fbpx
فلنترك الاستمرار بلا خيار !

بقلم عزيز عيدروس

لست ادري هل البساطة والبديهية هما السائدان في الشارع الجنوبي حيث طغتا عليه واصبح كغشة في مهب الريح تسوقه يمنة ويسرة وبالتفاف حول نفسه لتأخذه للأعلى ثم تسقطه تارة ليقع مرتطماً على الارض ،هكذا حبيت ان أبداء فلم اجد مثالاً اقرب لحالنا كشعب جنوبي ، فتارة نهتف ونحلق في الفضاء سمواً وشموخاً مع قائدنا الفذ الذي لانلبث الا نصوب نحوه الوان الازدراء ممتعضين من تصرفاته الرعنا وافعاله القاتلة التي صوبها الى خاصرة الشعب عنوة او بغير قصد ،المصيبة كذلك ان سبل التكرار مفتوحة امامه فمتى ما راوق ،وباطراء بكلام معسول التف حوله الشعب ثانية وكان شي ماصار ،ناهيك عن التشرذم التي يتركه في صفوف الشعب وتقسيمهم الى فرق مؤيدة لتعطيه فرصة اولى وثانية، واخرى معارضة تكتفي بما سببه لها من اخفاق فتحذر من تكرار الخطاء فالمؤمن لايلدغ من الجحر مرتين، لكن اي جحر فقد تعددت الجحور وتعددت اللدغات والشعب لا يُبال فقد اتعض ووفق هنا ولكنه اخفق هناك .
لقد ولدت هذه التصرفات من جل القادة ان لم نقل جميعهم تفاقم هوة الثقة لدى الشعب بقاداته ناهيك عن عدم قبوله باطراف ترى ان ماتفعله بعض القيادات هو عين الصواب .
المصيبة اننا مازلنا مستمرين وعلى نفس المنوال وكأننا لم نجد مناص آخر لنخرج به ويخرج بنا من دوامة الانطوى المعتاد في بؤرة الانطلاق الاولى لم نقطع بعدها شوطاً الى الامام نحو الهدف المنشود، بل في حذر وتوجس يبديه البعض من العودة الى ماقبل نقطة البداية ان لم نقل احباط يعترينا وتشاؤم يساور البعض من الذهاب في الخطوط العكسية الى الوراء.
استمرارنا في هذا الحال جعل منا لقمة سائقة للمتلاعبين وعشاق التسلق العفوي الغير مبالين بمصيرنا ليتربعوا على مراكز التحكم والتحدث شرعاً باسمنا ونحن لهم صاغرين لانملك حول ولا قوة لايقافهم بعد ان تشبثوا بموافقتنا المبدئية واصبح لهم الامر يعود اولاً وآخيراً ،فليفعلوا ما يشاءون فما نحن الا اداة ليلعبوا بها ويستخدموها في تثبيت اقدامهم بالمراكز التي بلغوها.
ناهيك عن الغاء انفسنا كشعب مسالم كما – يحلو للبعض تسميته – بالحمل الوديع الذي يرتع بطمأنينة تامة امام براثن قطيع من الذئاب المسعورة التي تتمتع بنهش جسده المنهك كما يحلو لها دون عنا.
هنا كتبت شارحاراً واقع الحال الذي نعيشه وعلى حذر ان ابادر بالنصح او اضع خيارات لتحاشي مانحن فيه ،فقد ازيد الطين بله لعلمي ان من يأتي بالجديد او يبادر بحلول جدية ،فلا قابلية له بين اوساط شعب كشعبي هذا العاشق للحرية الذي لاعلم له بسبلها بسبب التخاذل الذي لاقاه والعاطفة الجياشة التي يتسم بها ،،فالمتمعن بمقالي هذا القصير يدرك حقيقة الامور وما اريد الذهاب اليه .