fbpx
الحوثيون .. إلى أين ؟

وضعت الحرب أوزارها في معظم مواقع النزاع في ربوع الوطن وأبرمت الاتفاقيات فيما بين الأطراف المتنازعة وساد الهدوء وعم السكون الأرجاء وسكن الاطمئنان نفوس المواطنين واستشعروا بشيء من الراحة بعد أن كانوا يعاقرون مآسي الحروب ليل نهار,ينامون على أصوات المدافع ولعلعة الرصاص ويصحون على أصوات النائحات والمفجوعين وصراخ الأطفال ممن تحصد الحرب والقذائف ذويهم وأهليهم..

رغم أن النزاعات التي دارت رحاها في تلك المناطق غير متكافئة ومعظمها ضد أبرياء عزل وبسطاء لا ناقة لهم ولا جمل في هذا كله وليس لهم في عير السياسية الرعناء ونفيرها شيء غير أن الأقدار وضعتهم في مربع العنف والنزاع ووسط ميادين الاقتتال ..

وأكتفى بعض المتناحرين بما حصدوا من الأرواح وسفكوا من الدماء ومزقوا من الأشلاء وأنعفكوا في منازلهم يمضغون وريقات القات غير مبالين ولا مكترثين بما حدث وبما جنته أيديهم وما أقترفتهم همجيتهم وعقليتهم الدموية التبعية التي لا تملك من أمرها سوى المسمى والهيئة وهي تابعة خانعة خاضعة تنفذ وتلبي أجندة أسيادها الذين يسعون هم أيضا لأن يخلخلوا الصفوف ويمزقوها ويخلقون البلابل والقلاقل فيما بين الخلائق لأغراض في أنفسهم أو إنتقاما من أصدقاء الأمس أعداء اليوم..

ومع هذا وذاك أخمدت نيران وأجتثت شأفتهم وفشلت كل مخططاتهم الإنتقامية الدموية وبآت كل محاولاتهم بالفشل الذريع ولم يحصدوا من مخططاتهم سوى الحسرات والنوح كالثكلى والبكاء على الأطلال وعلى ذلك الماضي الدموي الديكتاتوري الذي صنعوه بغطرستهم وهيمنتهم وعجنهيتهم..

إلا أن الغريب في الأمر والمحير في كل تلك النزاعات التي شهدتها الساحة اليمنية والتي تبعث على الأسئ والإستغراب في ذات الوقت وتدعوا إلى التساؤل عن موقع الدولة من كل هذا,وهيبتها التي تبددت وقوتها التي تلاشت والتي لاتفرضها إلا على البسطاء والعزل والمساكين وتستعرض أمامهم عضلاتها ( الهلامية) التي هي أوهن من بيت العنكبوت أمام ما يحدث اليوم وما تشهد الساحة أمام المد الحوثي الذي نخر في جسد الوطن ولا يزال ينخر ويتوسع في نشاطه ويفرض قوته وسلطته وهيبته ونفوذه غير مكترث ولا مبال بأحد واضعا نصب عينية الوصول إلى غايته وهدفه وفرضه قوته ونشر مذهبة وتوسيع مناطقه ورقعته المذهبية في المقام الأول  والأخير وليضع لتنفسه موطئ قدم في الساحة اليمنية الممزقة بين الساسة من ناحية وبين المذهبية من ناحية أخرى..

الحوثي اليوم كشر عن أنيابه وأبرز عضلاته وعدائية للوطن وللسنة  بشكل خاصة وبدأ يدك القرى والمناطق الواحدة تلو الأخرى وهي تتهاوى أمامه دون أدنى مقاومة ودون أن تحرك الدولة ساكنا أو تتصدى لهذا المد أو تضع حدا لغطرسته وعنجهيته وسخافته وكأنها ترحب وتؤدي وتشجع هذا الداء الخبيث الذي سرى في بعض أوصال الجسد اليمني وسيطر على بعض المناطق مبرما معهم العهود والمواثيق, والدولة تقف موقف المتفرج تنظر إليهم وهي فاغرة فاهها وكأن الطير على رأسها أو كأن صدمة هذا المد وتوسعه صعقها وزلزلها زلزل عظيم وأصابها في مقتل ولم تعد قادرة التصدي لهم..

وهذا ما يحير فعلا لان الدولة لم تتخذ حيال هذا أي شيء ولم تقم بواجبها المناط بها وتفرض قوتها وسيطرتها على كل مايقوم بها الحوثين, حتى ذلك القرار الارعن الذي أتخذه مجلس الأمن والذي قلنا عنه أنه شرا لابد منه لم تسلط عصاه على الحوثين ويتخذ ضدهم العقوبات التي أرهبوا بها الخلائق وأرعبوا بها الدول, وكان مجلس الأمن يرى في مد ( الحوثة) وتقدمهم في قتالهم الضاري حق مشروع لا يحاسب عليه أي قانون أو كأنهم مستثنون من هذا القرار لأتصالهم بالدولة الأسرائلية والأيرانية اللتين هما بنتا أمريكا حتى وأن بدت بينهم العداوة والبغضاء..