fbpx
الهجوم على أبوظبي الخطأ الاستراتيجي الأخطر على الحوثيين
شارك الخبر

 

يافع نيوز- العرب

اعتبر مراقبون سياسيون الهجوم الحوثي على الإمارات وتوسيع دائرة التوتر في المنطقة خطأ استراتيجيا سيغير مسار الحرب  على الصعيد العسكري والسياسي والدبلوماسي وسيسهم في تحجيم الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران وفرض عقوبات اقتصادية عليها من قبل المجتمع الدولي.

وقال المراقبون إن الإمارات التي استهدفها المتمردون تختلف عن أيّ جهة أخرى في الملف ، فهي تمتلك قوات حقيقية موالية لها على الأرض هي ألوية العمالقة التي نجحت في قلب موازين القوى بمجرد انضمامها للمعارك في شبوة ومأرب، وهي القوات التي نجحت في إظهار تهاوي الشرعية اليمنية بمختلف مكوناتها، وخاصة حزب الإصلاح الممثل للإخوان المسلمين.

وتعرض الحوثيون إلى موجة غير مسبوقة من الإدانات الدولية بعد تنفيذهم هجمات على دولة الإمارات، في ظل مؤشرات متزايدة على إمكانية إدراجهم مجددا على قائمة المنظمات الإرهابية من قبل الإدارة الأميركية ودول غربية أخرى باتت تلوّح بمراجعة سياساتها تجاه الجماعة الحوثية.

وشهدت الأيام القليلة الماضية تحولا لافتا في مسار المواجهات العسكرية بعد تحرير مديريات شبوة الثلاث؛ بيحان وعسيلان وعين، كما انتقلت المواجهات إلى محافظة مأرب حيث تمكنت قوات العمالقة الجنوبية التي تدعمها الإمارات من تحرير مديرية حريب والتقدم باتجاه مديريات أخرى يعتقد خبراء عسكريون أنها على موعد مع التحرير من قبضة الميليشيات الحوثية.

وسرّعت مهاجمة الحوثيين لدولة الإمارات من استراتيجية التحالف الجديدة في مواجهة الحوثيين عسكريا وسياسيا، في حين أكد مراقبون للشأن  أن الميليشيا المرتبطة بإيران ارتكبت واحدا من أكبر أخطائها الاستراتيجية التي ستنعكس عليها في الفترة المقبلة على كافة الأصعدة.

وقال الباحث السياسي سعيد بكران في تصريح  إن الحوثي هاجم أبوظبي لأنه ليس أمامه إلا هذا الفعل الانتحاري في محاولته لمنع الإمارات من إعادة صياغة المشهد العسكري، مشيرا إلى أن الحوثي يدرك جيدا أن الإمارات تعمل في الميدان بآليات مختلفة وجديدة هو غير قادر على اختراقها أو التصدي لها.

وتابع “لكن هذه الخطوة الانتحارية أعطت نتائج عكسية وأظهرت تصميما إماراتيا واضحا على المزيد من العمل عسكرياً ودبلوماسيا وسياسياً لسحق الجماعة وإزالة خطرها”.

واعتبر بكران أن الحوثيين أخطأوا في حساب قرارهم خوض مواجهة مباشرة مع الإمارات “كون الإمارات ملتقى مصالح العالم ونقطة تلاقي الحضارات وأيّ تهديد لها ولأمنها هو تهديد للمجتمع الدولي بأسره”.

وفي ذات السياق، وصف الباحث السياسي  ماجد الداعري في تصريح  مهاجمة الحوثيين للإمارات بأنها بمثابة تجاوز الخطوط الحمراء للمصالح الدولية، كون الهجوم سيضع الحوثيين لا محالة على قائمة العقوبات الدولية وإعادة تصنيفهم كجماعة إرهابية كون الإمارات تمثل مصالح دول كبرى.

وتوقع الداعري أن تشهد الفترة المقبلة تشديدا للقبضة العسكرية في مواجهة الحوثي ومضاعفة العزلة الاقتصادية عليه كون الهجوم يستهدف المصالح الدولية وليس الإمارات بحد ذاتها، وهو ما يعدّ مغامرة غير محسوبة النتائج يمكنها أن تستدعي تدخّل دول كبرى في تكثيف الغارات الجوية ودعم القوى الوطنية المناهضة للحوثي عسكريا وسياسيا.

أخبار ذات صله