fbpx
كويتي.. رجل في بلده وفتاة في أميركا
شارك الخبر

البيان :

“كوكو مورينو” في مدينة أيوا سيتي الأميركية وعبدالله في الكويت، اسمان لشاب كويتي يعيش شخصيتين متناقضتين بسبب رغبته في التحول الجنسي من ناحية والضغوط الاجتماعية من ناحية أخرى.

تلقي الكاتبة في صحيفة ذا دايل أون لاين الأميركية سارة بولمر الضوء على قصة الشاب الكويتي عبد الله، مشيرة إلى الازدواجية التي يعيشها بين الكويت والولايات المتحدة، ففي الأولى عليه أن يعيش شخصية الذكر، في حين توفر له الثانية فرصة العيش كأنثى كما يحب أن يكون.

وبحسب التحقيق الذي نشرته صحيفة الراي الكويتية اليوم الثلاثاء، يسعى عبد الله إلى التخلص من هذه المعاناة من خلال الحصول على اللجوء إلى الولايات المتحدة هرباً من العادات والتقاليد في الكويت التي تجرم وتعاقب المتشبهين بالنساء والمتحولين جنسياً قانونياً واجتماعياً.

وذكرت بولمر في مقالتها أن عبد الله أو “كوكو مورينو” يجهز نفسه للسفر مرتين سنوياً في رحلة مدتها 24 ساعة فوق المحيط الأطلسي من الولايات المتحدة قبل أن يصل إلى مطار هيثرو وأحياناً مطار شيبول في أمستردام، قبل أن يتابع رحلته ليصل إلى الكويت.

وفي المناسبات القليلة التي يضطر فيها عبد الله للعودة إلى وطنه، يواجه ما أسمتها بولمر “المهمة الشاقة” بتقمص الشخصية الذكورية التي لا يفضلها، ويشعر بالكثير من القلق والتوتر في اللحظات التي عليه أن يترك ملابسه النسائية ومستحضرات التجميل في شقته بمدينة آيوار سيتي ليتماشى مع معايير الذكورية في مجتمعه المحافظ.

وتتابع بولمر: “كوكو مواطنة كويتية تدرس بموجب تأشيرة في الولايات المتحدة، قالت إن عملية عودتها الى وطنها ستصبح أكثر صعوبة، إذ بدأت تتعاطى هورمونات تبلغ تكلفتها آلاف الدولارات، ستساعد من تسريع عملية جراحية لتأكيد عملية التحول التي قطعت فيها أشواطاً بعيدة”.

وعلى الرغم من أن الحكومة الكويتية تعمل بشكل عام بموجب نظام قانوني مشابه إلى حد ما لما هو معمول به في دول مثل ايطاليا وفرنسا، فإن الثقافة السائدة تلقي بظلالها على أمور معينة من بينها الأمور المتعلقة بأدوار الذكور والإناث، ففي الكويت، تصل عقوبة المثلية الجنسية إلى السجن لما يتراوح بين 7 و10 سنوات وفقا لما ذكره الاتحاد العالمي للمثليين والمتحولين.

وفي نظر العائلة، يعتبر عبد الله الابن الذكر الوحيد لمجموعة شقيقات تتراوح أعمارهن حالياً بين 6 و18عاماً، غير أنه منذ طفولته المبكرة يشعر باختلافه عن صبيان المنطقة التي يعيش فيها، إذ لم يكن يرغب في لعب الورق (الجنجفة) أو كرة القدم ويفضل إمضاء وقته بالدردشة مع الفتيات.

وتردف بولمر: «في حين تقول كوكو عن الولايات المتحدة إنها مجتمع يمثل الفرد فيه نفسه. أما في الكويت فإن المسألة عكس ذلك، إذ أنني لا أمثل نفسي فقط كفرد بل أمثل أسرتي بأكملها». وهكذا فإن كوكو لا تخشى على سلامتها الفردية فقط، بل تخشى أيضا على سلامة أسرتها برمتها».

وتكمل الكاتبة الأميركية: «في الكويت، ترعرعت كوكو في بيئة مترفة، إذ كانت الخادمات يتولين مهمة ترتيب ملابسها ولم يكن عليها أن تتعلم قيادة السيارة. وقالت كوكو إنها لو قررت أن تحافظ على الهوية الذكورية التي فرضت عليها لدى مولدها، لكان باستطاعتها أن تستفيد من برامج الرفاهية الاجتماعية التي ترعاها حكومة الكويت، ولكان بوسعها على الأرجح أن تتزوج مبكرا وأن تحصل على وظيفة مضمونة وأن يتم منحها قرضا اسكانيا لا بأس به، لكن عندما يتعلق الأمر بسعادتها الشخصية وبتعبيرها عن هويتها الجنسية، فإن المال هو آخر ما تفكر فيه. وتعبر كوكو عن ذلك بالقول: (إنني أفضل أن أكون فقيرة معدمة وأتمتع بالحرية على أن أكون ثرية وتعيسة)».

أخبار ذات صله