fbpx
بعيداً عن السياسة وليس تعليقاً على اللقاء التشاوري

هناك من لا يفرق بين (من يدير؟ وكيف يدير؟) في ما يتعلق بالشأن العام، تماماً مثلما لا يفرق بين الدولة والنظام، ومن ثم فهو لا يفرق بين أن يكون السلطة والشعب في آن واحد.٠

الدولة – وأعني هنا اليمنية – سقطت بيد دولة عميقة لها آلاف السنين في صنعاء ( بواجهةحوثية) ، ومن يدعي شرعيتها الآن ليس أكثر من (مشارع) فاسد على رؤوس الأشهاد، بيده (بصيرة) للابتزاز باسم المدعين بالحق، ولا يهمه كثيراً أن يكسب حكماً به، فهو شريك أو لا يمانع من شراكة ما، بشكل أو بآخر ، مع الغريم المفترض.

لكن حضرموت مثلاً والجنوب عموماً لا صلة لهما بالدولة العميقة تلك، ولا ينازعانها حقها هناك، ولا يمثلهما من يشارع ضدها، ولا بيضة لهما ولا دجاجة في مشارعاتهم، لكن هناك من يرى في الفزاعة ناطوراً، فيدير شؤون أرضه المحررة بنظام دولتين ليستا دولته – العميقة منهما والسطحية – ولا وجود لهما فعلياً على أرضه، حد أن تذهب ثرواته وموارده إليهما، ثم (يتحزم كمن بايشترح) ، ليقول لهما لن نسمح لكما بأن …..مع علمه أنهما عالتان عليه، وأنهما بدونه لن تجدا ما تختصمان فيه!

إن يكن هناك من ينتظر عودة الدولة السطحية إياها إلى صنعاء ليستسمحهما كيما ترضى عنه بمنحه بعض حق، فهو واهم، ومن يرهن أرضه الحرة حتى تستقوي الدولة العميقة ومن يغوص إلى قاعها من السطحيين وهم كثر ، فهو كمن يكسب معركة ثم ينام، ريثما يعيد خصمه ترتيب صفوفه، ليهزمه، لا لشيء إلا لأنه (مش مصدق) أنه كسب الجولة، أو لا يدري كيف يعمل، لأنه استمرأ دور المأمور حتى لصقت به الصفات المشبهة بزنة مفعول.

أن يطالب من يملك من لا يملك، منتظراً أن يُرضَى عنه، حالة تستوقف الباحث والمتأمل وتدهشه وتثير استغرابه، لكن نظرة جزئية ربما تكشف له أن لذلك صلة بسيكولوجية التابع، أو المستعبد الذي لم تلامس شرارة الحرية نقطة معتمة في أعماقه، فتراه وهو السيد لا يريد مغادرة عبوديته، لمن بات عبداً لا مستعبداً فقط!

الدولة العميقة في صنعاء ليست دولتنا منذ أن كانت، والدولة السطحية الهشة تتلاشى، وهي الوجه الآخر لها، فما يمنع الشروع في بناء الدولة الجديدة بتناغم منقطع الصلة عن تينك الدولتين في أرضنا الحرة، لئلا يظل البلد في متاهة حروب الخدمات من قبل من لا يريدون السلام، لأنه بعبع استقلال القرار والمصير بالنسبة إليهم؟

وحدهم المستعبدون بالسلطة أو المال أو ملحقاتهما، ولا أحد سواهم، لا أمريكا ولا أوروبا ولا التحالف ولا إيران.

 

د. سعيد سالم الجريري

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك.