fbpx
الشرعية اليمنية .. وفرصتها الأخيرة للبقاء

 

كتب / أحمد سعيد كرامة
الإنسحاب الإماراتي العسكري من اليمن دخل حيز التنفيذ العملي والميداني , كتبت بمقال نشر من سابق ويحمل عنوان : الإنسحاب الإماراتي  .. ستدفع  ثمنه  الشرعية  اليمنية  , كان ذلك المقال التحليلي قبل الإعلان عن الإنسحاب الإماراتي بعدة أشهر تقريبا .
من خلال المتابعة الدقيقة لمجريات الأحداث والأزمات والنكبات والاستنزاف المستمر للاموال والمشاريع المقدمة من السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة عبر ذراعها الإنساني الهلال الأحمر الإماراتي  , أدركت بما لا يدع مجالا للشك أن الإمارات راحلة راحلة من اليمن , وتحالفها الإستراتيجي مع السعودية هو من أخر بعض الشيء ذلك الإنسحاب الذي كاد أن يكون قبل عامين تقريبا .
الرئيس هادي وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي لم يتعلموا من تجاربهم المأساوية والمريبة السابقة مع الرئيس الراحل عفاش أم مع مليشيات الحوثي الإيرانية التي أدخلوها خيم ساحة تغيير الإصلاح بجوار جامعة صنعاء , وتبناهم الرئيس هادي في مؤتمر الحوار الوطني , وظلل على الجانب السعودي والإماراتي في تلك المرحلة بأن الأمور تحت السيطرة  .
تحالف الرئيس هادي والإخوان مع مليشيات الحوثي كان للإطاحة بالرئيس الراحل عفاش , وهناك وعود حوثية قطعت للرئيس هادي بأن يكون هو الرئيس القادم التوافقي بمباركة حوثية وإخوانية , ووعد الحوثي بتقاسم السلطة مع حزب الإصلاح الإخواني بعد إزاحة عفاش عن المشهد السياسي والعام في اليمن , ونكث الحوثي بشركاء الأمس أعداء اليوم .
وقع الكل في شراك الحوثي , وخسر الكل بسبب الحوثي , وقتل من قتل ( عفاش ) وهرب من هرب من العاصمة صنعاء ( الرئيس هادي وعلي محسن الأحمر ) وتشرد من تشرد في عواصم الشتات من قيادات الإخوان المسلمين والزعماء والقادة وأسرهم من أبناء شمال اليمن , بسبب تخاذلهم عن الدفاع عن عرضهم وأرضهم حتى اللحظة  .
ستنسحب القوات المسلحة الإماراتية حتى من العاصمة عدن , ولن يبقى أي ضامن لبقاء الشرعية اليمنية وحكومتها في العاصمة عدن  غير تبنيها وتنفيذها لبرنامج عملي مزمن لمكافحة الفساد والفشل والشروع بتنفيذ مشاريع الخدمات في المناطق المحررة وتحديدا العاصمة عدن .
مزيدا من المماطلة والتسويف وتكريس الفوضى والانفلات الأمني من قبل الشرعية وأدواتها ستدفع ثمنه غاليا جدآ هذه المرة .