fbpx
تقرير: مذبحة “حوطة حضرموت” تخلف صدمة للشارع اليمني وردود غاضبة
شارك الخبر

يافع نيوز – شينخوا

مثلت مشاهد مذبحة “حوطة حضرموت” التي نفذتها القاعدة بحق 14 جندياً من الجيش اليمني شرق البلاد، صدمة كبيرة للشارع اليمني، وخلفت ردود فعل واسعة وغاضبة.

 

وتمكنت عناصر من تنظيم القاعدة مساء الجمعة الماضية من ذبح 14 جندياً يمنياً، ونشر التنظيم صوراً مروعة لإعدام الجنود، حيث تم ذبحهم بالسكاكين بعد تكتيف أيديهم إلى الخلف وقام التنظيم برمي جثث وأشلاء هؤلاء الجنود في الشارع العام وسط المدينة.

 

وتعد هذه العملية الإرهابية البشعة هي الأولى من نوعها للتنظيم في اليمن، حيث لم يشرع التنظيم في تنفيذ مثل هكذا عملية رغم تعدد عملياته الإرهابية في مناطق مختلفة من البلاد.

 

وكانت عناصر من تنظيم القاعدة تتبعت مساء الجمعة حافلة سياحية تقل نحو 40 راكباً منهم 14 جندياً, وتم اعتراضها عبر نقطة تفتيش نصبها التنظيم، واقتادوا الجنود ونفذوا فيهم إعدامات ميدانية.

 

وأفاد وكالة أنباء ((شينخوا)) حينها مصدر محلي مسئول بأن الحافلة كانت في طريقها من حضرموت إلى العاصمة صنعاء, وأن المسلحين أخلو سبيل الحافلة بمن بقى من الركاب واقتياد الجنود بعد التعرف عليهم عبر البطاقات التي يحملونها.

 

واعترف تنظيم القاعدة بقتل 14 جندياً يمنياً في مدينة حوطة حضرموت مساء الجمعة، وقال إنه رداً على الأعمال العسكرية التي تلقاها في المحافظة خلال الأيام الماضية.

 

واعتبر مراقبون بأن هذه التكتيك الجديد وتنفيذ المذبحة بحق الجنود, صادم للغاية، وهي إستراتيجية اعتمدتها القاعدة تستهدف معنويات منتسبي الجيش والأمن، لكن هناك آثار سلبية بعيدة المدى على التنظيم.

 

وقال سعيد البطاطي، صحفي مستقل في محافظة حضرموت، إن جميع مدن حضرموت تعيش حالياً حالة من الصدمة والرعب والذهول جراء الوحشية المفرطة التي قام بها التنظيم الإرهابي “.

 

وأوضح البطاطي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن هناك غضباً شعبياً عارماً يتصاعد في مدن حضرموت والمعروف أبناءها بأنهم مسالمون ولا يحملون السلاح جراء جريمة القاعدة في إحدى مدنها، ورمي جثث وأشلاء الجنود في الشارع العام.

 

وتابع “تحولت المعركة حالياً في حضرموت إلى إستراتيجية جديدة تستهدف العسكريين عبر كمائن متنقلة، بعد أن كانت تعتمد القاعدة على الهجمات الخاطفة والاغتيالات”.

 

وحسب البطاطي “فإن نشر الصور المروعة، هي من أساليب “داعش” في العراق، ويبدو أن تنظيم القاعدة في اليمن, تتبع هذه الإستراتيجية لأسباب عديدة”.

 

وأضاف “هذه الإستراتيجية تستهدف معنويات الجيش والأمن بالمقام الأول، ثم المواطنين الذين يساندون الدولة في حربها ضد الإرهاب من خلال الإدلاء بمعلومات أو أي تعاون مجتمعي”.

 

بدوره, قال الصحفي اليمني صقر الصنيدي إن المشاهد التي بثها تنظيم القاعدة لمذبحة الحوطة التي راح ضحيتها 14 جندياً والتي هي الأولى من نوعها في اليمن مشاهد مروعة للغاية ولها آثار نفسية صادمة.

 

وأوضح الصنيدي لـ ((شينخوا)) أن هذه المشاهد لها اثر نفسي على منتسبي الجيش والأمن وعلى كل اليمنيين، وهو ما أراد التنظيم إيصاله من خلال بثه لتلك الصور، لكنه استدرك قائلاً “هذا الأثر سيزول قريباً وسيبقى الأثر بعيد المدى، وهو استبسال الجنود في مواجهة الإرهاب “.

 

وأشار الصحفي اليمني إلى أن هناك نتائج عكسية لهذه المذبحة على تنظيم القاعدة يمكن أن نراها خلال الفترة القادمة.

 

وقوبلت الجريمة باستنكار واسع من جميع الأطراف اليمنية.

 

وعبرت حكومة الوفاق الوطني عن إدانتها الشديدة للحادث الإرهابي البشع والجبان الذي أودى بحياة 14 جندياً, حسب وكالة الأنباء الرسمية ((سبأ)).

 

وأشار مصدر حكومي مسئول إلى أن قيام هذه العناصر الإرهابية بقتل الجنود الأبرياء على ذلك النحو الإجرامي البشع, يؤكد تجرد مرتكبيه من كل القيم الإنسانية كما إنه يعكس مدى بشاعة هذه العناصر الإرهابية الضالة وما تحمله من فكر ظلامي ودموي وكذا دناءة نفوسهم الشريرة التي تنضح بالحقد المدمر والأسود ضد الإنسانية جمعاء.

 

وأكدت الحكومة أن هذه الجريمة الشنعاء التي يندى لها جبين الإنسانية، لن يفلت مرتكبيها الذين نفذوها بدم بارد واستباحوا بها حرمة دم الأبرياء, من العقاب على ما اقترفته أيديهم الآثمة بحق الوطن اليمني وأبنائه، وحتماً ستطالهم العدالة طال الزمن أم قصر.

 

وأوضحت “تلك الأحداث الإجرامية لن تثني الحكومة عن تطهير البلاد من جميع البؤر والعناصر الإرهابية الظلامية ولن تثنِ القوات المسلحة ورجالها البواسل عن مواصلة عملياتهم البطولية في ملاحقة العناصر الإرهابية وصولاً إلى اجتثاث هذه الآفة الدخيلة على مجتمعنا وتطهير اليمن من شرورها، وفكرها الدموي.

 

كما أصدرت عدد من الأحزاب السياسية والتنظيمات الجماهيرية والمنظمات المدنية بيانات إدانة واستنكار عن الجريمة التي وصفتها تلك الجهات “بالشنعاء والجبانة”.

 

وأعلنت وزارة الدفاع بأنها ستلاحق الجناة لينالوا جزائهم الرادع.

 

وقال بيان, نشر على موقع ((26 سبتمبر)) الناطق باسم الوزارة، بأن الجناة يلاحقون اليوم وسيلاحقون إلى كهوفهم المظلمة لينالوا جزائهم الرادع على أيدي زملاء الشهداء من منتسبي القوات المسلحة والأمن وجماهير الشعب وأنهم على ذلك لقادرون.

 

وأكد مصدر محلي مسئول اليوم (الأحد) أن طائرات حربية يمنية تمشط عدة مناطق في محافظة حضرموت، موضحاً أن قوات الجيش تتهيأ لشن هجوم واسع مرتقب على معاقل تنظيم القاعدة في المحافظة.

 

وكانت محافظة حضرموت شهدت خلال الأيام الماضية مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم القاعدة، ما أسفرت عن استعادة السيطرة على مدينة “القطن” من يد تنظيم القاعدة، ومقتل نحو 25 إرهابياً من التنظيم، وعدد من الجنود.

 

وتعد حضرموت أكبر المحافظات اليمنية من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحتها نحو 191 كم مربع، وبها أودية وغابات وصحاري واسعة جعلت تنظيم القاعدة يتمكن من الانتشار فيها نظراً لعدم تغطيتها أمنياً من قبل السلطات اليمنية.

 

وتحاول القوات اليمنية السيطرة على الوضع المتدهور حالياً في حضرموت جراء انتشار عناصر القاعدة وتنفيذهم هجمات مستمرة ضد قوات الجيش والأمن والمقرات الحكومية بعد فرارهم إليها إثر عمليات عسكرية على أوكارهم في شبوة وأبين شرق وجنوب اليمن.

 

أخبار ذات صله