fbpx
لقد دخل الميل المُــكحلة

 

صلاح السقلدي
أتمنى على المجلس الانتقالي الجنوبي ألّا يكون على عجلة مِــن أمرهِ بشأن تشكيل الحكومة، وألّا يتحرق شوقا لها في مواجهة الطرف الآخر الذي يماطل بتشكيلها. فالمكسب السياسي الجنوبي المتمثل بإشهار القضية الجنوبية إقليما ودوليا واجبار الخصوم اعتبار الجنوب أحد طرفي الأزمة اليمنية وانتقال الجنوب من العمل الثوري الى السياسي داخليا ودوليا وتحوله من حالة الانفعال الى حال الفعل – إلى حدٍ ما- وترويض الثور اليمني الهائج، قد حدثت هذه المكاسب فعلاً بمجرد التوقيع على اتفاق الرياض قبل أشهر ناهيك عن قرارات تعيين محافظ ومدير أمن عدن وانتقال الجنوب والمجلس الانتقالي على وجه التحديد من مجرد مليشيات وانقلابيين بحسب النعوت التي يطلقها خصومه الى شريك سياسي أصيل حاضرا ومستقبلا، ومن الصعب والغباء تجاهله.
وبالتالي فتشكيل الحكومة ليس أكثر من تحصيل حاصل لهذا المكسب يأتي اليوم أو غدا، أو حتى لا يأت ِ، بل أن تشكيلها وانخراط الانتقالي في صفوفها قد يثير غبار كثيف فوق مشروعه التحرري عند انصاره ويجعله في مرمى تُـهم التفريط بالقضية الجنوبية، ومادة دسمة لدى خصومه للتشكيك بإخلاصه للانتصار للقضية الجنوبية وبأنه ليس أكثر من طالب سلطة لا صاحب قضية.
أقول أن المكسب السياسي للجنوب وللانتقالي قد تحقق ولو بجزء لا بأس به منذ توقيع اتفاق الرياض، ومسألة التشكيل الحكومي تظل نافلة وزيادة خير لا أكثر، فدعوا الطرف الآخر هو من يندلق لتشكيلها ويتهالك عليها، فقد دخل الميل الجنوبي المكحلة ليلة التوقيع على الاتفاق، ومن حينها بات مقر قيادات الانتقالي في الرياض قِـبـلة لسفراء دول العالم ومنها الدول العظمى. ألم أقل لكم أن الميل السياسي للجنوب قد دخل المُكحلة والسلام، فلما العجلة بعد ذلك إذاً؟.
* صلاح السقلدي.