fbpx
بعد الناخبي ..هل يدخل العطاس حوش توكل ؟

حتى قيام مايسمى بثورة الشباب في صنعاء وظهور نجم توكل كرمان ،كان عبدالله الناخبي انسانا عاديا ، مثله مثل كل الصادقين في قيادة الحراك الجنوبي عند بدايته،كان كريما وشهما رغم فقره ،ومخلصا لقضيته .
مع ظهور كرمان الشابة الرقيقة واللطيفة ، حدث انقلاب كبير في حياة الناخبي ، القائد العسكري المتمرس على حياة الخشونة ، وخلال ايام قليلة من مرافقته لها في جولة الى عدد من المحافظات ومنها البيضاء وحضرموت للتبشير بالثورة ، بدأت ملامح التغيير تبدو بجلاء على المظهر الخارجي للناخبي بالتزامن مع ملامح التغيير في موقفه السياسي الذي تبدل وكأنه عندما خلع ملابسه القديمة غير المتناقسة حينا وربما المتسخة حينا قد خلع فكره ،وكما تخلى عن شاربه الكثيف وغير المنظم تخلى الرجل الذي كان يتبوأ موقع الامين العام للحراك الجنوبي منذ بداية تأسيسه كذلك عن قناعاته ومواقفه تجاه قضايا كثيرة وابرز ما كان يردده هو ان الحراك انما قام ضد نظام علي عبدالله صالح وطالما وقد سقط هذا النظام فإن قضية الحراك قد انتهت وقضية الجنوب قد حلت أو ما يشبه هذا الكلام.
أحدث تأثر عبدالله الناخبي بتوكل كرمان ابنة الثلاثين عاما ونيف وهي للامانة امراة تملك قدرة فائقة على التأثير فيمن هم حولها بما تملكه من كاريزما جاذبة وأخلاق رفيعة وسلوك محترم ، انقلابا كبيرا في حياة الرجل الستيني حتى ان من عرف الناخبي في عهد الحراك لا يكاد يعرفه بعد انظمامه للثورةوالعكس .
اليوم انتهت ثورة الشباب ومعها انتهى دور الناخبي ،أو بمعنى آخر حرق كرته كما يحلو لبعض خصومه في الجنوب وصفه ، لكن رحلة توكل كرمان وهوايتها في اعادة تشكيل معادن الرجال لم تنته ،وهاهي النوبلية القادمة من شرعب ترمي بشباكها لاصطياد قائد جنوبي جديد هذه المرة هو المهندس حيدر ابوبكر العطاس حيث دعت الى تكليفه بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يهفو اليه قلب حيدر ،فكيف لو أنه منح له بناء على توصية من توكل.
لا اظن توكل معجبة بشخص العطاس كسياسي شجاع او حكيم فهي تدرك ان الرجل حينما كان رئيسا للوزراء مع قيام دولة الوحدة لم يكن يستطيع حماية نفسه وهي تعلم انه حين منعه الجنود في نقطة يسلح من دخول صنعاء لم يملك من امره شيئا الا ان يعود أدراجه قبل ان يتوسط له موظفون من تحت امرته ويسمح له بالدخول لاحقا.
ربما تهدف توكل ومن خلال قوتها الناعمة وعبر هذه التوصية الى احتواء العطاس مبكرا و من الآن لكن أمر كهذا يظل مرتبطا بمدى مقاومة الرجل وقدرته على التمسك بقناعاته التي يبدلها كل يوم كما يبدل ملابسه الداخلية .
الاكيد ان توكل لن تعود خائبة من مسعاها ومهما حاول الرجل السياسي الحصيف والمحنك ان يظهر انه كشخص متزن ومتماسك إلا ان عطاس الغد ان اتى لإدارة حكومة تقاد من غرف مراكز قوى النفوذ الناعمة كتوكل او العفنة كالمشائخ ورجال الدين والعسكر لا يمكن ان يكون هو حيدر ابوبكر العطاس الذي عرفه الناس واحبوه فمن دخل حوش توكل حق لنا ان نقرأ عليه آيات السحر والمعوذات كافة.