fbpx
بكين تطوّق واشنطن من المحيط الهادئ ومن الأطلسي أيضا
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

حذّر قائد قيادة أفريقيا للقوات الأميركية “أفريكوم” من أن التهديد المتزايد من الصين قد لا يأتي فقط من مياه المحيط الهادئ، ولكن من المحيط الأطلسي أيضا.

 

ولفت الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند في مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس، إلى أن بكين تتطلع إلى إنشاء ميناء بحري كبير قادر على استضافة غواصات أو حاملات طائرات على الساحل الغربي لأفريقيا.

 

وأوضح تاونسند أن الصين تواصلت مع دول تمتد من موريتانيا إلى جنوب ناميبيا، عازمة على إنشاء منشأة بحرية. وإذا تم تحقيق ذلك، فإن هذا الاحتمال سيمكن الصين من إقامة سفن حربية في أسطولها البحري المتوسع في المحيط الأطلسي وكذلك المحيط الهادئ.

 

أي جهد من جانب بكين لإنشاء ميناء بحري على الساحل الأطلسي سيكون توسيعا للوجود العسكري الصيني

وفي تقديره فإن الصين تبحث عن مكان يمكنها فيه إعادة تسليح وإصلاح السفن الحربية، حتى يصبح ذلك مفيدا عسكريا في الصراع. مستدركا “لا يزال الطريق أمامهم طويلا نحو تحقيق ذلك في جيبوتي. الآن يلقون أنظارهم على ساحل المحيط الأطلسي ويريدون الحصول على مثل هذه القاعدة هناك”.

 

وتأتي تحذيرات تاونسند في الوقت الذي يحول فيه البنتاغون تركيزه من حروب مكافحة الإرهاب في العقدين الماضيين إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتهديدات الخصوم من القوى العظمى مثل الصين وروسيا.

 

وتنظر إدارة بايدن إلى نفوذ الصين الاقتصادي المتزايد بسرعة وقوتها العسكرية، على أنهما التحدي الأمني ​​الرئيسي الذي تواجهه واشنطن.

 

ويحذر القادة العسكريون الأميركيون في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العديد ممن قد يفقدون القوات والموارد لتعزيز النمو في المحيط الهادئ، من أن النفوذ المتزايد للصين لا يقتصر على آسيا فقط. وهم يجادلون بأن بكين تؤكد بقوة نفوذها الاقتصادي على دول في أفريقيا وأميركا الجنوبية والشرق الأوسط، وتسعى وراء إنشاء قواعد ومواطئ قدم هناك.

 

وقال تاونسند “الصينيون يتفوّقون على الولايات المتحدة في دول مختارة في أفريقيا”. وبرأيه ستؤدي مشاريع الموانئ والمساعي الاقتصادية والبنية التحتية واتفاقياتها وعقودها، إلى تحقيق ما تصبو إليه الصين في المستقبل.

 

ستيفن تاونسند: بكين تتطلع إلى إنشاء ميناء بحري قادر على استضافة غواصات أو حاملات طائرات على الساحل الغربي لأفريقيا

 

ووقع بناء أول قاعدة بحرية خارجية للصين منذ سنوات في جيبوتي في القرن الأفريقي، وهي تعمل على زيادة قدرتها بشكل مطرد. وقال تاونسند إن ما يصل إلى 2000 عسكري موجودون في القاعدة، بما في ذلك المئات من مشاة البحرية الذين يتولون الأمن هناك. وأضاف “لديهم أسلحة وذخائر بالتأكيد. لديهم مركبات قتالية مدرعة. نعتقد أنهم سيستضيفون قريبا طائرات هليكوبتر هناك وستضم طائرات هليكوبتر هجومية”.

 

ولبعض الوقت، اعتقد الكثيرون أن الصين كانت تعمل على إنشاء قاعدة بحرية في تنزانيا، وهي دولة تقع على الساحل الشرقي لأفريقيا، وتتمتع بعلاقة عسكرية قوية وطويلة الأمد مع بكين، لكن تاونسند أكد أنه يبدو أنه لم يتم اتخاذ قرار بشأن ذلك حتى الآن.

 

وبينما تحاول الصين جاهدة الحصول على قاعدة في تنزانيا، فليس هذا هو الموقع الوحيد الذي يثير القلق.

 

وأوضح تاونسند “يقع الموقع على جانب المحيط الهندي. أريد للقاعدة أن يتم إنشاؤها في تنزانيا بدلا من ساحل المحيط الأطلسي”. مشيرا إلى المسافة الأقصر نسبيا من الساحل الغربي لأفريقيا إلى الولايات المتحدة. وفي الأميال البحرية، يمكن أن تكون قاعدة على الساحل الأطلسي الشمالي لأفريقيا أقرب إلى الولايات المتحدة من المنشآت العسكرية الموجودة في الصين إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة. ويلفت مسؤولون أميركيون آخرون إلى أن الصينيين كانوا يتطلعون إلى مواقع لإنشاء ميناء في خليج غينيا.

 

وكشف تقرير وزارة الدفاع لعام 2020 عن القوة العسكرية للصين، أن بكين قد نظرت على الأرجح في إضافة منشآت عسكرية لدعم قواتها البحرية والجوية والبرية في أنغولا، من بين مواقع أخرى. ولفتت إلى أن الكمية الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي المسال المستوردة من أفريقيا والشرق الأوسط، تجعل تلك المناطق ذات أولوية قصوى بالنسبة للصين على مدى الخمسة عشر عاما القادمة.

 

وعلق هنري توغندهات كبير محللي السياسة في معهد الولايات المتحدة للسلام، بالقول إن “الصين لديها الكثير من المصالح الاقتصادية على الساحل الغربي لأفريقيا، بما في ذلك صيد الأسماك والنفط. كما ساعدت الصين في تمويل وبناء ميناء تجاري كبير في الكاميرون”.

 

وبين أن أي جهد من جانب بكين لإنشاء ميناء بحري على الساحل الأطلسي سيكون توسيعا للوجود العسكري الصيني. لكنه أشار إلى أن الرغبة في الوصول إلى المحيط قد تكون في الأساس لتحقيق مكاسب اقتصادية، وليس قدرات عسكرية.

 

بكين تتطلع إلى إنشاء ميناء بحري كبير قادر على استضافة غواصات أو حاملات طائرات على الساحل الغربي لأفريقيا

ولم يتردد تاونسند وغيره من القادة العسكريين الإقليميين في التعبير عن مخاوفهم بشأن الصين خلال جلسات الاستماع الأخيرة في الكونغرس. يقاتل هو، جنبا إلى جنب مع الأدميرال كريغ فالر قائد القيادة الجنوبية الأميركية، والجنرال فرانك ماكنزي رئيس القيادة المركزية الأميركية، للاحتفاظ بقواتهم العسكرية وطائراتهم وأصولهم الاستطلاعية، بينما يواصل البنتاغون مراجعة التحوّل إلى منافسة القوى العظمى.

 

ويجري وزير الدفاع لويد أوستن مراجعة الموقف العالمي لتحديد ما إذا كانت القوة العسكرية الأميركية متمركزة في المكان الذي يجب أن تكون فيه، وبالأعداد الصحيحة، حول العالم للحفاظ على الهيمنة العالمية على أفضل وجه. ومن المتوقع أن تنتهي هذه المراجعة في أواخر الصيف القادم.

أخبار ذات صله