fbpx
مليونية حضرموت .. مَنْ وماذا ؟!

مَنْ يدعون إلى عصيانٍ مدني يوم السابع من يوليو نكايةً بدعواتٍ أخرى لإقامة مليونية جنوبية ثامنة في حضرموت .. هم _في رأيي_ مَنْ يريدون ، أو ربما يحاولون ، إخضاع الإرادة الشعبية في الجنوب لرغباتٍ فردية ضيقة لم تعِها كثيرٌ من القيادات الميدانية بعد .

فلا سبباً منطقياً أو مبرراً عقلانياً لمقاطعة مليونية حضرموت والسعي إلى إفشالها سوى “المماحكة” واستعراض العضلات بملايين الجنوبيين البريئين من نزواتِ القادة وطيش مَنْ يمثلونهم من القيادات الميدانية في الشارع الجنوبي ، ولا مبرراً لتلك المواقف العمياء غير التقوقع في زوايا الماضي الجنوبي المتسمةِ بالتفرّدِ والشلليّة والعصبية و “لا صوت يعلو فوق صوت الحزب” ، دون أن ندرسَ أو نتدارسَ عواقب مواقفنا السلبية تلك ، وانعكاساتها على الصف الجنوبي سواء نجحت مليونية حضرموت أم فشلت أو أُقيمتْ أم لم تقم ، فلا ضير من أن ندعو جميعا إلى مليونية ثامنة في حضرموت وعصيان مدني في باقي المحافظات بعيداً عن الحسابات الأنانية والنظرات القاصرة .

فالحال _يا سادة_ عندما يتعلق بحضرموتَ يكون أكثر تعقيداً وأشد حساسيةً ؛ مما يحتّمُ على قيادات الجنوب كافة أن يتعاملوا بمسؤولية ترتقي إلى مستوى تطلعات وتضحيات الشعب الجنوبي لا بنزواتٍ ورغباتٍ أو بطيشٍ وصبيانية حمقاء قد تشقُّ الصف أكثر مما توحّده . بمعنى أوضح: إن “استعداء” مليونية حضرموت ورفضها أو الوقوف ضدها لمحاولة فرض طرف أو فصيل ليكون وصيّاً على إرادة الشعب الجنوبي لن يأتيَ إلّا بمزيدٍ من التشظّي وشقّ الصف بل وسيسهّلُ من نشاط بعض النزعات (الجنوبية) التي تغرّدُ خارج الإجماع الجنوبي ؛ كـ”عصبة حضرموت” وغيرها من الاتجاهات التي المنادية بـ”دولة حضرموت” بدعم وتكتيك من سلطات الاحتلال اليمني وأجهزة مخابراته .

أمّا نجاح مليونية حضرموت فأنا _ومعي غالبية أبناء الجنوب_ على يقينٍ تام بأنه لن يكون محسوباً لطرفٍ أو لقيادي أو لفصيل معيّن ، بقدر ما يُسجل ذلك النجاح للشعب الجنوبي ذاتِه ولثورته السلمية الساعية للاستقلال واستعادة الدولة كاملة السيادة ، أحسبُ الحال كذلك لأن تجاربنا مع فعاليات ومليونيات شعبنا الجنوبي الأبي لا ترتهنُ ، ولم ترتهنْ قط ، لحساباتِ المكان أو الزمان أو الأشخاص أيٍ كانوا ، فهو _أي الشعب الجنوبي_ سريعُ الغارة قوي الهمة والعزيمة لأية فعالية سيرفع فيها رأياتِ التحرير والاستقلال وإن كانت الفعالية _أية فعالية_ ستُقام في جيبوتي أو في تورا بورا !!

خلاصة القول: إن مليونية الجنوب المرتقبة لم تدعُ إليها “عصبة حضرموت” أو حزب الإصلاح أو أيٌ من أزلام المحتل اليمني حتى نرفضَها أو نقاطعَها فنسعى إلى خرابها ..! نعم .. إن مليونيتنا التي سترفع ، من قلب حضرموت ، شعاراتِ تحرير واستقلال الدولة الجنوبية ستكونُ الضربةَ القاضيةَ في ظهور المشككين و”المدلسين” على ولاء حضرموت وأبنائها للدولة الجنوبية المنتظر استعادتها .. ستكون الصوت الأقوى والأفصح للتعبير عن تماسك الهدف الجنوبي من المهرة إلى باب المندب .. فهل من مذكّر ؟! فهل من واعٍ ؟!

hajebpress@hotmail.com