fbpx
هل يأتي الرد الإيراني بأصابع يمنية

عبدالخالق الحود

خرجت الثلاثاء في محافظة حجة اليمنية -الواقعة تحت سيطرة الحوثيين – مسيرة حاشدة ندد المشاركون فيها بمقتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال ” قاسم سليماني ” كما شهدت عدد من المدن اليمنية مسيرات مماثلة تزامنت ومراسم تشييع سليماني التي تمت اليوم الثلاثاء في مسقط رأسه بولاية ” كرمان ” الإيرانية .
وقُتل سليماني الذي كان مكلفاً بقيادة عمليات الحرس الثوري في الخارج ومهندس الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، في ضربة جوية أميركية استهدفته فجر الجمعة 3 يناير/كانون الثاني قرب مطار بغداد الدولي .

واعتبر مراقبون التصريحات شديدة اللهجة والتهديدات بالانتقام التي اطلقها زعيم الحوثيين ” عبد الملك الحوثي ” بُعيد مقتل سليماني بمثابة مدخل أكثر احتمالية للرد الإيراني على العملية الأمريكية مستبعدين لجوء طهران الى تفجير حرب شاملة مباشرة مع واشنطن لوجود كوابح جمّة تحول بينها وتنفيذ ذلك ؛ بينها العقوبات الأمريكية ووضعها الاقتصادي المتردي، وتنامي التململ الداخلي واتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية فيها التي طالت هتافاتها الغاضبة حتى المرشد الأعلى ” علي خامنئي ”
وكانت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء قد نقلت عن محسن رضائي أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني قوله: “منذ الليلة الماضية بدأنا برصد القواعد العسكرية والبوارج والمراكز الأميركية في المنطقة”.

وأوضح أن “مقاتلي المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وأماكن أخرى لا أريد ذكرها يستعدون حالياً للقيام بتحرك ما”.

سنة غاضبون :

وبعد أزمة مقتل سليماني، علق التحالف الدولي والناتو مهامها التدريبية للقوات العراقية، فيما أقدمت دول عديدة، ضمن التحالف الدولي، على سحب رعاياها وخفض عديد قواتها في عدد من المعسكرات العراقية بسبب المخاوف من اندلاع حرب بين واشنطن وطهران.

وتفاجأت الأوساط الشعبية العربية بموقف جماعة الإخوان المسلمين من واقعة مقتل سليماني المطابقة لمواقف حلفاء إيران في المنطقة حيث سارعت الخارجية القطرية والتركية الى تقديم العزاء لإيران وتوشحت اعلام الدولتين بالسواد حزنا على مصرع السليماني الذي قال قبل مقتله بأسابيع :” ننتظر ان تشن السعودية حربا علينا لكي نبني قببا من الذهب في البقيع ”

كما ولدت حادثة مقتل الجنرال سليماني ردود أفعال غاضبة صدرت عن تنظيمات سنية بينها حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين ؛ وشخصيات قيادية في حزب تجمع الإصلاح جناح الإخوان المسلمين في اليمن .
من جانبها أقامت ” حركة حماس ” سرادق عزاء كبيرا للقيادي الإيراني في غزة، ووصفته بشهيد القدس .
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال ” إن الضربة جاءت بناء على معلومات استخباراتية عن مخطط لسليماني لاستهداف المزيد من الأمريكيين.
وتربط سليماني بجماعة الإخوان علاقة قديمة توجت نهاية عام 2012 ، بزيارة قام بها الجنرال ” سليماني ” لمصر بدعوة تلقاها من خيرة الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان ؛ والتقى الجانبان في أحد فنادق مصر الجديدة، برئاسة “محمد مرسي، وبمعية عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، ومحمود حسين، أمين عام الجماعة، ومحمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث باسمها. وكان الهدف منه العمل على تشكيل حرس ثوري إخواني على غرار الحرس الثوري الإيراني، وكشفت صحيفة الوفد المصرية ” أن تركيا استضافت عام 2014 اجتماعًا ضم ممثلين عن الحرس الثوري وجماعة الإخوان فرع اليمن ، حيث عرض التنظيم على المسئولين الإيرانيين التعاون في اليمن ضد الرياض.

المتاح في سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل :

تقف إيران – بحسب مراقبين – أمام خيارات ثلاث للرد : الرد العنيف، أو رد متواضع، أو الاحتفاظ بحق الرد ولو إلى حين. مع التذكير أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قال بُعيد الضربة إن “إيران قد ترد في أي لحظة وبأي طريقة” وبدورها ” طهران “لم تنتظر طويلا للبدء باستثمار مقتل سليماني في حشد الداخل الإيراني مع وضع عين اعتبارها الحفاض على برجماتية التعاطي مع الأزمة مقابل أهمية استمرار إمساكها الحبال الممدودة دفعة واحدة من قبيل أن مقتل سليماني وضعها طرديا في صورة الممسك بزمام المبادرة – أو هكذا يبدو -أمام انتظار الجميع لردة فعلها والتكهنات والتأويلات الكثيرة لطريقة وكيفية ذلك الرد وتبعاته على مستقبل المنطقة .

بمقابل ذلك يذهب سياسيون الى أن خيارات الرد الإيراني محدودة أمام القوة الأمريكية الهائلة ووضع واشنطن كل الاحتمالات الممكنة قبل تنفيذها عملية استهداف رجل طهران الأول ومهندس تدخلاتها الإقليمية عبر اذرعها المعروفة في المنطقة واشهرها حزب الله في لبنان وجماعة الحوثيين في اليمن .