fbpx
هل أصيب “أرمسترونغ” بصدمة؟ لغز أول إنسان هبط على سطح القمر
شارك الخبر

ربما أصيب رائد الفضاء نيل أرمسترونغ بصدمة أبعدته عن الناس، بعد رحلته إلى القمر؛ وذلك حسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، التي تحاول فك الألغاز الكثيرة المحيطة بأشهر شخصية في التاريخ الحديث.

عزلة وانطواء

وتقول “بي بي سي” في تقريرها، أصبح نيل أرمسترونغ من أشهر الشخصيات في تاريخ البشرية، وعندما عاد من رحلته إلى القمر احتفى به الملوك والرؤساء والزعماء؛ فاكتسب شهرة عالمية جعلته عند الأمريكيين في مصافّ الشخصيات الخارقة التي يشاهدونها في أفلام الخيال العلمي، أو الزعماء مثل الرئيس جون كينيدي؛ ولكنه ترك الشهرة والنجومية التي أتته طائعة، وفضّل الانزواء عن الحياة العامة؛ فلم يكن الناس يعرفون إلا القليل عن هذا الرجل اللغز. ولكننا اليوم بدأنا نتعرف على بعض الجوانب من حياة نيل أرمسترونغ.. يبدو أنه أصبح يميل إلى العزلة. وهذا قد يكون بسبب صدمة أصابته بعد رحلته إلى القمر؛ لأن الحياة هناك تختلف تمامًا عن الحياة على الأرض.

أعقل إنسان

ويقول بابلو غوش مراسل الشؤون العلمية في “بي بي سي” في تقريره: لم يكن أرمسترونغ يجري حوارات صحفية؛ وهو ما غذّى شائعات بهذا الخصوص أخذت تتكاثر بعد كل احتفال سنوي بوصول الإنسان إلى القمر، وكنت من بين الصحفيين المحظوظين؛ إذ التقيت نيل أرمسترونغ، فوجدته أعقل إنسان يمكن أن تقابله.

كنت أحلم بالهبوط على القمر

ويضيف “غوش”: كنت صحفيًّا شابًّا في “بي بي سي”، وكان أرمسترونغ يتسلم شهادة شرفية من جامعة كرانفيلد، وكُلّفت بإجراء حوار معه. كنت مرتبكًا ومتهيبًا بسبب نجومية الرجل. ولكن قابلني بودّ وابتسام، وهو أول إنسان تطأ قدماه سطح القمر، فبدد مخاوفي وأزال ارتباكي، وراح يرد على جميع أسئلتي بإجابات شافية وافية.

وتفهّم أسفي عندما أخبرته عن خيبة أملي بعد إلغاء برنامج أبولو، الذي حطم حلمًا كان عندي منذ الطفولة أن أسافر إلى الفضاء.

وسألته: ما الذي حدث لحلم فريق أرمسترونغ؟.

فرد علي: “الحلم لا يزال قائمًا”.

كان رده لطفًا يهدف من خلاله إلى إيقاد شعلة التفاؤل في نفس شاب يحلم بالهبوط على سطح القمر، أكثر منه ردًّا على سؤال صحفي.

مقابلة سرية في فندق صغير

ويصف “غوش” اللقاء الثاني مع رائد الفضاء الشهير، ويقول: الْتقيته مرة ثانية بعد 16 عامًا. كان في بريطانيا مع زميليه في برنامج أبولو رائدي الفضاء”جير سيرنن” و”جيم لوفل”، في إطار جولة عالمية لإحياء الذكرى الأربعين لهبوط الإنسان على سطح القمر.

كلفنا بإجراء حوارات صحفية معهم في فندق متواضع قرب مطار هيثرو في سرية تامة؟

وحجزت غرف رواد الفضاء بأسماء مستعارة. وعندما سألنا موظفي الفندق عن موضوع الحوارات أخبرناهم أنها عن الغولف.

وذكّرت نيل أرمسترونغ أنني قابلته منذ مدة طويلة، فرد علي بالابتسامة نفسها، وأكد لي أنه يتذكر اللقاء، وتحدث عنه بلطف كبير.

تحدثنا قليلًا عن الجولة التي يقوم بها؛ ولكنه اعتذر عن حوار كامل، قائلًا: إنه لا يريد أن يسرق الأضواء من زميليْه رائديْ الفضاء.

صورة خاطئة عن أرمسترونغ

وهذا العام 2019، ومع الذكرى الخمسين للهبوط على القمر، الْتقى “غوش” مع “مارك نيل أرمسترونغ” ابن رائد الفضاء الشهير، وحفيدته “كالي” ابنة مارك.

وقال لي “مارك”: إن الشائعات عن ميل والده إلى العزلة وتجنب الناس غير صحيحة.

وأضاف: “أعتقد أن وسائل الإعلام نقلت صورة خاطئة عن والدي”. “ولم يكن أبدًا من النوع الذي يعطي الأوامر دائمًا، كان بالأحرى مثل الأستاذ الذي يعرض عليك اختيارات ويحضك على التفكير مليًّا في اتخاذ القرار المناسب، مثلما فعل هو في حياته”.

مشهد لا ينساه أرمسترونغ من القمر

أما “كالي” فهو بالنسبة لها جدها الذي لا يتحدث كثيرًا عن رحلته إلى القمر. ولكنه قال لها ذات مرة: إن أكبر تأثير تركته الرحلة في نفسه هو عندما رأى الأرض تطلع على سطح القمر.

فقد نظر في عام 1969 إلى الأرض من الفضاء فوجدها مكانًا هشًّا، وتمنى أي يحافظ عليه البشر.

تراث أرمسترونغ

والتقيت ابن “نيل” الأكبر “ريك” عندما كان في زيارة إلى بريطانيا للمشاركة في احتفالات هبوط الإنسان على سطح القمر. وهو اليوم مهندس برمجيات. وسألته عن أهم تراث تركه والده فقال: “إن برنامج أبوللو لارتياد الفضاء ألهم الكثيرين. فكم من واحد قال لي إنه أصبح عالمًا أو مهندسًا أو طبيبًا بفضل ما حدث في الستينيات. وهذا أمر لا يمكن تقديره بثمن”.

الإنجاز الأعظم في قصته

ويُنهي “غوش” تقريره قائلًا: بالنسبة لي فإن الإنجاز الأعظم في قصة نيل أرمسترونغ هو أنه أدى دورًا في هذا التحول الثقافي العظيم الذي شهدته البشرية. وبكل تواضع اختلى بنفسه ليعيش حياته العادية كأستاذ وموسيقيّ وأب ومهندس، وهذا هو نيل أرمسترونغ.

أخبار ذات صله