fbpx
“تقرير” كيف استغلت قيادة حزب الاصلاح سيطرتهم على الجيش الوطني لتصفية معارضيهم؟
شارك الخبر

يافع نيوز – تقرير – خاص:

حّول حزب التجمع اليمني للاصلاح ” فرع التنظيم الدولي للاخوان المسلمين” الجيش الوطني المفترض انه ينتمي لسلطة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي الى جيش حزبي لتصفية خصومهم السياسيين والتنكيل بمعارضيهم وممارسة الانتهاكات والجرائم تحت لوائه .

متاهات كثيرة أدخل حزب الاصلاح شرعية الرئيس هادي فيها سواء سياسيا أو عسكرياً، إذ تغلغل الحزب داخل سلطة هادي عبر اصدار اكثر من 5 الف قرار لقياداته وأعضائه وانصاره منذ عام 2011 وحتى الان بينها قرارات عسكرية مكنت الاصلاح من السيطرة على مفاصل السلطة والجيش الوطني.

فمنذ سيطرة الحزب الاخواني على الجيش الوطني تم حرف مهمة الجيش من مواجهة مليشيات الحوثي الى مواجهة خصوم الحزب في اكثر من مدينة وأكثر من مكان وضد أكثر من خصم في الوقت الذي كان يتوجب ان توجه أسلحة الجيش تجاه المليشيا الانقلابية الحوثية الموالية لايران .

 

*كيف تمت سيطرة الاصلاح على الجيش الوطني؟:

في غفلة من الزمن وفي لحظة يعيش فيه البلد صراعاً قبل وبعد انقلاب المليشيات الحوثية كان قيادات الاصلاح قد اتخذوا من سلطة الرئيس اليمني مرتعاً للنفوذ والسيطرة.

واستغل الاصلاح خلاف الرئيس هادي بسلفه الرئيس السابق صالح بعد 2011 للسيطرة على معسكرات واستصدار قرارات عسكرية وامنية ومدنية في اجهزة الدولة.

وعندما انقلب الحوثيون ووصلوا صنعاء وتوسعوا للمحافظات الاخرى سلم الاصلاح كل معسكراته للمليشيات الحوثية بما فيها اكبر معسكراتهم ” الفرقة الاولى مدرع ” التي كان يقودها ” علي محسن الاحمر ” .

ويرى بعض المراقبين ان تسليم الاصلاح لمعسكراته كان عمل مخطط له ضمن توافق ” اصلاحي حوثي” بعد لقاءات سرية بين قيادتي الحزب والجماعة الحوثية.

لكن ما أن تفجرت الحرب في الجنوب في مارس 2015 أعاد الاصلاح ترتيب نفسه وأتخذ سياسة السيطرة على شرعية هادي لاستغلالها في بناء جيش وقوات تتبعهم واتخذوا من مأرب مكاناً لهم.

*جيش إخواني وليس جيش وطني.:

استغل الاصلاح حاجة التحالف العربي لحليف في الشمال وظهروا بأنهم هم الطرف القادر على تحقيق انتصارات ضد المليشيات الحوثية في الشمال والجنوب، لكن أمر الجنوب حسم سريعاً بايدي المقاومة الجنوبية التي تلقت دعماً واسناد من التحالف العربي وخاصة الامارات العربية المتحدة التي خاضت قواتها الى جانب المقاومة الجنوبية معارك تحرير محافظات الجنوب.

وعندها وقعت محافظة مأرب تحت سيطرة الاصلاح بدعم التحالف العربي التي اعتقد التحالف ان الاصلاح سيخوض منها معارك تحرير محافظات الشمال والوصول الى صنعاء واسقاط المليشيات الحوثية.

وبعد خمس سنوات من الحرب اتضح الامر وانكشفت الاوراق حيث بنى الاصلاح جيشاً بدعم التحالف العربي لا يحمل الا اسم ” الجيش الوطني ” فقط، بينما هو جيش حزبي يستخدمه الاصلاح للحفاظ على مطامعه وطموحاته رامياً بهدف التحالف العربي في تحرير الشمال عرضاً الحائط.

 

*ممارسات جيش الإخوان بمأرب وتعز:

نكّل حزب الاصلاح بخصومه في كل مكان يتواجدون فيه ومارس ممارسات ترتقي الى جرائم وانتهاكات ضد الانسانية مستغلاً سيطرة قيادات اخوانية يمنية او اخرى شمالية او جنوبية توالي “الأحمر على ألوية عسكرية ومحاور وأسلحة مختلفة ومتنوعة واليات عسكرية بينها دبابات ومدافع.

ففي تعز خاض الاصلاح مستغلا اسم الجيش الوطني مواجهات باستخدام مختلف اسلحة والوية الجيش ضد خصومه السياسيين وان كانوا داعمين للشرعية التي يمثلها هادي، وفي نفس الوقت رفض الاصلاح استخدام تلك الالوية والاسلحة لمواجهة مليشيات الحوثي في تعز لتحريرها.

كانت المقاومة الشعبية السلفية في تعز ضحية من ضحايا الاصلاح واستغلاله لسلطة الجيش الوطني.

فتعرضت المقاومة الشعبية السلفية بتعز للقصف بكل اسلحة الجيش الاصلاحي الذي يستغل اسم “الجيش الوطني” لتنفيذ اجندته ورغباته في الاستفراد بالنفوذ بالمناطق التي يتم تحريرها بتعز رغم انه لم يشارك في معارك وعمليات تحرير تلك المناطق.

هاجم الاصلاح المقاومة السلفية واقتحم منازل قياداتها وارتكب اعمال تصفية واغتيالات بحق افرادها وكان ضحايا من كتائب ” ابو العباس” السلفية .

كما مارس الاصلاح في تعز انتهاكات باستخدام الجيش ضد كل من يخالفه او يعترض طريقه سواء بانتقاد اعلامي او رأي او بانتقاد سياسي او اي من يخالفه حتى من الجنود او القادة العسكريين.

اما في مأرب فقد مارس الاصلاح خطوات اكثر جرائه حيث سيطر على المحافظة وسط رفض اهلي وشعبي بعدما مارس الاصلاح قبضة عسكرية وواستخدامها لاقصاء كوادر وابناء محافظة مأرب وتعيين شخصيات من خارج المحافظة بمناصب ومرافق ومؤسسات جميعهم ينتمون لحزب الاصلاح.

وفي خطوته التي تؤكد على ان حزب الاصلاح متوجه لتصفية محافظة مأرب من أي أحزاب وقوى لا تدين بالولاء لإخوان اليمن سبق وان اعتقل حزب الاصلاح عبر ادارة امن المحافظة قيادات حزبية للصف الاول بحزب المؤتمر الشعبي العام

وبنفس المنوال استغل الاصلاح سلطة الجيش لمحاربة السلفيين في مأرب واقتحام المساجد التي يديرها التيار السلفي واقصائهم واعتقال كل من يرفض ان يكون الاصلاح هم القائم على مساجد مأرب.

*تهمة التحوث والخيانة حجة الاصلاح لتصفية معارضيه:

مثلما استخدم الاصلاح اسم “الجيش الوطني” لممارسة هجومه العسكري واستغلاله كل امكانيات الجيش للتنكيل بخصومه، ومثلما استخدم اسم “الشرعية” للسيطرة على مؤسسات ايرادية وتعليمية ومرافق ووزارات، استخدم حجج وهمية في الغالب للتنكيل بخصومه.

فمثلما كانت حجة ” مطلوبين أمنياً في تعز هي حجة الاصلاح لقتل وتصفية المقاومة السلفية، كانت حجة ” التحوث والخيانة” هي حجة الاصلاح في مأرب لممارسة شهوانيته للقمع والضرب لكل من يعارضه في وقت لم يقدم ولو جزء بسيط من استعراض عضلاته ضد الخصوم في المناطق المحررة لمواجهة مليشيات الحوثي.

فمحافظة مأرب شهدت انتهاكات جسيمة ضد ابناء مأرب من معارضي الحزب وتوجهاته، تعرض المئات منهم اما للتصفية الجسدية او الاختطافات والاخفاء القسري بسجون سرية لكل من يعارض الحزب وتحت اتهامات اعتاد الاصلاح على توجيهها لخصومه وهي ان خصومه خونة ومتحوثين مندسين يعملون لصالح الحوثي.

وفي الاسبوع الماضي شهدت مأرب جرائم جماعية نفذها حزب الاصلاح باسم الجيش الوطني ضد قبائل مأرب وخاصة قبائل ” الاشراف” والتي استخدم الاصلاح الدبابات والمدفعية وكل انواع الاسلحة.

وأكدت قبائل مأرب في بيان صادر عنها الاسبوع الماضي الاصلاح بارتكارب جرائم ” تطهير عرقي” ضد قبيلة الاشراف.

وفي بيان قبائل مأرب الذي تبنيته قبيلة عبيدة اتهمت القبائل من اسمته “حزب الاصلاح الارهابي” بممارسات اجرامية في منطقة الأشراف وانتهاكات جسيمة وانتهاك الحرمات وتدمير المنازل على ساكنيها وقتل النساء والاطفال ومنع فرق الانقاذ من اسعاف الجرحى وانتشال القتلى.

وقالت القبائل ان هذه الاعمال تتنافي مع ما شرعه ديننا الحنيف وكل الديانات السماوية والقوانين الدولية والاسلاف والاعراف القبلية.

وحمّل البيان حسب وصفه جماعة الإخوان الارهابية “الإصلاح ” مسؤولية ماحصل وما يترتب على ذلك من انزلاق مارب نحو حرب أهلية وإقلاق السكينة العامة، كون مارب أصبحت ملجأ لكل اليمنيين.

*تصفيات ومقابر جماعية:

تورط الاصلاح باستخدام سلطات الجيش الوطني لتنفيذ اختطافات وتصفيات ودفن الجثث في مقابر جماعية بمحافظة تعز.

وتم اكتشاف عدة مقابر جماعية متفرقة بتعز في العام الماضي وجد بداخلها رفات العديد من المختطفين الذي قامت وحدات عسكرية تتبع الاصلاح باختطافهم واخفائهم نتيجة معارضتهم لسياساته ورفضهم ممارساته . بحسب تقارير صحفية وصور نشرتها وسائل اعلام يمنية ومنظمات حقوقية.

وعثر على مقبرتين جماعيتين جديدتين كانت الاولى في حوش أحد المنازل في منطقة حوض الأشراف بتعز حيث عثر على ثلاث جثث، وقبلها باسبوع تم العثور على 6 جثث أخرى في منطقة سوق الصميل بشرق تعز وهي مواقع كان يرابط فيها جماعات مسلحة تتبع اللواء 17 مشاه التابع لحزب الاصلاح .

ونشرت وسائل اعلام وثيقة رسمية تثبت تورط الاصلاح الذي يسيطر على الجيش في تعز بالوقوف خلف المقابر الجماعية، حيث حملت وثيقة توجيهات من قائد اللواء 17 مشاه التابع لحزب الاصلاح بتعز باطلاق سراح احد الجنود ويدعى ( نعمان عبدالله قاسم الربيعي ) كان معتقل لدى اللواء 17 لكن لم يتم الافراج عنه ليتم العثور على جثة الجندي ضمن الجثث التي تم استخراجها من موقع المقابر الجماعية بتعز .

 

*تحذيرات مبكرة من استغلال اخوان اليمن للجيش الوطني:

تحذيرات مبكرة منذ العام 2015 وقبله العام 2011 خرجت من قيادات عسكرية يمنية محذرة بشدة من سعى حزب التجمع اليمني للإصلاح للسيطرة على الجيش الوطني.

وكشفت القيادات أنذاك ان جماعة الإصلاح، تقوم ببناء جيش حزبي وتتغلغل فيه، فيما كررت تحذيراتها في العام 2015 من استفراد الاصلاح بمأرب، لبناء جيش حزبي يخضع لرغبات حزبية او رغبات شخصية دون اي اعتبار للاهداف الوطنية.

واكدوا ان الجيش الذي يبنيه الاصلاح بدعم التحالق العريي في مأرب والوديعة بحضرموت ووادي حضرموت لن يقاتل المليشيات الحوثية وذلك ليس من اهدافه، وانما هدفه السيطرة على منابع النفط في شبوة وحضرموت.

وخرجت تلك القيادات بتصريحات اعلامية وعلى مستوى القنوات الفضائية بتحذير التحالف ان الاصلاح يستغل الدعم المقدم له بمأرب لبناء جيش خاص به وتعبئة الجنود بالأفكار الحزبية التي لا علاقة بها بالوطن.