fbpx
(( إذا أردنا بناء دولتنا الجنوبية ))
شارك الخبر

بقلم –  علي ثابت القضيبي
  — كجنوبيين نُكثرُ الحديث عن سَعينا الى بناء دولتنا الجنوبية ، والواقعي أننا مُفرطين في التّفاؤل المشروع أصلاً ، مع أنّ هذا في صُلبِِ تطلعات قيادتنا السياسية – المجلس الإنتقالي – وكل قطاعاتنا في القاعدة الجماهيرية لهُ ، لكن كما يبدو لي أنّ سَهم بوصلتنا بهذا الصّدد يُرَاوحُ هنا وهناك ، وهذا رغم الجهود المبذولة فعلاً بهذا الشأن .
  — عندما تسأل أي إنسانٍ كان : كيفَ تُقيم الدولة الحقّة أو من أين تراها ؟! سَتُجمعُ الإجابات على أنها في دولة الإقتصاد القوي والمُتنامي بإستمرار ، وتراها في قوة جيشها وأمنها ومُستوىٰ إنضباطهما وهيئتهما .. وهكذا .
  — في جنوبنا ، وحتى الٱن ، تتحكّمُ السلطة الشرعية بالإقتصاد ، مع أنّ لنا سعينا الأولي بهذا الصدد ، لكن في الجانب الأمني والعسكري ، وهذا من المقومات الأصيلة لأي دولة كانت ، فهنا لنا وحداتنا المتعددة في هذا الجانب ، وعلى الصّعيد العملي والميداني فهي تُحقق نجاحات منقطعة النظير ولاشك ، ولكن ..
  — العام قبل المُنصرم كنتُ في المحروسة مصر ولتسعة أشهر ، وشَدّني رؤية العسكر هناك ، وخصوصاً في الشارع ، فهمُ يسيرون بصرامةٍ وكأنهم في مارش عسكري ، وهندامهم نظيفٌ ومتكامل ومنظبط ، حتى شواربهم ولحاهم حليقةٌ ، والأهمّ أنّهم لايمزحون ولايتحدّثون إلا للضرورة القصوى وحسب !
  — ذاتَ يومٍ ، وأنا عند بائع الصحف الذي تعرّفت عليه جيداً بعد إقامتي لثلاثة أشهرٍ ، مرّ أمامنا مُجنّدٌ شاب ، وسألتُ صاحبي : لماذا العسكر يسيرون في الشارع ووجوههم جَهمةٌ ؟! أجابني : هذا عسكري ، وعليه أن يُثبت هيبة وإنضباط جيشنا وصلابته ، وكذلك هيبة مصر ، وإذا خَالفَ سوف تلتقط الشرطة العسكرية أو أمن الدولة أو الإستخبارات العسكرية إسمه ووحدته من شارة صَدرهِ وتبلغ وحدته ، وهناك سيحيلونهُ الى القضاء العسكري الأعلى بِتهمة إهانة الجيش وإهانة مِصر ! أرأيتم !
  — هنا يسيرُ عسكري الحزام أو النخبة وخلافه في الشارع وهو في حالةٍ يُرثىٰ لها ، فهو ببنطلونٍ مُترهل وشبشب ، وشعره كثٌ وأشعث وعلى رأسه عصابة رأس ( مَشدّه ) ، وقميصه بِأزرارٍ مفتوحة ، ويمزحُ بإستهتارٍ ! أي لافرق بينه وبين بلطجي الشوارع ، وخصوصاً وهم ذاهبين الى أسواق القات ، أو الى منازلهم ، حتى وهم في النقاط العسكرية ! وهذا مُؤسف ولاشك ، لأننا نتحدّثُ عن سعينا لبناء دولة جنوبية قوية ومنضبطة وحديثة ..
  — رُبّما يقولُ قائل : ( أولاً نَتخارج من الإحتلال وبعد ذلك سهل ) ، ورُبّما يقرأ ٱخر تناولي هذا كنوعٍ من التّشويهِ أو لِخلقِ الإحباط ، كلاّ .. فهذا وهذا جَانَبَا الصّواب ، لأنّنا عندما نريدُ أن نؤسس لبناء دولتنا ، علينا أن نبدأ من الموقع الصّح ، وهو الأمن والجيش ، وأن لانستمرئ إنضباطهما وهيئتهما في صورة مليشياتٍ همجية عابثة منفلتة .. هنا على قيادة مجلسنا الإنتقالي التّوجيه الصارم لكل قادة وحداتنا بضرورة الحفاظ على الإنضباط الصارم ، ومتابعة ذلك بجديةٍ وصرامة ، وهذا ليعكسوا الوجه المُشرف لدولة الجنوب التي نريد ، وأثقُ هنا أنّ كل ضباطنا وعسكريينا الجنوبيين القدامى يُوافقوني على هذا الطرح .. أليس كذلك ؟!
     ✍ علي ثابت القضيبي
    الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله