fbpx
لبنان بلا خبز.. الأفران تلوي يد الدولة
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

على وقع أزمة شحّ الدولار في السوق اللبناني، لبنان بلا خبز، اليوم الاثنين، والأفران مُقفلة. فبعد أن تمّت معالجة أزمة المحروقات مساء الجمعة من خلال تعميم مصرف لبنان، برزت أزمة الرغيف، مع إعلان أصحاب المطاحن أن التعميم لا يغطي الآليّة المُعتمدة لاستيراد القمح، بما يُعوقهم عن العمل في ظل مخزون لا يكفي الأسواق سوى لشهر ونصف الشهر.

وأكد رئيس نقابة أصحاب الأفران كاظم إبراهيم لـ”العربية.نت” “أن لا تراجع عن الإضراب قبل أن تتجاوب الحكومة مع مطالبنا”، موضحاً “أننا غير معنيين بتعميم مصرف لبنان الصادر أخيراً والذي يتعلّق بتأمين الدولار لاستيراد ثلاث مواد اساسية: الطحين، البنزين والدواء”.

ويشكو أصحاب المطاحن من أن تعميم مصرف لبنان الصادر في الأول من الشهر الحالي والذي أجاز للمصارف فتح اعتمادات بالدولار الأميركي لمستوردي المحروقات والأدوية والقمح، لا يحل أزمة المطاحن لأن الأخيرة، لا تعتمد في عمليات استيراد القمح على وسيلة فتح الاعتمادات المصرفية بل تَتّبع طريقة السيولة مقابل المستندات cash against documents. وبالتالي، تقوم بتحويل الأموال مباشرة عبر المصارف إلى المورّدين مقابل إرسال أوراق الشحن، وبالتالي لا يتم فتح أي اعتمادات”.

ورداً على سؤال عمّا هو المطلوب، قال إبراهيم “نحن نبيع بالليرة اللبنانية، وإذا الليرة ليس لها قيمة وحكامنا يطلبون منا البيع بالدولار، فلتلغَ الليرة إذاً”.

زحمة على الأفران

وبعد مشهد أرتال السيارات أمام محطات الوقود الجمعة الفائت قبل حلّ أزمة الوقود، تكرر مشهد الازدحام، حيث شهدت الأفران، اعتباراً من ليل أمس، زحمة غير اعتيادية من قبل مواطنين تهافتوا لشراء كميات من الخبز الإضافي، تحسّباً لاستمرار الإضراب.
وحتى قبل بدء موعد الإضراب المفتوح، اختفى الخبز من المحلات التجارية تحت وطأة تهافت المواطنين على تخزينه في منازلهم.

ابتزاز للمواطنين!

في المقابل، اعتبرت وزارة الاقتصاد اللبنانية أن إضراب أصحاب الأفران “ابتزاز” للمواطنين قبل الحكومة. وأكدت مصادرها لـ”العربية.نت” “أن وفداً من نقابة أصحاب الأفران التقى وزير الاقتصاد منصور بطيش مساء الخميس الفائت لشرح أسباب الأزمة المرتبطة بشحّ الدولار، فبادر الوزير فوراً بالاتصال بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة واتّفقا على معالجة الأزمة بتكليف وسيط بين مستوردي القمح والمصرف المركزي، عندها طلب الوزير تعليق الإضراب إلا أنهم “غيّروا” مطلبهم بتخفيض وزن ربطة الخبز من 1000 غرام إلى 900 غرام مع الإبقاء على سعرها (1500 ليرة لبنانية)، وهذا يعني أن هدفهم “الابتزاز” وليس تحقيق مطالب كما يدّعون”.

أرباح طائلة

إلى ذلك، لفتت المصادر إلى “أن أصحاب الأفران يُحققون أرباحاً طائلة خلافاً لما يدّعون، وأكثر أرباحهم تأتي من بيع الخبز الأجنبي (مثل الكعك، Toast، Baguette ).

ويعقد أصحاب المطاحن اجتماعاً مع حاكم مصرف لبنان لمناقشة أزمة الاستيراد بالدولار وكيفية معالجتها.

كما أعلنت مصادر وزارة الاقتصاد “أن لقمة المواطن خط أحمر ولن نسمح بالابتزاز، والوزير سيستخدم صلاحياته القانونية لمنع المسّ بربطة الخبز أو تخفيض وزنها، كما أن الوزير سيتّخذ سلسلة إجراءات من ضمن صلاحياته بالتعاون مع الجهات الأمنية”.

ومع “تناسل” الأزمات من البنزين إلى الرغيف جرّاء شحّ الدولار، يتخوّف اللبنانيون من أن تطل أزمة الدواء برأسها نظراً لارتباطها بالدولار أيضاً، وما قد ينتج عن فقدانه من مخاطر على حياة مئات آلاف المرضى من اللبنانيين، ما يجعلهم أمام فوضى “متنقّلة” وسط انعدام مسؤوليات.

وكل ذلك يترافق مع استمرار تداول الدولار لدى الصرافين بسعر يتجاوز الـ 1600 ليرة.

أخبار ذات صله