fbpx
لماذا كلّ هذا الحقدِ على عــدنٍ؟

سيصنف التاريخ (الطيبة عدن) وأبنائها الطيبين – وهناك السيئون- وهي ليست شهادتي، وإنما شهادة “سفرحزقيال “ من التوراة، وهي شهادة الحبيب المصطفى الذي أسند لها مهمة الحشر ليؤكد أن نبض الحياة سيظل قائما فيها، وهي شهادة الرومان والإغريق والهنود وهي شهادة محمد عبدالله، ابن بطوطة (1366-1304م)، قبل أكثر من (600) سنة عندما كتب :

“أهلُ عدنٍ أهلُ دينٌ وتواضعٌ

وصلاحٌ ومكارمٌ وأخلاقٌ

يحسنون إلى الغريبِ ويؤثرون

الفقيرَ ويعطون حقَّ اللهِ من الزكاةِ على من يجب”

هكذا عرفنا عدن وأهل عدن عبر كلّ مراحل التاريخ بأنّها تحسن لكلّ من ذهب إليها فأن دخلها جائعاً شبع وأن دخلها ظمآناً ارتوى وأن  دخلها عارياً اكتسى وأن دخلها جاهلاً تعلّم وأن دخلها بهيمة تأنسنَ ..عدن أحسنت إلى الكل ولم يحسن أحدٌ إليها؛ وأسالوا الشيخ محمد سعيد أنعم وعبد الواسع وهائل سعيد وعبدالجبار… كيف كنتم عندما دخلتم عدن؟ وكيف أصبحتم بعد ذلك؟ وأسالوا أولاد بازرعة وباعبيد وشماخ وباشنفر وبامشموس وباجرش.. الذين أصبحوا من نسيج هذه المدينة؟ وكيف كان حال عدن وكيف أصبحت؟ أسألوا أبناء محميات عدن الغربية وأبناء محميات الشرقية وأبناء المملكة المتوكلية ومن بعدها أبناء الجمهورية العربية اليمنية… قولوا كلمةَ حقّ في هذه المدينة التي تتعرض منذُ عقود إلى الإقصاء، وتتعرض حالياً لمخطط بربري ومنظم لتدميرها وإخراجها من كل مضمون حضري وحضاري عُرفت به عبر التاريخ .

لماذا كلّ هذا الحقد على أراضي عدن ومتنفساتها ومعالمها وآثارها…؟ ولقد قَدَرَ خبيرٌ دولي قبل أكثر من عشر سنوات أن المطلوب أكثر من (ستة) مليار دولار؛ لإصلاح ما خُرِبَ في عدن وذلك في حوار أجراه الزميل باشراحيل هشام مع خبير البنك الدولي في مجال المدن فكم يا ترى سيكلف حاليا!؟ في صنعاء يتحدثون عن إرسال أولادهم وبناتهم إلى عدن؛  للجلوس لامتحانات الثانوية العامة؛ لأن الغش مسموح به فيها .. ويتحدث أهل النفوذ عن قوائم أبنائهم في البعثات الخارجية ( اوروبا والولايات المتحدة )على أنهم من أبناء عدن

في صنعاء يرسل النافذون زبائنهم في عدن بتجنيد بلاطجة؛ لغرض قطع الطرقات وأعمال النهب على أنهم حراك وهناك عشرات المكونات الجنوبية وكلها تدعي شرعية بقائها في الساحة.. في صنعاء يخطط النافذون؛ لقيام جماعات تدعي الإسلام، وهو بريء منها وتظهر على أنها متطرفة أو سلفية ولا تفرط في الدين وفي خط انتاجي أخر تقوم قوات خاصة من شمالي الشمال بأعمال تخريب واغتيالات باستخدام درجات نارية وهايلوكسات وسيارات ايكو وتنطلق من معسكرات وتعود إلى تلك المعسكرات، وثم من ذلك إلى البريقة والتواهي ولحج ومناطق متفرقة ومن حضرموت …

في صنعاء يخطط عرابدة حاشد وسنحان على تصوير عدن أيضا بأنها حديقة الملذات والمومسات، والله وحده أعلم بأن عدن في حل تركيبتها السكانية ، حيث يتجاوز عدد السكان فيها مليونا ونصف المليون نسمة أي أن أكثر من نصف مليون نسمة وافدون إليها من محافظات الجنوب والشمال وفتحت مراقص ليلية وشقق للراحة وأسالوا من وراء المراقص والشقق الذي يحميها ؟؟

في صنعاء يعمل العرابدة ومشجعيهم وفي ذلك عرابدة من مختلف مناطق البلاد، شرقاً وغرباً، على جعل عدن مكباً للمواليد المحشورين وسط النفايات ويصور الأمر على أن هذا هو واقع عدن المفترى عليها .. نعم عدن مكباً للمواليد الذين أنجبتهم نساء حملنّ سفاحا وجئنّ إلى عدن؛ ليفرغنّ أحشائهنّ من الخطايا المرتكبة في مناطقهنّ وأريد أن أعقب أن الزميلة((الأيام))عندما عرضت صوراً للمكبات لم تقصد الإساءة لعدن وهي أكبر من ذلك. لأن العميد محمد علي باشراحيل أسس((الرقيب))عام 1955م، وكان نصفها الأيمن بالعربية، ونصفها الأيسر بالانجليزية، وفي العام 1958م، صدرت ((الأيام)) اليومية ورافقتها الــ ((ريكوردر)) بالانجليزية، وخلال (60) سنة من العمل الصحفي أي (21الف و 915يوما) لم تنشر(الأيام) عن مكبات المواليد في عدن إلا أن في يوم الثلاثاء في 3/ يونيو /2014م، وهو دليل قاطع على براءة ذمة (الأيام) من الإساءة لـ (عدن) وهي ابنتها البارة وقال صالح لهشام يوماً : لماذا لا تصدر – الأيام – في صنعاء، فردّ عليه يرحمه الله بلسان اليقين ومنطق الحق المبني : إن محمد علي باشراحيل، قد أوصى بعدم خروج صحيفته من عدن وأوصى بأن يدفن إلى جوار والديه في مقبرة القطيع من عدن وشاءت المقادير أن تدفن هناء بجوار والدها هشام إلى جانب العميد ووالديه يرحمهم الله جميعاً..

أوردت ( اليمن اليوم) في عددها الصادر يوم الاربعاء 18/ يونيو /2014م، بأن الأشرطة الخاصة بالفضائية اليمنية وكانت في طريقها إلى قناة عدن وقد اختفت في بلاد الروس، والحقيقة أن ما نهب من قناة عدن عام 1994م (وبعد ذلك أيضاً ) تقرر إعادتها إلى القناة المغدور بها إلا أنها نهبت في بلاد الروس، أي أن الذي نهبها عام1994م، هو الذي نهبها عام2014م، وأن الذي نهبها كان قويا في العام 1994، وهو لايزال قويا في العام 2014م، فقولوا الحقيقة وضعوا النقاط على الحروف ولا تفتروا على عدن فهي (ست الكلّ ).