fbpx
ترشيحات الأوسكار تعكس الصعوبات التي تواجه المخرجات في هوليوود
شارك الخبر

يافع نيوز – فن وثقافة

تحول حفل الأوسكار منذ انطلاق حركة ”أنا أيضا“ إلى فرصة للحديث عن حق المرأة والرجل في المساواة، للحصول على المكانة ذاتها في هوليوود ، لكن ذلك لا ينعكس أبدا على لائحة الترشيحات، إذ لا يزال الرجال يستأثرون بنصيب الأسد.

فمن بين تسعة الأفلام المرشحة في فئة ”أفضل فيلم“ نجد واحدا فقط من إخراج سيدة، وهو ”نساء صغيرات“ لـ ”غريتا جيروغ“،ولم ترشح أي امرأة في فئة ”أفضل مخرج“.

 تاريخ الأوسكار: ترشيح 5 مخرجات مقابل 450 رجلا

ولا يمكن اعتبار ما حصل هذا العام استثناء، فخلال عشرة الأعوام الأخيرة تم ترشيح سيدتين فقط في فئة الإخراج، و5 مقابل 450 رجلا طيلة تاريخ التظاهرة السينمائية الأهم في العالم وعمرها 92 عاما.

ولم تحظ بالتمثال الذهبي سوى واحدة منهن، قبل 10 سنوات، هي كاثرين بيغلو عن فيلمها ”خزانة الألم“.

كما يلاحظ عدم وجود مخرجة رشحت للجائزة مرتين ، فمثلا كاثرين بيغلو الحاصلة على الجائزة عام 2010  لم ترشح في 2013 عن فيلمها ”30 دقيقة بعد منتصف الليل“، مع أنه كان مرشحا لجائزة أفضل فيلم.

بدورها، رشحت صوفيا كوبولا لجائزة أفضل مخرجة عام 2003 عن فيلمها ”ضائع في الترجمة“، ولم يتكرر معها الأمر في 2017 بخصوص فيلم ”المخدوع“، رغم أنه حاز على جائزة أفضل إخراج في مهرجان ”كان“ السينمائي.

وفي المقابل، فالأفلام التي يخرجها ذكور ترشح غالبا لجائزتي أفضل إخراج وأفضل فيلم، وهما أهم جائزتين في الأوسكار، بل سبق أن رشح المخرج نفسه لفيلمين مختلفين بالعام ذاته، كما حصل مع ستيفن سودربرغ عام 2001.

لماذا لا تشغل المخرجات مكانة مساوية لزملائهن في لائحة الترشيحات للأوسكار؟

ضعف التنوع في أكاديمية الأوسكار:

فسرت المتخصصة في الدراسات السينيماتوغرافية والسمعي البصري، الدكتورة سيليا سوفاج، هذا الأمر لموقع ”لوبارزيان“ الفرنسي بعدة عوامل، أولها ضعف التنوع في أكاديمية الأوسكار، ففي 2012 كان 94 % من المصوتين من البشرة البيضاء ،77 % منهم رجال متوسط أعمارهم 62 عاما ،وتغير الأمر نسبيا منذ 2017 ، فأصبحت نسبة المصوتين الرجال في الأكاديمية 68 %.

عدم حصول السيدات على فرص لإخراج أفلام بميزانية ضخمة:

يلاحظ -أيضا- في لائحة الترشيحات للأوسكار للعام الحالي، بأن المرشحين في فئتي أفضل مخرج وأفضل فيلم، هي أفلام بميزانيات كبيرة، مثل ”كان يا ما كان في هوليود“ و ”الجوكر“ و ”1917“.

ونادرا ما نجد مخرجات في الإنتاجات ذات الميزانية الضخمة في هوليوود.

وتقول الباحثة سوفاج:“في 1999 شكلت المخرجات 9 % من بين 250 فيلما متفوقا في شباك التذاكر، وفي 2016 تراجعت النسبة إلى 7 %، ولأن القليل من الأفلام التي تخرجها النساء تتفوق في شباك التذاكر، يعزف المنتجون عن الاستثمار فيها، رغم أن الدراسات أثبتت أن الأفلام التي وفرت لها ميزانية مماثلة، حققت تقريبا العائدات ذاتها سواء أكان المخرج رجلا أم امرأة“.

سيطرة الذكور على مراحل الصناعة السينمائية:

وتضيف المتخصصة، أن ”للأمر علاقة -أيضا- بقلة عدد النساء في المشهد الصناعي بهوليوود، وبالتالي مخرجات قليلات ما ينعكس على الترشيحات.“

ويؤيد عدد من المتابعين هذا الرأي، فتواجد الذكور قوي جدا في كل مراحل الصناعة، الكتابة وفرق التصوير والإنتاج والتوزيع والإعلام ولجان الاختيار في المهرجانات وحفلات الجوائز.. فمن الطبيعي أن ينتجوا ولو بشكل لا شعوري مشاريع تجذب اهتمامهم وتشبع شعورهم الفني.

المخرجات يجدن صعوبة في إخراج فيلمهن الثاني:

تصطدم المخرجات بسقف زجاجي، وتكون النتيجة حصولهن على أجور أقل من زملائهن الرجال ، ثم يجدن صعوبة في إخراج فيلمهن الثاني وإن نجح الأول.

تقول سوفاج: ”الكثير من المخرجين المبتدئين يتمكنون من إخراج  فيلم ضخم الإنتاج في تجربتهم الثانية أو الثالثة ويكملون مسيرتهم المهنية في هوليوود، بينما المخرجات يقاتلن لإخراج فيلمهن الثاني ونادرا ما يكون إنتاجا ضخما“.

وتثبت الأرقام أنه خلال عشرة الأعوام الأخيرة، لم تخرج 80 % من المخرجات سوى فيلم واحد، مقابل 55 % من زملائهن الرجال.

وبالتالي فأكاديمية الأوسكار ليست الوحيدة التي تلام على هذا الواقع، لكن بإمكانها أن تتبنى سياسة تعطي أهمية أكبر للأفلام التي تخرجها النساء.

أخبار ذات صله