة وسنمضي على دربك  سائرون  على هدف الشهداء والمناضلين حتى التحرير والاستقلال الناجز والتام للجنوب الوطن والارض والانسان .
ختاما لا يسعني إلا أن اترحم على الفقيد وادعوا الله له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح الجنان فقولوا اللهم آمين .
#بسام القاضي