fbpx
التناغم الايراني القطري في المهرة

 

كتب – سارة عبدالله حسن
المهرة محافظة نائية في جنوب اليمن تقع على حدود عمان ، محافظة ظلت بعيده عن المدنية وتفتقر للعديد من الخدمات لكنها مع ذلك رائعة الجمال تتوزع جغرافيتها بين الصحراء و الجبال الخضراء و شريط ساحلي طويل وهادئ.
‏هي ليست كذلك وحسب ، بل شاءت المتغيرات السياسيه و العسكرية التي تشهدها اليمن منذ ٢٠١٤ ان تتحول الى بؤرة لصراع اقليمي يهدد امن و سلامه المنطقه.
‏فالشريط الساحلي للمهرة على قدر جماله تحول للأسف لأحد اهم المنافذ الخطرة التي استطاعت ايران اختراقها لتهريب السلاح للحوثيين.
‏وبقدر ما الحق التحالف العربي بقياده السعوديه والامارات ( الذي تدخل بعد طلب رسمي من الرئيس هادي الرئيس الشرعي لليمن ) من هزائم بالحوثيين بقدر ما كان الحوثيون يستعيدون عافيتهم بين حين واخر ، ورغم عمل التحالف على ضرب مخازن السلاح ومنصات الصواريخ التي اعتدى بها الحوثيون على مناطق مختلفه في السعوديه ، رغم ذلك بدا و ان سلاح الحوثي وصواريخه لاتنفذ !
‏ومع الايام اكتشف التحالف ايضاً ان حصاره للمنافذ البحرية و الجوية لليمن في اطار خطته العسكريه مع قوات الشرعية اليمنية و المقاومة الجنوبية ، لم يكن كافياً لتجفيف شريان الحياة لمليشيا الحوثي المتمردة ، فهناك منافذ استطاعوا من خلالها ان يتزودوا بالسلاح و بستعيدوا عافيتهم و اهمها المناطق الخالية من السكان على طول الشريط الساحلي للمهره اضافه لمنافذ اخرى .
‏لم يقتصر الأمر على تهريب السلاح فقط بل و المخدرات ايضاً ، كما تشكلت عصابات مليشياوية اخرى في منافذ مختلفه من المحافظه كمنفذ شحن و صرفيت و الغيظة ، هذه العصابات ( كما تقول مصادر اعلامية ) بقيادة وكيل للمحافظة تمت اقالته قبل عامين و يلقبه بعض سكان المحافظة ب ( وكيل قطر بالمهرة ) ، و تقول المصادر انه المسؤول الاول عن تهريب السلاح و زعزعه امن و استقرار المحافظة و له علاقة وثيقة بايران و قطر ، وفي حين يعمل التحالف بقيادة المملكة العربيه السعوديه لانتشال المحافظة من اوضاعها المترديه بتوفير الخدمات و تنمية المحافظة عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن
‏و غيره ، تقوم قطر و ايران بدعم هذا الشخص لزعزعه استقرار المحافظة عبر خلق فوضى امنية و عمليات تهريب و اعتداء على القوات الامنية الرسمية ، في حين تحاول هذه العصابات تغطية نشاطها باحتجاجات تدعي سلميتها و تصور انها ذات مطالب حقوقيه .
‏ و يكشف السلاح التي يصلها من ايران (كما اظهرت اخر حملة امنية في المحافظة ) و قيام قناة الجزيره بتغطيه اعلامية مكثفة لنشاط هذه العصابات مع تبني كثير من ناشطي جماعه الاخوان المسلمين مطالب هذه العصابات و مهاجمتهم لدور التحالف العربي خلال ذلك ، يكشف جليا هنا التناغم القطري و الايراني و التعاون المشترك بين البلدين ليس فقط لزعزعه امن المهرة و من تم محاولة السيطره عليها ، بل و لدعم الانقلاب الحوثي بالاسلحة و الامكانيات اللوجستية الاخرى لاطالة هذه الحرب و زعزعه امن و استقرار اليمن و تهديد امن المملكة و الاقليم ، و من ادلة ذلك قيام الوكيل المذكور بفتح معسكرات تدريب مدعومة باموال قطرية خاصة بعد زيارته لكل من الدوحة و استنبول و اجتماعاته بقادة حوثيين ، لم يكن اجتماعه بعبدالملك الحوثي في صعدة عام ٢٠١٢ أول هذه الاجتماعات ،و لا اخرها .
‏ان قيام المملكة العربية السعوديه اليوم بدعم محافظ المهرة بقوات عسكرية ، إضافه الى قوات من ابناء المحافظة( مايعرف بالنخبة المهرية )
‏هو ضروره حتمية لضمان امن و استقرار المنطقه و منع الانقلاب الحوثي من تعزيز قوته و سيطرته ، و يبقى القول ان احكام اغلاق منافذ المهرة لن يكون كافياً ان لم تحسم كذلك معركة الحديده ، خاصة بعد اعلان الامم المتحدة فشل اتفاق ستوكهولم بين الحوثيين و حكومة الشرعية ،
‏ فمتى سيتم الحسم هناك ؟