fbpx
خذلان المرقشي موزعٌ بيننا !!

كم من معركة قضائية خاضها المناضل أحمد عمر العبادي المرقشي بين أروقة المحاكم وحيداً, وهو يجابه الظلم بشدة وحزم, وكم من معركة لأمعاءه الخاوية خاضها مضرباً وهو يقول: أجوع, أموت, ولا أركع, وكم هي النداءات والمناشدات التي وُجهت للمنظمات الحقوقية والإنسانية ومؤسسات المجتمع المدني, ولم تلق آذاناً صاغية أو تحرك حقوقي لأجل قضية هذا الرجل الصامد .. لماذا ؟ علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال, تهمة لفقت له من قبل النظام لإسكات المنبر الإعلامي الحر – صحيفة الأيام – الذي كان يحرس مقرها بكل شرف, ومازال كل هذه السنوات منذ اعتقاله في 2008م حتى اللحظة, لا يعرف كيف وبأي قضية هو معتقل ؟ فلم يرى أي مجروح أو أي مقتول حد قوله, كل ما شهده من عدالة الخزي في صنعاء أنهم ألبسوا قضيته السياسية ثوباً جنائياً, وباتوا تارة يحكمون عليه بالإعدام وتارة بعقوبة السجن المؤبد وتارة أخرى معلقاً بوعود الإفراج, وبين كل هذا الرعب والحالة الصحية المتدهورة والتعذيب النفسي والانتهاك الإنساني بحق الأسير المرقشي, مازلنا نتفرج عليه من بعيد وكأن الأمر لا يعنينا في شيء.

الجنوبيين عامة والحراك الجنوبي خاصة خذل المرقشي, لم يتفاعلوا مع قضيته ومعاناته فترة اعتقاله كما يجب, لكنه مع ذلك كان ومازال يبهرنا بصموده الذي يجعله أشبه بشجرة عميقة الجذور لم يتمكن خذلاننا له من اقتلاعها, كم نخجل من أنفسنا أمام ثباته وقوة صبره. ألا يستحق هذا الرجل تحرك حقيقي وإيقاف جاد لمأساته؟ ألا يستحق كجنوبي خصص له ولغيره من الأسرى يوماً من كل أسبوع أن نتضامن معه بإخلاص ونتفاعل مع قضيته معنوياً ؟ .. صمت رسمي وضعف تفاعل معه حتى من قبل النشطاء والحقوقيين اليمنيين, الأسير المرقشي تضامن مع الكثير من المعتقلين في سجون صنعاء ومع قضاياهام بالإضرابات المفتوحة رغم سوء حالته الصحية, كان آخرها تضامنه مع المعتقلين الـ 17 على ذمة جامع النهدين بالإضراب عن الطعام والشراب, خرج النشطاء في صنعاء للتضامن مع المعتقلين أمام بوابة السجن مع ملاعقهم تعبيراً عن الإضراب, فأفرجوا عن معتقليهم وأخذوا ملاعقهم معهم هم ومعتقليهم تاركين المرقشي وحيداً في ظلمته. الإفراج جاء إثر حملة شعبية وحقوقية واسعة واهتمام حقيقي دفع بالتوجيه المباشر لإطلاق سراحهم, لماذا لا يتحرك الجنوبيين ويحشدون من أجل المرقشي, وأخص منهم جنوبيي صنعاء؟ .. الحشد المتواصل والتحرك المستمر من شأنه التأثير على قرار الإفراج عنه, هل يعقل أن يتم تحصين القتلة ويقبع الأبرياء في السجون؟ 

الحرية للأسير المرقشي باتت ضرورة جنوبية, لا تستحق أن يكون التفاعل معها مراوحاً مكانه, هذا البطل صمد وقاوم الظلم من أجل رفعة منارة إعلامية حرة نفخر بها جميعاً, ومجازاته بها لن تكون بالجحود والنكران, بل بالتضامن معه ودعمه والوقوف إلى جانبه حتى يحمل على الأكتاف إلى باب منزله وينعم بالراحة والسكينة مع أفراد أسرته التي حرم منها لسنواتٍ خمس ماضية, مكتوياً بنارات المعتقل وعذاباته, الحرية لك يا أسير الحرية, والخزي لكل من تخاذل عن نصرة قضيتك.

إليك ولكل أسير في معتقلات الطغاة والجلادين: سأنتقم !!

أخي كبلوني

وغل لساني واتهموني

بأني تعاليت في عفتي

ووزعت روحي على تربتي

فتخنق أنفاسهم قبضتي

لأني أقدس حريتي

لذا كبلوني

وغل لساني .. واتهموني

****

ويعمى الضياء

وتقتحم الظلمة الكافرة

بقايا السجون

تحملق في صور الأنبياء

وقد حضنوا قدسهم في جنون

وفي رعشة من قوى فاترة

ولكنها لم تكن خائرة

برغم السياط .. ورغم السجون

وحشرجة عذبتها السنون

تزمزم موتورة ثائرة !

******

وتنتفض الظلمة الكافرة

على لذعة الشهوة الفاجرة

تحملق في صور الأنبياء

تنقب عن قبس من ضياء

بقايا صفاء

تدنسها نفسها العابرة

********

أخي يا أخي

أيصفعني الخوف؟ لا يا أخي

أأحبس ناري ؟ لا يا أخي

أنا لطخة العار في موطني

إذا انهار عرضي ولم أصرخ

وعرضي هو الحق في تربتي

هو الحق احميه في عزتي

هو ..

يا أخي .. يا أخي .. يا أخي

وعرضك عرضي حريتي

****

بحق الوطن

بهذا القسم

أخي قد نذرت الكفاح العنيد

لهذا الوطن

إلى أن أرى أصدقائي العبيد

وهم طلقاء

يقولون ما مات حتى أنتقم

 

كلمات الشاعر العدني الأسطورة: لطفي جعفر أمان