fbpx
عودة السياسي الموسمي البرادعي مبشرا بعصر تركي وآخر إيراني
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

غاب السياسي المصري محمد البرادعي الفترة الماضية عن الأنظار، ليطل على الجمهور العربي مبشرا بعصر تركي وآخر إيراني و”ربيع عربي” جديد.

 

ودعا محمد البرادعي -نائب الرئيس المصري السابق- الدول العربية إلى تشكيل نظام أمني إقليمي قادر على التعامل مع العلاقات المعقدة لدول الجوار، واعتبر أن “الحوار مع تركيا وإيران بات أمرا لا يحتمل التأجيل”.

 

وكتب المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية الدولية مقالا خصيصا لموقع الجزيرة مباشر، نُشر السبت وأعادت نشره مواقع تابعة لقطر وجماعة الإخوان يومي الأحد والاثنين، بعنوان “هل حانت لحظة التغيير في العالم العربي”.

 

حسن هريدي: دعوة البرادعي لا تلقى صدى على أرض الواقع

وربط مراقبون بين ظهور البرادعي الجديد والمفاجئ وبين وجود إدارة أميركية ديمقراطية برئاسة جو بايدن، وما أظهرته من اهتمام بأوضاع حقوق الإنسان في دول العالم -وفي مقدمتها مصر- ورغبتها في التفاهم مع إيران حول إعادة العمل بالاتفاق النووي.

 

وأوحت إطلالة البرادعي من خلال المنبر القطري بالعزف على أدبيات الموجة الأولى مما يسمى “الربيع العربي”، مع إدخال تحسينات على الخطاب السياسي بما يتناسب مع حجم التغيرات التي حدثت في المنطقة.

 

ويزيد توقيت نشر المقالة ومكان النشر الحساسيات الراهنة بين القاهرة والدوحة، حيث تراقب الأولى تصرفات الثانية وكل ما يبث عبر المنابر التابعة لها، وجميع ما يصدر عنها ويُبثّ يشي بأن قطر لا تعبأ كثيرا بنتائج المصالحة مع مصر، ولا تريد أن تلتزم ببنودها، وبينها التخلي عن احتضان المعارضين لها وتسويق مواقفهم.

 

وأراد البرادعي الدخول على خط الصداع الذي تمثله كل من تركيا وإيران للكثير من الدول العربية، وتعد قطر من أهم الدول التي تحتفظ بعلاقات جيدة معهما، وطرح فكرة الحوار دون أن يشير بكلمة واحدة إلى أحوال الدول الثلاث في مجال الحريات وحقوق الإنسان، وقفز عليها بإثارة ملف إشكالي على الساحة العربية.

 

وقال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة مصطفى كامل السيد إن البرادعي “لم يغب بشكل كامل عن العمل السياسي العام طيلة السنوات الماضية وكان يطرح خواطره بين حين وآخر على منصة التدوين تويتر”.

 

ولم يفسر الأكاديمي المصري الذي يعد من أنصار البرادعي في القاهرة حجم تأثير هذه الخواطر، وما إذا كانت خاطرة واحدة -أو أكثر- كافية لتثبيت وجوده في المشهد السياسي المصري، حتى لو كان هذا المشهد يضيق ذرعا بأي تحركات فعلية من قبل المعارضة.

 

وأضاف السيد في تصريح خاص لـ”العرب” أن “ما يدفع إلى ظهور البرادعي الحالي ودعوته إلى الحوار مع تركيا وإيران يرتبط بوجود إدارة أميركية جديدة تتبنى نهجا يقوم على التفاهمات مع القوى الفاعلة في العالم والشرق الأوسط، ما يشجع على طرح رؤى تتماشى مع هذه التوجهات التي تطغى على مسرح السياسة الدولية”.

 

لكن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسن هريدي، قال في تصريح خاص لـ”العرب” إن دعوة البرادعي “لا يمكن أن تلقى صدى على أرض الواقع، لأن الدولتين اللتين تحدث عنهما يحتلان أراضي عربية، وتستخدمان القوة العسكرية ضد الشعوب العربية، وتجندان جماعات متطرفة من بعض الدول لتحقيق مصالحهما الخارجية”.

 

مصطفى كامل السيد: البرادعي لم يغب عن العمل السياسي العام

وأضاف هريدي، في تصريح خاص لـ”العرب”، “لطالما استمرّت تركيا وإيران في سياساتهما العدائية ضد الدول العربية، ولطالما استمرت جرائمها في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا، لا أمل للحوار معهما، خاصة أن البرادعي لم يوضح ماهية الأسس التي بموجبها يمكن إجراء الحوار”.

 

وجاءت رؤية البرادعي فضفاضة وبعيدة عن الواقع، لكنها تتسق في النهاية مع محتوى الخطاب العام الذي تتبناه جماعة الإخوان المسلمين، وكانت أكثر احتفاء برؤيته الداعية إلى الحوار مع أنقرة وطهران، لأنها تبرر انفتاح قيادات الجماعة على كل منهما.

 

ولم يقدم الرجل إجابات عن تساؤلات: أين كان مختفيا منذ خروجه من مصر قبل نحو سبعة أعوام؟ ولماذا اختفى؟ وماذا فعل عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية بمصر خلال المرحلة الانتقالية التي تلت سقوط الإخوان، وكأنه تبخر سياسيا؟

 

ولم يشرح ماذا فعل قبل ذلك، وكان الاحتقان في ذروته احتجاجًا على ممارسات نظام الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، لقد ظهر قبيل انتهاء المسرحية وإسدال الستار، وبعد أن تبلورت ملامح الاحتجاجات الشعبية على نظام مبارك بشكل واضح جدا.

 

وفقد البرادعي الكثير من بريقه عندما احتاج إليه شباب مصريون خلال السنوات الماضية، تعلقوا به وراهنوا عليه كوجه سياسي كبير، وهم ينادون بتوسيع مجال الحريات في مصر، كأنه يريد القول إنه يظهر متى يشاء ويخرج من الصورة وقت ما يشاء، فلا أهمية لقضايا الشعوب بقدر ما أنه يريد إثبات الحضور.

 

وطالب مراقبون في القاهرة نائب الرئيس المصري السابق بمراجعة مواقفه مراجعة شاملة، وإعادة تقييم الدور الذي لعبه في ما يسمى أحداث الربيع العربي التي تسببت في هدم دول ووضع أخرى على مشارف الانهيار، لأن الاختفاء أو الظهور المتقطع لن يفضيا إلى الاستجابة له.

أخبار ذات صله