fbpx
منظومة S-400.. قوة دفاعية أم مبالغة روسية؟
شارك الخبر

يافع نيوز ـ الحرة

في منتصف عام 2017، أعلنت وزارة الدفاع الروسية آخر تحديث لمنظومتها للدفاع الصاروخي، المسماة “إس 400″، وقالت بـ”ثقة” إنها “ضربة للهيبة الأميركية”، إشارة إلى منظمة الدفاع الصاروخي الأميركية “باتريوت” الشهيرة، إلا أن وكالات أبحاث تشكك بالمزاعم الروسية.

لكن في مارس 2019، نشرت وكالة أبحاث الدفاع السويدية (FOI) تقريرًا يفيد بأن التصريحات الروسية والتحليلات العسكرية بشأن “دقة قدرة المنظومة الروسية في بلوغ أهداف بعيدة المدى في مجالات الجو والبحر والبر، مبالغ فيها”.

ونقلت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية المتخصصة في الشؤون العسكرية، عن تقرير وكالة أبحاث الدفاع السويدية، أن عيوب منظومة الدفاع الصاروخي الروسية، تكمن في “عدم قدرة رادار المنظومة على التحديد الدقيق لمصدر الهجوم الجوي أو البحري”.

ويزيد ضعف هذه الكفاءة “المتباهى بها روسيا”، مع استعمال صواريخ الدفاع طويلة المدى المخصصة لمنحى 400 كلم”، وبالتالي تضعف فعالية تصدي المنظومة الصاروخية الروسية، للهجمات المضادة، بحسب التقرير.

تعتمد أنظمة رادارات المنظومة الروسية على الأفق البري أكثر من الجوي، الأمر الذي يصعب مهمة تحديد مصادر الهجمات الجوية، خاصة مع الطائرات الكبيرة، ذات القدرة على الارتفاع أكثر من 10 آلاف قدم.

وأفاد التقرير المدقق لكفاءات المنظومة الروسية، بأن الحل الوحيد أمامها لتجاوز هذا الضعف هو الاستعانة بخدمة رادار “فوق الأفق (OTH)” أو من خلال خدمات أخرى تكاملية منفصلة عن المنظومة نفسها.

وضمن المعلومات التي أعلنها بافيل سوزينوف، كبير مهندسي شركة “ألماز أنتي” الروسية للصناعات العسكرية، أن “نطاق المراقبة الرادارية للمنظومة الروسية، يصل إلى 400 كلم، في الوقت الذي تصل المراقبة الرادارية للمنظومة الأميركية إلى 120 كلم فقط”.

لكن خبراء التقرير السويدي، شككوا في هذا “النطاق”، حيث ستحتاج منظومة “إس 400” الروسية، إلى طائرات موازية لتحديد الأهداف (مصدر الهجمات القادمة) بشكل دقيق. وفي هذه الحالة ستكون الطائرة مجبرة على نقل البيانات (الإنذار) عبر سحابة خاصة إلى حواسيب “إس 400” الأمر الذي يؤخر رد الفعل لدى أجهزة المنظومة الروسية.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه الروس أن منظومتهم قادرة على ضرب أكثر من 30 هدفا في آن واحد، يرى خبراء وكالة الدفاع السويدية، أنه “بالنظر إلى المشاكل الرادارية في تدقيق تحديد الأهداف الجوية خاصة في المستويات الجوية المرتفعة، يجعل الأهداف الممكن صدها وردعها ضئيلة جدا”.

كيف تعمل “إس 400″؟

القلب النابض للمنظومة الروسية، يقوم على “الدقة الرادارية” في تحديد وتوقع الهجمات المرتقبة القادمة من مدى قريب أو متوسط أو بعيد. وهو ما تخسر رهانه إلى اليوم المنظمة الروسية، رغم التحديثات التي تجريها موسكو عليها منذ العام 1999.

وعن طريقة عمل منظومات الدفاع الصاروخي بشكل عام، تتولى أجهزة التتبع بالرادار طويل المدى رصدَ الهدف وإرسال المعلومات إلى شاحنة القيادة التي تتولى تقييم الأهداف المحتملة. فما أن يتم التعرف على الهدف وتحديده، تصدر شاحنة القيادة الأوامر بإطلاق الصواريخ لصد الهجمات.

ويتم تحويل قرار الإطلاق للشاحنة الموجودة في أفضل موقع لإصابة الهدف، فتنطلق منها صواريخ أرض-جو. يتولى رادار الاشتباك مهمة توجيه الصواريخ نحو أهدافها بدقة.

تركيا والسعودية.. أول الزبناء

حصلت أنقرة على منظومة “إس 400” الدفاعية الروسية، في ظل اعتراض حلفائها في “الناتو”.

وبدأ العقد الموقع بين أنقرة وموسكو في 2017، ونص على تسليم أربع بطاريات “إس 400” مقابل 2.5 مليار دولار. وستدفع تركيا بنفسها جزءاً من قيمة هذه الصفقة على أن يتم دفع الجزء الآخر منها بموجب قرض روسي.

وحذرت الولايات المتحدة مراراً تركيا من تداعيات شراء منظومات “إس 400” مؤكدة أن الخطوة تهدف إلى شق صفوف حلف الناتو. في حين أعرب الأخير، في 12 يوليو الماضي، عن قلقه من وصول المنظومة إلى تركيا، عقب وصول أول دفعة من المنظومة إلى مطار عسكري في أنقرة.