fbpx
همس اليراع.. بوريس جونسون وزمن الشعبويين؟

د عيدروس نصر

بعد توتير أعصاب دام أشهر شهده المجتمع البريطاني بشأن خليفة رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا مَي، انتخب المحافظون البريطانيون بوريس جونسون رئيسا لحزبهم ومن ثم رئيسا للوزراء لما تبقى من الفترة الانتخابية لحزبهم والتي ستنتهي السنة القادمة ٢٠٢٠م.
ليس لدى بوريس جونسون ما يتفوق به على كل منافسيه، بما في ذلك تيريزا مي، إلا طبيعته المثيرة للجدل والقائمة على الشعبوية والعجرفة، وبعض الميول العدائية تجاه الأقليات وعلى ومنها الاقلية المسلمة في بريطانيا والتي تتجاوز ٥٪ من مجموع السكان، وعدم التمييز بين الإسلام والإرهاب.

 

يقول بوريس جونسون انه سيخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ف ٣١ أوكتوبر القادم، ولو بدون اتفاق، لكنه لم يقل كيف سيخرجها؟
كانت تيريزا مي متزنة في منطقها وتبحث عن الخروج بأقل الخسائر من الاتحاد الأوروبي من خلال اتفاق يحفظ بعض المصالح المشتركة ويقلل من الأضرار التي ستنعكس على اباقتصاد البريطاني، ومع ذلك فشلت، لأن البرلمان البريطاني حال دون التصويت على خطتها، وهو ما يعني أن طريق بوريس جونسون لن يكون مفروشا بالورود، بل إنه سيصطدم بمجلس العموم بعُمَّالهِ ومحافظيهِ، وسيتطلب منه استحضار دهاء لا يمتلكه ومهارة لا تتوفر لديه، فقد دخل قلب المعترك ولم يعد مجرد مهرج شعبوي يتلاعب بمشاعر الشباب المراهقين ويستحث الشعبويين والعنصريين.

 


بوريس جونسون من تلاميذ المدرسة الترامبية وقد عبر دونالد ترامب عن إعجابه به حتى قبل ان يعلن ترشحه لمنصب رئيس حزب المحافظين ويسميه بعض البريطانيين، النسخة المصغرة من ترامب.

 


عند إعلان نتائج الاقتراع كان بوريس جونسون ومنافسه جيرمي هانت، جالسين بجوار بعض وينتظران تقرير لجنة الاقتراع وعندما قرات رئيسة اللجنة النتيجة وفوز جونسون قام هانت لتهنئة زميله مبتسماً وشادّاً على يديه، ولم يذهب ليجمع مليشياته ويحشد قبائله لتنتزع له نتيجةً لا يمتلكها وأغلبيةً لم يحزها.


بقيت الإشارة إلى أن الاقتراعات تمت في إطار حزب المحافظين، صاحب الاغلبية في البرلمان البريطاني، ولم يتجاوز عدد المقترعين ١٦٠ الف مقترع وليس على صعيد المملكة المتحدة التي يتجاوز عدد الناخبين فيها ٤٠ مليون ناخب .

 

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك.