fbpx
من أفسد حكومتنا ؟

 

 

بإجماع الكل في الجنوب والشمال والعرب والعجم ،العدو والصديق ،القريب والبعيد أن فساد حكومة الشرعية هو الأكبر والاعظم والاشمل في تاريخ كل حكومات دولة مابعد عام 90 قاطبة.

فذلك الإجماع يؤكد مستوى وحجم فساد حكومة الشرعية الذي بلغ ذلك المبلغ وتلك المنزلة الرفيعة بفضل البيئة الخصبة التي توفرت له وبفضل الرعاية الكريمة التي حظي بها من قبل جهات عدة مكنته من التفشي والتمدد أفقيا وعموديا ليستشري في الجسد الحكومي بكامله.

 

نعم كان الفساد في حكومات مابعد عام 90 حاضرا وكان الفاسدون متواجدون وكانت مفاسدهم واضحة ومؤثرة ولكنها وهذه شهادة لله لم تكن بحجم مفاسد المتشرعون بحبل الشرعية الحالية.

 

في عهد الهالك عفاش كان الفاسدون من فئة معينة وهم المقربون منه والسابحون في فلكه المستندون بظهره والمحمون بسلطته وسطوته.

ومع ذلك لم يصل مستوى فسادهم الى مستوى حكام اليوم ولم يبلغ استهتارهم بشعبهم ومعاناته كما بلغ استهتار حكامنا اليوم ولم تصل درجة إهمالهم لواجباتهم الوطنية والوظيفية الى هذا الحد المخز.

اليوم سواد الحكومة الاعظم إن لم يكن كلها فاسدة المقربون من الرئيس والبعيدون منه، الوزير والنائب والوكيل والمحافظ والمدير العام وقائد المنطقة وقائد المحور وقائد اللواء وأركانه وقائد الكتيبة ومدير الأمن ونوابه ومدراء اقسام الشرطة ومدراء وقادة المؤسسات والهيئات والمصالح.

الكل يرعى في مرتع الفساد دون استثناء ويتغذى من حقوق ومقدرات الشعب المطحون بويلات فساد حكومته وينجلد بسياط فاسديها.

نعم وباختصار شديد هذا هو الحال اليوم للاسف الشديد ولكن يبقى السؤال المهم ماهي اسباب وصول فساد الحكومة إلى هذا المستوى المتقدم والسوال الأهم من أفسد حكومتنا؟.

من واقع خبرتي الطويلة في الوظيفة الحكومية وتجربة معايشتي لمنتسبي حكوماتها المتعاقبة منذ عام 1990 حتى اليوم ومن خلال متابعة مجريات الأحداث والتطورات على الساحة اليمنية بما فيها فترة واحداث الحرب الدائرة منذ عام 2015 أستخلصت نتيجة واحدة تتعلق بفساد حكومة الشرعية والمتسبب في افسادها، نتيجة واحدة لاثاني لها.

فقناعتي وفقا للمعطيات آنفة الذكر أعلاه  اكدت لي أن الشقيقة الكبرى “السعودية” هي المتسبب الاول في إفساد حكومتنا.

قد يعتبر البعض أن ذلك اتهام خطير للدولة التي ساعدتنا في التصدي للاجتياح المليشياوي الحوثي والتي وفرت لنا الكثير من المساعدات خلال الحرب وماتزال تقدم لنا الدعم في كثير من المجالات وقد يعتبر البعض أن اتهامي للرياض من باب المكايدة أو الابتزاز السياسي لمصلحة حزبية أو غيره ولكنني أقول لا هذه ولاتلك فالعبد في الله لايمثل اي ثقل حزبي أو سياسي وليس له مصلحة في حكومة الرياض ليبتزها.

فالاشقاء السعوديون هم من وفر المناخ المناسب لفساد الحكومة وكل مسوؤلي الشرعية وهي من جعلت من أموالها اداة لإفساد رجال حكومتنا ، لأنها وفرت لهم كل سبل الراحة والعيش الرغيد في عاصمتها ومدنها الكبرى وبالتالي إبعادهم عن واقع بلدهم ومعاناة شعبهم.

السعودية اعتمدت لمسوؤلي الشرعية ولعائلاتهم والمقربون منهم والمطبلون لهم الرواتب الشهرية وايجار السكن والنثريات والعلاوات المختلفة بل وسلمت لهم كل مساعداتها للشعب تزامنا مع غياب مراقبتها لكيفية تصرفهم فيها ناهيك عن محاسبتهم.

الرياض أطلقت حبل مؤسسات الشرعية على غارب مسوؤليها تاركه اياهم يعبثون بموارد البلاد على قلتها وبالمساعدات المقدمه منها للشعب وبالمناصب والوظائف الوسطية والعلياء متجاوزين كل الأنظمة والقوانين الخاصة بذلك.

 

السعودية احتضنت قنوات الشرعية الفضائية وتركت أمر إدارتها وسياساتها الاعلامية في أيدي عناصر حزبية أسأت للسعودية قبل أن تسئ للشرعية نفسها من خلال استهدافها لشريكها الأساسي في الحرب وقطب التحالف الرئيسي “الامارات” واستهداف بعض قوى ورموز الداخل الذين يختلفون مع سياسات وأهداف بعض فصائل ومكونات الشرعية.

 

حكومة الرياض فعلت ذلك وماتزال غير آبهة بنتائج أفعال الشرعيون ومطنشة لكل مناشدات واستغاثات الداخل الذي صرخ كثير وطويلا من عبث وفساد حكومته.

ففي ظل هكذا رعاية وهكذا تمادي سعودي لم ولن تتحرك ذرة واحدة في ضمير مسوؤل شرعي ولم تنتزع غريزة الفساد من قلب ونفس فاسد شرعي واحد ابدا، بل ولم تتحرك جبهات الحرب على الحوثي ولم تتقدم قواتها خطوة واحدة إلى الأمام ولم ولن يتحرر ماتبقى من البلاد في أيدي مليشيات الحوثي الإنقلابية وبالتالي لم ولن تستطيع الرياض تأمين حدودها وعمقها الجغرافي من الخطر المحدق بها القابع جنوبا” منها.

 

*احمد بو صالح