fbpx
“لودر” انتصرت على الإرهاب.. فهزمتها السلطات المحلية..!

 

“لودر” ثاني أو ثالث أكبر مدن محافظة أبين، المدينة التي انتصرت مرتين بتفاني شبابها الأبطال, وأستطاعت ان تهزم عناصر تنظيم القاعدة في 2010م وفي 2011م، والتي قاومت برجالها ورجال القبائل من حولها مليشيات الغزو الحوثي في 2015م وأنتصرت في كل تلك المواقع بمساندة رجال أبين والجنوب المخلصين عموماً، الذين ما بخلوا تجاه واجباتهم نحوها، هذه المدينة التي انجبت وعلمت العشرات من كوادر الجنوب في فترات عدة، وصاروا يحتلون مواقع مرموقة .. “لودر” حاضرة البادية التي تشتهر بأسواقها الشعبية، ونظافة وأمانة تجارها، ولطف أهلها، الذين يمتازون بدماثة الاخلاق، وحسن الظن.

 

هذه المدينة التي كنت خلال أيام عيد الفطر المبارك أزورها وأتجول في شوارعها ودهاليزها الضيقة والمزدحمة، ولكني! شعرت بخيبة أمل جرى ما أصاب هذه المدينة من أهمال وأصبت بالغثيان من هول وحجم التلوث الذي يسيطر على كل أركانها وأزقتها، والذي يهدد اهالي المدينة خاصة وأهالي المنطقة الوسطى عموما بكارثة بيئية وصحية خطيرة جدا، لا أبالغ فيما رأيته في مدينة “لودر” وبقدر ما شاهدته فأنني أستغرب كل الاستغراب من السكوت المخجل والتقاعس المعيب للسلطة المحلية للمديرية أولاً والتي تجبي عشرات الملايين – كما يشاع – من تجار المدينة وبائعي القات، ومع  ذلك لم تحرك ساكن، وفي المقابل لا يدهشني الغياب الكلي لسلطة المحافظة التي لا يعنيها الا الكراسي القابعة عليها، خاصة وهي لم تصلح ما تراه أمام أعينها كل يوم في شوارع مدينتنا المنكوبة العاصمة “زنجبار” من تدهور في كل المجالات، فكيف لها أن ترى مدن المحافظة المترامية الأطراف، والتي تعيش أوضاع كارثية !.

 

كم حزنت اليوم على مدينة “لودر” التي طالما أحببتها، وعشقت كل زواياها ودكاكينها وأسواقها التي تحمل لي عشرات القصص والذكريات التي عشتها طالبا، ومتسوقا، أو متسكعا مع بعض معارفي وأصدقائي خاصة وهي محل التلاقي وجامعة للاصدقاء والزملاء ؟!.

 

“لودر” تنادي الجميع انقاذها من كارثة بيئية وصحية ليست محتملة فقط، بل وموكدة، سيسبها الإهمال المخيف من قبل السلطات المحلية في المحافظة وفي المديرية، فشوارعها رصفت تحت اقدام المارة بأكياس البلاستيك الحمراء والزرقاء وكل الوان الطيف، وعلب الماء البلاستيكية، وعلب العصائر المتنوعة، ممزوجة بالأتربة ومياه المجاري ومياه الامطار التي هطلت مؤخراً، حتى صارت مستنقعات لأسراب البعوض والذباب، كل ذلك للأسف صار منظر مالوف عند كثير من المرتادين للمدينة؛ فعدى بعض اللعنات الساخطة التي نسمعها هنا وهناك من الناس الساخطين على حال المدينة، فان الكل ساكت عن ما أصابها من قاذورات وكأنها (مكب قمامة) للأسف الشديد! فحتى أصحاب الأقلام التي تملئ الدنيا ضجيجا لم يعد يعنيهم ما تشهده (مدينة لودر) من كارثة بيئية مهددة حياة الناس فيها، بل وحياة كل أهالي المنطقة الوسطى لان لودر كما هو معروف السوق الرئيسي الذي يتزود منها أغلب أهالي المنطقة الوسطى بالخضار والفواكة والاسماك واللحوم، علاوة على المواد الغذائية وغيرها.

 

ومن هنا أجدني أوجه نداء عاجل الى شباب مدينة لودر ان ينهضوا ويسارعوا الى نصرة انفسهم ونصرة “لودر” وذلك بتنظيم مبادرات جماعية، وحملات تطوعية، لتنظيف مدينتهم، وكما أنتصروا لها، ولوطنهم وطردوا عناصر الإرهاب منها بتكاتفهم وصمودهم، ادعوهم ان  ينتصروا لمدينتهم مرة أخرى ويحموها من الأوبئة التي تهددها، وفي اعتقادي انهم سيجدون ايادي الخير من تجار المدينة، ومن تجار القرى من حولها ممدودة لتساندهم، لان ما يجري من تلوث للمدينة لا يخص أهلها فحسب، بل يعني كافة أهالي المنطقة الوسطى واهالي ابين عموما.

 

ملاحظة : حبي وأحترامي لمدينة “لودر” وأهلها الطيبين فضلت عدم التقاط صورة لها بوضعها هذا المزري حتى لا توثق في “جوجل” كصورة للمدينة.