fbpx
“معياد” يتعثر ويقدم استقالته.. ما الذي يجري في البنك المركزي اليمني؟ وهل ذلك حجة لنقله للخارج وفق رؤية الأمم المتحدة؟
شارك الخبر

يافع نيوز – تقرير – خاص:

وسط انهيار كبير تشهده العملة اليمنية التي عاودت انهيارها بعد حلول مؤقتة بالوديعة السعودية التي قاربت على النفاذ، تجري منذ أيام خلافات عاصفة داخل المقر الرئيسي للبنك المركزي اليمني بعدن التابع للحكومة اليمنية .

 

ووصلت الخلافات داخل البنك بين محافظ البنك المركزي حافظ فاخر معياد ومسؤولين بالبنك الى تبادل الاتهامات بالفساد والتهديد من قبل كل منها بكشف الفساد والمطالبة باحالتها الى النيابة العامة، بالاضافة الى اتهامات لمحافظ البنك بجلب موظفين يعملون مع مليشيات الحوثي الى البنك بعدن لتعيينهم في مناصب حساسة منها إدارة الخزائن.

 

وشهد البنك تهديدات  بالسلاح وتشكيل عصابات للأطراف المختلفة، وصلت لمحاولة اقتحام البنك من طرف محافظ البنك معياد وقيام الاطراف الاخرى بمنع الاقتحام، وخروج الخلافات للعلن وتبادل الاتهامات.

 

ويعاني البنك المركزي اعمال فساد ضخمة اضافة لتمرير شيكات وصرفيات لمسؤولين ووزراء بالشرعية استنزفت الخزينة العامة للبنك واهدرت مليارات من الايرادات فضلاً عن اهدار كل الاموال المطبوعة بالخارج والتي تم نهبها خلال ترؤس الفاسد احمد عبيد بن دغر للحكومة قبل اقالته واحالته للمحاكمة بتهمة الفساد والتي لم يتم التحقيق فيها حتى الان، فيما اعمال الفساد داخل الحكومة والبنك مستمرة الان مع رئيس الحكومة معين عبدالملك الذي سار على خطى سلفه بن دغر في الفساد واهدار الاموال.

 

وفي حين تعثر محافظ البنك المركزي اليمني في إحداث أي تقدم في عمل البنك المركزي، وظهر بأنه فاشلاً ولم يحدث جديد في الوضع الاقتصادي غير تحسن طفيف بالعملة ناتج عن دعم الوديعة السعودية، نقلت مصادر ان محافظ البنك ” حافظ معياد” قدم استقالته ولم يعلن عنها حتى الان، ولكن اشار لها في بيان نشره على صفحته الرسمية الشخصية في الفيس بوك حيث قال : ” أن ما لا يعلمه الكثيرين أن الأخ المحافظ عند قبوله المنصب،أتفق مع الأخ رئيس الجمهورية على تولي منصب المحافظ لستة أشهر فقط “، في اشارة الى ان فترته المتفق عليها قد انتهت.

 

وعلق مراقبون حول ذلك بالقول ان محافظ البنك المركزي حافظ معياد يستخدم التهديد بالاستقالة لغرض ” الابتزاز ” بعدما تورط بمخالفات فساد ومرر صفقات فساد لمسؤولين بالحكومة بينهم مقربين من الرئيس هادي واخرين في الحكومة اليمنية، حيث يستخدم معياد التهديد بالاستقالة مستغلاً حالة الفشل الاقتصادي للشرعية وعجز الحكومة اليمنية عن ايقاف الانهيار الاقتصادي، الذي استمر ايضاً ويستمر في عهد معياد كمحافظاً للبنك.

 

فيما مراقبون اخرون، أشاروا ان حافظ معياد يريد ان يتهرب من مسؤوليته بعد استنزافه للوديعة السعودية، وبدء معادوة انهيار العملة اليمنية، التي ساعد على تحسنها البسيط خلال الاشهر الماضية وجود الوديعة السعودية ” 2 مليار ريال”، وهو يريد التهرب الان من مسؤوليته باستنزاف الاموال السعودية.

 

من جهة آخرى كان أدى الخلاف داخل البنك المركزي الى اختطاف مسلحون يتهمهم محافظ البنك بالانتماء لتيار فاسد قال ان هذا التيار لا يزال يواصل فساده ويرتكب المخالفات  القانونية، مشيراً في بيانه الاخيرة بالقول: “أن إحالة ملف المخالفات التي حدثت في البنك المركزي الى النيابة العامة وأثارت حفيظة هذا الفريق،هو لصالح الحكومة الشرعية والنظام الوطني واليمن عموماً،كونه يساهم في تفعيل مؤسسات الدولة القضائية ودورها المحوري في محاربة الفساد”.

 

وفي سياق متصل، كشف اقتصاديون في عدن ان الخلافات داخل البنك المركزي اليمني قد تكون مبرراً للأمم المتحدة، لإنجاح مقترح سابق وضعته الامم المتحدة لنقل البنك الى ” الأردن ” ورفضت الحكومة اليمنية ذلك.

 

وتشير مصادر آخرى مطلعة الى أن الامم المتحدة تجري مشاورات منذ اشهر غير معلنة لتحويل الإشراف على البنك المركزي اليمني وإدارته الى فريق تشرف عليه الأمم المتحدة، مثلما حدث في موانئ الحديدة، او يتم نقل البنك الى الخارج واشراف الامم المتحدة عليه، إذا كان اشراف الامم المتحدة على البنك في عدن  سيسبب حرجاً للحكومة اليمنية .

 

ياتي حديث الامم المتحدة حول البنك المركزي بحجة اجراء توافق اقتصادي يضمن دفع المرتبات للمحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشات الحوثيين، وهو أمر تبرره الخلافات داخل البنك الذي لم يقم بدوره المنوطة به، مع معاودة انهيار العملية، لكن اشراف الامم المتحدة على البنك او نقله للخارج يعني ان سيادة الشرعية على البنك المركزي في طريقها للزوال مثلما حدث في الحديدة، وبالتالي انهيار الشرعية وانتهاء الدعم الدولي المزعوم لها.