fbpx
اليمن حرب وفقر.. وخطب ومؤتمرات

كتب: علي عبد الله البجيري.

على وقع الأزمة الإنسانية المخيفة في اليمن، التي كشفت عنها تقارير وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثية واوضحت فيها معلومات صادمة وشيكة. هذا ما استمع إليه مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء بالاستناد إلى افادتي مبعوث الأمين العام السياسي ووكيله الإنساني, الذان اكدا على ضرورة وقف الحرب اليمنية لانقاذ الشعب من كوارث الموت المستمرة.
وعلى الجانب الآخر للأزمة اليمنية استمع مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه الماضي إلى تقرير قدمه وزير الدفاع المقدشي تحدث فيه عن العمليات الحربية بين الانتصارات والتراجعات والتوقعات طاغيا عليها الجانب النظري والتحليلي، متجاهل مسار تلك العمليات على ارض الواقع. وفي السياق نفسه عقد وزير الإعلام معمر الارياني ومعه رئيس هيئة الأركان عزيز صغير مؤتمر صحفي تطرقا فيه الى الأزمة اليمنية معبران عن الأماني والأحلام الوردية القادمة بان أكد الوزير الارياني على “ان مليشيات الحوثي باتت في رمقها الأخير وإن دحرها هوا مسألة وقت”. بينما وعد رئيس اركان الجيش” بإن قواته ستحتفل بالنصر في صنعاء قريبا.”

تصريحات تدغدغ عواطف المواطنين لم نسمع فيها غير تكرار نفس الأحاديث التي تعودنا عليها من حكومة الشرعية اليمنية وهي من تعيش رغد الحياه وتجني ثمار عامها الثامن، بينما يعاني ابناء الشعب من الفقر والجوع.

وعلى المسار الدولي، فإن المجتمع الدولي، وبخاصة الدول الكبرى يتردد في اتخاذ مواقف حاسمة لوقف الحرب وهذا يعكس طبيعة صراع المصالح في الأزمة اليمنية وتشعباتها دوليا واقليميا. هذا ما يدعو إلى الاستمرار في تصفية الحسابات الاقليمية جراء تباين موازين القوى. ذلك التباين الذي ضحيته هو الشعب اليمني وحده الذي يدفع الثمن في أمنه ومعيشته وسكينته في كل المنعطفات المأساوية التي نجمت عن الفشل التاريخي للدولة اليمنية ونظامها السياسي ادت إلى حرب شعوى وتدخلات إقليمية لم تبقي للسيادة الوطنية مكان إلا وتدخلت فيه.

الحقيقة التي نراها أنه لاتوجد اية عمليات لتحريك المياه الراكده ولايقاض ضمائر حكومة الشرعية وجيشها الذي لا يزال يعتمد على تكتيكات عدم التقدم في المعارك، يحدث هذا بارتباطه بالمصالح السياسية لقياداة تتبع لحزب الإصلاح والنتيجه الاكتفاء بالتفرج اكان على المستوى العسكري او السياسي او حتى في تجاهل مصائر البلاد وحياة الناس المعيشية والخدمية سيؤدي إلى مأساة إنسانية حقيقية، وإلى فوضى وأعمال عنف وصراعات فيما بين المواطنين انفسهم،

هذا مالمح اليه الأستاذ احمد حامد لملمس محافظ محافظة عدن في حديثة الشافي والصريح يوم امس الإثنين أمام أعضاء المكتب التنفيذي للمحافظة، محذرا الحكومة من صيف حار قادم بدون كهرباء في عدن، مما سيترتب عليه من تداعيات خطيره تمس جميع مجالات الحياة.
الخلاصة. اليمن يتجه إلى حافة الهاوية والمستفيدون من الحرب هم من طرفي الأزمة، أصحاب المصالح وتجار الحروب. أما المواطن اليمني فلا ناقة له ولاجمل في الاعيبها، عدى انه من يدفع الثمن قتلا ودمارا وخرابا وفقرا وجوعا.