fbpx
دعوة لنشر الوثائق والرسائل الأسرية كمصدر لأحداث كاد أن يطويها النسيان

 

علي صالح الخلاقي:

قد يتساءل البعض عن الهدف من الاهتمام الذي نوليه في البحث عن الوثائق والمراسلات الأسرية المحفوظة في أرشيف الأسر اليافعية.. وما الفائدة من ذلك بالنسبة لكتابة تاريخنا الضائع؟!
وللإجابة نقول: صحيح أن هذه المراسلات أسرية وخاصة, لكننا كباحثين ومؤرخين نجد في مضامينها الكثير من الأخبار التي تُنبئ عن أحوال الأجيال التي سبقتنا والتعرف على كثير من جوانب حياتهم الاقتصادية والثقافية ومأكلهم ومشربهم وملبسهم وأنسابهم وعلاقاتهم ببعضهم ومع جيرانهم وأخبار حروبهم القبلية وغير ذلك مما لا يخطر على بالنا, خاصة مع غياب التوثيق والكتابات التاريخية المدونة والمنشورة.. وهو ما تجلى بالعديد من الأبحاث التي صدرت استناداً إلى تلك الوثائق التي تم تصويرها.
لذلك فأن هذه الوثائق والرسائل إلى جانب الأشعار والزوامل تكاد أن تكون هي الذاكرة الجَمْعِيْة التي أرَّخت للقرنين الماضيين من حياة وتاريخ منطقة يافع “سِرْو حِمْيَرْ” غير المكتوب، وربما مناطق أخرى كثيرة, وهي حقبة تاريخية كان الزمن فيها متثاقلاً في حركته ورتيباً في تطوره، بل وتجمدت في جوانب كثيرة، وكانت حياة الناس مشحونة بالأحداث والفتن القبيلة.. ولا نبالغ إذا ما قلنا أن المنطقة عرفت خلال هذه الحقب الزمنية السلاح والقتال، أكثر من أي شيء آخر.. وسال من دماء أبنائها في حروبهم القبلية بين بعضهم البعض أو مع غيرهم من القوى المحلية أكثر من الحبر الذي سال من محابرهم.. وتظل هذه الوثائق والمراسلات والأشعار الشعبية من أهم المصادر التاريخية التي يمكن الرجوع إليها في معرفة الكثير من الأحداث غير المدونة واستخلاص الحقائق التي يرد عرضها في نصوص تلك الوثائق والمراسلات والأشعار, لذلك ندعو المهتمين وكل من لديهم مثل تلك الوثائق لإخراجها من أقفاصها بتصويرها وتوثيقها قبل أن يصيبها التلف والتآكُل بمرور الزمن , كما حدث لكثير منها التي اتلفها الإهمال وسوء الحفظ وذهبت أدراج الرياح.
ونقول لمن يملك مثل هذه الوثائق لا داعي للخوف أو الخشية من فقدانها أو التفريط فيها لأن المطلوب فقط أخذ صورة لها فقط أمام مالكها دون أخذها أو حتى لمسها. وبالمناسبة نسجل هنا شكرنا العميق لأولئك الذين بادروا بتصوير ما لديهم من وثائق وجعلوها في متناول الباحثين والمهتمين, وأخص منهم بالذكر الأخوة: ناصر علي محمد بن عزالدين البكري، محمد علي بن خلف العبادي، الشيخ محمد حسين العاقل بن دينيش البكري،وهو ما ينم عن وعيهم وإدراكهم أن تلك الوثائق هي ملك للتاريخ, ونرجو أن يقتدي بهم الآخرون..