fbpx
إلى الشباب

 

“يلوم الناس ظروفهم على ما هم فيه من حال ولكني لا أؤمن بالظروف فالناجحون في هذه الدنيا أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها فإذا لم يجدوها وضعوها بأنفسهم”

برنارد شو

ونحن نعيش أزمة الامتحانات وتسريب أسئلتها أتوجه برسالة  للشباب الذين بهم تنهض الأمة وعليهم نعلق الآمال في مستقبل أفضل وحياة كريمة لوطنهم .

إليهم شبابنا لا بد أن نتجه بالخطاب فقد نشأوا في زمان خير من زماننا و أتيحت لهم وسائل تعليم لم تتح لمن كان قبلهم وإن كان ما يمارس على الواقع ضدهم من التجهيل و محاولة أن يربوا كما تربى الذين من قبلهم فيكونون مجرد هياكل بشرية سهلة الانقياد

لكن الله قد هيأ لهم منافذ يحصلون منها على المعرفة وبها يدركون ما يدور حولهم هم الآن أبعد ما يكونون عن وصاية أي نوع من أنواع الزعامات والوجاهات والأفكار التي تحاول غزو عقولهم .

لكم أبنائي أرفع أكفي داعيا الله تعالى أن يعمر قلوبكم بالإيمان أولا فهو السلاح الذي به تحمون عقولكم من أي فكر مريض يحاول السيطرة عليكم

وإليكم يا شموع المستقبل المضيئة أهدي كلمات أتمنى أن تجد طريقها إلى عقولكم قبل أن تستقر في قلوبكم .

لم تتيسر وسائل معرفة من كتب و نشرات و فضائيات وندوات ودورات تدريبية كما هي متوفرة الآن فأدعو الشباب أن يستفيدوا من كل ما هو ميسر لهم فلم يعد من المشقة والتكلفة شراء كتب غالية الثمن فبالإمكان تنزيلها من الانترنت و يمكن أيضا حضور الدورات عبر النت أو مشاهدتها في اليوتيوب أو شراء سيديهات تحتوي العديد من الدورات التدريبية لكبار المدربين عرب وأجانب .

استغلوا أهم مرحلة في حياة أي إنسان يمكن أن يصنع من نفسه رقما صعبا في الحياة بل قد تمتد خيرية شخصه وأعماله لبعد مماته .

لا تحملوا الظروف ما يمكن أن يحدث من تقصير أو عبث بأوقاتكم فكم من الناس عاشوا في ظروف صعبة ومحبطة ولكنهم طوعوها و صاروا أعلاما يهتدى بها والأمثلة في ذلك كثيرة فمن معجزات الإبداع أنه قد يولد في بيئة صعبة للغاية في حين أن الدعة والرفاهية والركون للكسل تقضي على الذكاء والإبداع مالم يكن الشخص متيقظا لمستقبله وما يفيده في دنياه وأخراه.

أعزائي الشباب إلى جانب الدراسة و العلم كم هو رائع أن يكون الشاب صاحب مهارة و إبداع في أمر بجوار دراسته قد يكون حتى القدرة على إدارة مشروع خاص به يدر عليه دخلا جيدا قد يبني عليه ثروة في المستقبل . أو مهارة تؤهله لأن يكون علما يطرق الناس بابه ليستفيدوا مما لديه المهم أن ينظر أحدكم إلى نفسه يبحث في دهاليز أفكاره عن ما يمتلكه من جواهر قد لا تكون ظاهرة حتى له هو نفسه.

ليكن لك أيها الشاب أهدافا مكتوبة تنظر إليها كل يوم تجعلها أمام عينيك ولا تترك أهدافك مجرد أحلاما في مخيلتك قد تتحول إلى كوابيس بدلا من حقيقة على الأرض .

انتهزوا الفرص المتاحة أمامكم من فراغ وصحة ووسائل تعليم وغيرها فإن لم تغتنم فرصتك الآن لتكن شيئا فلا تلم القدر أو تعلن الظروف فيما بعد أن بقيت صفرا بين الناس.

يقول الكاتب الشهير ويليام شكسبير:” ثمة وقت في حياة الإنسان إذا انتفع به نال فوزا عظيما ومجدا وإذا لم ينتهز الفرصة أصبحت حياته عديمة الفائدة وبائسة”
(صحيفة الأيام العدد5754)

mbalfakher@gmail.com