fbpx
الحراك بين فقه الواقع وقراءة المعطيات

 

بقلم | احمد الصالح..

منذ انطلاق الحراك الجنوبي كان ولايزال يعاني من أزمتين متلازمتين لايفترقان الا وهما ازمة قياده وازمة ثقه بين المكونات ،وأذا ما قرأنا في التاريخ سنجد مبرر لأزمة الثقه باعتبا رها ظاهره صحيه في مثل هكذا مراحل ولكن لن نجد تفسير ﻷزمة القياده وهذا وبلاشك اثر وبشكل سلبي علی مسيرة الثوره الجنوبيه بل افقدها في بعض المراحل بريقها وعدالتها.
واليوم يمر الحراك بمرحله خطيره ومعقده جدا واذا لم يتدارك الامر ويعمل المخلصون علی تفادي مايحصل فأنه ليس من المستبعد وأد الثوره وطمسها بشكل شبه كلي،وهنا يجب ان يتم قراءة المعطيات بإدراك ووعي والغوص بعمق في مابين السطور ووضع كل الاحتمالات بعين الاعتبار وعدم الاصرار علی تجارب اثبتت المراحل السابقه فشلها.
من السهل جدا التغني بالشعارات ومن الاسهل المزايده علی الوطن في ظل هذه الظروف ولكن ليس الی مالا نهايه فمهما عملنا واجتهدنا يجب ان لانتجاهل ان هناك قوی سياسيه اخری تقف في الجهه المقابله هي ايظا تعمل وتجتهد وتتقدم بسرعه وهذا مااثبتته الاحداث في الاسبوعين المنصرميين من انتقال بعض قادة الحراك الی صنعاء بطريقه منفرده وكان ذلك نتيجه طبيعيه بعد فشل الجميع في ايجاد حل للخلاف الجنوبي الجنوبي بين القاده.
لست ضد النوبه اوغيره ممن تبعوا قناعاتهم ورؤيتهم لحلول قضيتنا من بوابه اخری ولكنني ايظا لست معهم بالظبط فيما فعلوا،فمن حق النوبه او غيره ان يفعل مايريد كحق شخصي وفردي ولكن الحراك خلق كمنظومه ويجب ان تمثل هكذا وليس بطريقه فرديه يجعل من السهولة بمكان تفتيتها وزرع الفتنه والشقاق بين ابناء الجنوب دون ادراك لذلك.
الان نحن بحاجه ماسه الی قراءه صحيحه للواقع من حولنا والتعامل باحتراف وعمق مع الواقع والنظر بدقه لكل مسارات الخروج او الحلول ولاعيب من العمل علی خيارات متعدده في نفس الوقت بعد التنسيق المسبق وتوزيع الادوار والمهام علی من يمتلك الكفاءه لتمثيل قضيتنا.
اثبت قطعا وبمالايدع مجال للشك ان قوی النفوذ في صنعاء ترفض مخرجات الحوار وترفض بشده مشروع الاقاليم وترفض كل الحلول للقضيه الجنوبيه حتی وان تشدقو بغير ذلك،وهذا مدخل مناسب للتعامل مع هذا الملف من خلال التعامل مع الواقع بأيجابيه وتجيير كل مانستطيع تجييره لصالح قضيتنا،فليس كل من ذهب لصنعاء خاين وليس كل من لم يذهب وطني وشريف ،فالعمل علی مسارين مختلفين يجعل نسبة النجاح اكثر فلو كلف الحراك فئه من قادته للتعامل مع هذا الجانب والحصول علی اكبر نسبه من المناصب والوظائف كحق مكتسب وليس منه من احد وبقاء المد الثوري يعمل ايظا دون توقف سنحقق اكبر مكاسب لقضيتنا،لان البديل عن المشاركه في الواقع المفروض سيخلق قوی اخری لها تحالفاتها وتمثل امتداد لقوی اخری تعادي الجنوب وهم جنوبيون وسيسطرون علی كل المناصب والوظائف وهنا ستكون مشكلتنا مركبه واكثر تعقيدا ،ولن يحصل ذلك الا بتنسيق وتفاهم وليس بشكل فردي كما حصل مع النوبه والمفلحي وغيرهم.
العمل علی عدة خيارات يجعل الامل اكبر في الحصول علی مانريد وكما قال المثل الشمالي(اقرأ ياسين والصميل بيدك).
يجب العمل سريعا علی لم الشمل الجنوبي والاسراع في التنسيق علی من يمثل القضيه في الداخل وتوزيع الادوار بمنطق وادراك وتحمل للمسؤليه والترفع عن مبدأ التخوين وتوزيع التهم الجزاف والبعد عن التفكير المناطقي الضيق والقبلي العقيم.
نحن لانحتاج الا قراءه منطقيه للواقع والتعامل المناسب مع المعطيات والفصل بين المراحل بأعطاء كل مرحله حقها الكامل واخذ عبره ودروس من الماضي واخذ بعين الاعتبار موقف المجتمع الدولي ودول الجوار من قضيتنا في ظل عدم وجود متغيرات علی الارض بسبب تفرقنا وتشرذمنا.