fbpx
الخرطوم تمسك بالعصا من المنتصف في علاقتها بواشنطن وموسكو
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

تحاول السلطة السودانية إحداث توازن في علاقاتها الدولية اتساقا مع مقتضيات المرحلة الانتقالية التي تجبرها على عدم اتخاذ مواقف أحادية ونهائية، وتضطرها أحيانا للسير على حبال مشدودة لتتجنب الانحيازات التي قد تكبدها خسائر مباشرة.

 

وظهرت تجليات هذه المسألة في الحرص على خلق توازن في العلاقات العسكرية مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، فبعد أن استقبل السودان قبل أيام قليلة سفينيتن أميركيتين في ميناء بورتسودان، رست فرقاطة روسية في الميناء نفسه.

 

ووصلت الأحد أول سفينة حربية روسية إلى ميناء بورتسودان شرقي البلاد. وذكرت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء نقلا عن بيان للأسطول الروسي أن الفرقاطة أدميرال غريغوروفيتش وصلت إلى ميناء سوداني حيث تنوي روسيا إقامة قاعدة بحرية فيه. وأضاف البيان أن “هذه أول سفينة حربية (روسية) تدخل ميناء بورتسودان”.

 

السلطة الانتقالية لن تمضي قدما في أي اتفاقات عملية مع القوتين، وسوف تترك القضية مفتوحة لكل الاحتمالات، وربما جعلها معلقة لبعض الوقت

 

بدوره أكد مصدر عسكري سوداني وصول السفينة قائلا “زيارة السفينة الحربية الروسية ليست مفاجئة، ووصلت وفقا لجدول زمني متفق عليه”. وردا على سؤال بشأن مدى ارتباط زيارة السفينة بإقامة القاعدة الروسية قال المصدر إن “موضوع القاعدة لم يحسم بعد”.

 

وتعيد المعادلة التي تتبناها السلطة الانتقالية الحالية إلى الأضواء معادلة سابقة تبناها الرئيس المعزول عمر البشير، حيث كان يتقلب بين محاور إقليمية ودولية ما أفقده جانبا كبيرا من مصداقيته السياسية، وفي النهاية لم تقف إلى جواره دولة واحدة عندما واجه ثورة شعبية أطاحت به باستثناء الميول العقائدية التي ربطته بكل من قطر وتركيا.

 

وحذر متابعون من اعتماد الخرطوم منهج الإزدواجية في الوقت الراهن لأن مسألة الموانئ البحرية غاية في الأهمية للدول الكبرى، وهو ما يعلمه السودان ويحاول توظيفه للحصول على مكاسب من الطرفين في توقيت بالغ الحساسية في الداخل.

 

ويقول المتابعون إن السلطة الانتقالية لن تمضي قدما في أي اتفاقات عملية مع القوتين، وسوف تترك القضية مفتوحة لكل الاحتمالات، وربما جعلها معلقة لبعض الوقت وعدم البت فيها وحسمها، ولن يتم التفريط في هذه الورقة لأي جهة ما لم تحصل السلطة على مقابل سخي لها.

 

ويمثل ميناء بورتسودان أهمية إستراتيجية كبيرة لكل من روسيا والولايات المتحدة، فهو نافذة مهمة في عرض البحر الأحمر لمواجهة قوى طامحة للسيطرة عليه، ويعد مدخلا رئيسيا إلى عمق القارة الأفريقية خاصة في جزئها الشرقي.

 

ونشرت موسكو في 9 ديسمبر 2020 نص اتفاقية مع الخرطوم لإقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر بهدف “تعزيز السلام والأمن في المنطقة”.

أخبار ذات صله