fbpx
( شحات أصيل ) .. ( شحات رزيل ) .. ( شحات ذليل ).. !!

الشحت و التسول سلوك نشاز و عادة سيئة و ظاهرة ممقوتة ، قد يكون التسول     والشحذ بدافع الحاجة ، العوز ، القحط ، الجدب ، الفقر ، ضنك العيش ، وتحت وطأة الظروف القاهرة عموماً ، وقد يكون بدافع الجشع و الكسب الغير حلال ، و قد يكون سلوك مرضي و انحراف إخلاقي وراثي مكتسب أباً عن جد ، بعض البلدان حكوماتها شرعت قوانين تنظم هذا الشأن يقتصر الأمر على من لا يستطيعون توفير قوت يومهم ( عاطلون عن العمل ) – تنظم تلك القوانين الحقوق و الواجبات لتلك الشريحة كما هو الحال عند صاحب العمل و العمال ومثال على ذلك ( تايلاند ) – فان قوانينها تسمح وفقاً لقواعد محددة سلفاً كيفية تنظيم الشحذ – يدفع معها الشحاذ ضربية دخل إلى خزينة الدولة من حاصل ما يجمعه ، دول أخرى تُحرم وتُجرم قوانينها ظاهرة التسول ومنها على سبيل المثال دولة ( الكويت ) ، والشحت و التسول حقيقتان  ماثلتان  للعيان لهما أسبابهما و دوافعهما ، لذى فان الاساليب و الوسائل المتبعة في ممارسة هذه الطقوس تختلف من حالة لاخرى ومن بلد لآخر، فقد تكون بدافع العوز، عادة وتكريس لمنهج إحترافي مشين ، بدافع الجشع و الطمع – وقد يتم ذلك عن طريق الاستجداء المهذب و التوسل ، وقد يكون عن طريق الاستعباط و التشعبط ، عن طريق الابتزاز ، عن طريق الخلق و الابداع – فكل حالة من الحالات الأربع لها طرقها – ففي بلدان العالم المتقدم يلاحظ الزائر و السائح لهذه البلدان عناصر هذه الفئة يتواجدون في الساحات العامة و الحدائق و المتنزهات وعلى أبواب المطاعم و الفنادق الفاخرة وعلى رصيف الشوارع الرئيسية و مداخل مترو الانفاق ولكنهم لا يستجدون على طريقة شي لله يا محسنين – بل هم شحاتون مبدعون يكسبون قوت يومهم من عرق الجبين حيث يقدمون الرقصات الغنائية و الحركات  البهلوانية  والأكروبات التي ترفه على المتفرجين و تنال اعجابهم و بذلك يكسبون عطف المشاهدين عن طريق الأبداع فينالوا العطاء المستحق ، أما المتسول الخامل ان وجد وهم قلة فان المجتمع ينظر إليهم بازدراء وبالنظر إلى حال الواقع اليوم حدث ولا حرج أضحى الشحذ و التسول عادة متاصلة وسلوك مستوطن بل مدرسة عريقة عابرة للحدود، وعلى الرغم من اختلاف الحالات ففي الواقع السائد المشين و المفروض على واقعنا نرى هؤلاء يحتلون مواقعهم في الشوارع والازقة و الارصفة و تقاطع الطرقات وحتى عند سراج طفي لصي ، وداخل الهيئات و المصالح الحكومية فمنهم من يشحت ما يسد الرمق ويندرج في اطار السائل المحروم ، ومنهم من يتسول حق ( الكيف ) – وما أدرك ما الكيف ، ومنهم من يشحت من موقعه الوظيفي بهدف الثراء و زيادة الرصيد – ( شحات أصيل وحدوي ) – أبن ناس أصيل و محترم الأهم عند هؤلاء هو فتح باب ليس للرزق ولكن للارتزاق – (رزقها من خزقها – وسلاها من خزاها ) ..!! ، وتبعاً لذلك يمكن تصنيف هذه الشريحة إلى ثلاث مراتب شحاتين أصليين هؤلاء يشحذون عن ثقة وجدارة وهم مرفوعي الهامة واثقين الخطوات وبلغت ( ادي يا عاص والديك – هكذا القائد علمنا ) ..!! الصنف الثاني ( شحات رزيل )- ( برت بلاس – 3×1) – تراه في الحل والترحال متشعبط بقميصك من قد ودبر – يخاطبك الكثير منهم عبر مكبرات الصوت – ارحمونا يرحمكم الله ساعدونا ( ما بلة ) – أخوكم في الإسلام جيعان – هؤلاء نراهم يفترشون المساجد ويبتدعون العاهات في شعبان ورمضان وعلى مدار العام بهدف كسب العطف والشفقة ( يموت الزمار و أصبعه ترقص )، الصنف الثالث متسول ذليل شاحب المظهر سقيم المنظر ترى البؤوس و الشقاء و العذاب بادي على محياه، ارهقه التعب ، اجهده الجوع ، تراه مترنحاً في مشيته يمنة ويسرة لا يقوى على الحركة ، متلعثم في كلامه ، منكسر الخاطر ، يردد بصوت مبحوح ( شي لله يا محسنين )- ( مكره أخاك ) – ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، أمراض دخيلة على مجتمعنا الجنوبي لم يعرف لها طريق من قبل قط ،لم يوجد يوماً قط متسول واحد داخل شوارع وحواري ومدن وأرياف الجنوب، لا توجد عاهات على هذه الشاكلة و الطراز، لا يوجد من يطعن عينه و يشق ثوبه على طريقة ( المجاذيب) ليستجدي الرايح و الغادي ، لا يوجد طفل أو شاب أو كهل يقف على الرصيف ليبتاع عصائر و مياه و مناديل ورقية و خردة و ثياب بالية مترعبلة ، لا يوجد أحد يبات ليلته جائع ، لا يوجد أحد هائم على وجهه يفترش الأرض و يلتحف السماء عاري الجسد خميص البطن وطاوي المصران ، لا يوجد أحد يعاني من الأمراض لا يجد ثمن الدواء يموت على قارعة الطريق ، لقد أمنت دولة الجنوب لرعاياها جميعاً دون استثناء  بكل أمانة و مسئولية حقوقهم في الصحة والتعليم والعمل  فلم يضع أحد يوماً من أبناء الجنوب كرتون داخل قاعة مسجد ليستجدي قوته وعلاجه لقد كانت حقاً دولة المواطنة بكل ما تحمله الكلمات من معان .

 

 

الهامش :

–         يقال والعهدة على الراوي إن رجل اعمى جلس في أحد الشوارع الباريسية الراقية يستجدي المارة وقد كتب له على لوحه إعلانية ( رجاء ساعدوني أنا رجل أعمى ) – فلم يلتفت إليه أحد فإذا بأحد الماره يتوقف أمامه وقام بتدوين عبارة عن اللوحة أكثر تهذيباً , ( ياآلهي أنه يوم جميل وهوأه عليل ولكني مع الأسف لم أراه ) –فاكتسب بذلك تعاطف الماره وحبهم له فأمدوه بما يلزمه فأقتلع عن الأستجداء

 

–         إذا كان رب القوم ضارباً بالطبل .. فشيمة أهل البيت كلها الرقص

–         إنما الأمم الأخلاق مابقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

–         وكنت إذا نزلت بدار قوم ٍ .. رحلت بخزية وتركت عاراء

–         لكل إمرء ٍ من دهره ماتعود .

–         إنما الحيلة في ترك الحيل