fbpx
انتصارات “عبدالملك الحوثي” وقيادات لا يعنينا !!

ياسر اليافعي

تعيش العاصمة اليمنية صنعاء أوضاع هي الأخطر منذ حصار السبعين الشهير، حيث اقترب مسلحي وأنصار الحوثي من الوزارات السيادية والقصر الجمهوري في ظل تراجع خطير وكبير للقوى التقلديية التي كانت تمسك زمام الأمور في صنعاء وأهمها الرئيس السابق علي صالح و الجنرال علي محسن الأحمر و حزب الاصلاح والقبائل الموالية له.

استطاع الشاب عبدالملك الحوثي ومنذُ احداث ثورة فبراير 2011 ان يحقق انجازات كبرى لصالحة وصالح جماعته ليس من خلال ترديد شعار ” لا يعنينا ” كما يقول قيادات الحراك ولكن الجماعة اتبعت خطط تكتيكية وخطط استراتيجية مكنتها من الوصول الى ما وصلت اليه اليوم.

ابتداءً من المشاركة في ثورة الشباب ومن ثم الانخراط في مؤتمر الحوار والضغط لهيكلة الجيش وإعادة توزيعه وتمركزه، حيث حققت انجازات كبرى ما كانت تتحقق لو اعتزل عبدالملك الحوثي السياسة وردد شعار “لا يعنينا ” ..

كان حاضراً في الحوار وبقوة وحاضراً على الارض وبقوة، استطاع ان يسقط مدينة تلو الأخرى ومحافظة تلو محافظة وهو مشارك في الحوار ولا يردد الشعارات الكاذبة ويتغنى ببطولات من وهم كما يفعل قيادات الحراك الجنوبي.

كان دائماً ما يردد نحن ندافع عن انفسنا وعن المواطنين في مناطقنا وهكذا مضى قدماً حتى وصل ابواب العاصمة اليمنية صنعاء.

بينما قيادات الحراك يصدرون البيان العسكري الأول ويهددون ويتوعدون منذُ 2007 بإسقاط عدن ولم يستطيعوا حتى إدارة شارع واحد في ردفان او يافع او الضالع المناطق التي سقطت مبكراً بيد الحراك.

الحوثي استطاع ان يحقق كل هذه الانجازات بسبب وحدة القيادة ووحدة الحامل السياسي تخلى عن الانانية وحب الذات وحب الزعامة وناضل من أجل تحقيق اهداف جماعته.

أستطاع ان  يجمع الشعب في الشمال حوله باستغلاله للإحداث وآخرها الجرعة استطاع ان يؤمن مناطق سيطر عليها ويحولها الى نموذج يتمناه أي مواطن في اليمن ذاق الويل والظلم على ايدي النظام اليمني الحاكم منذُ سنوات.

أجبر الحكومة اليمنية والدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية على التفاوض معه والذهاب الى صعدة لإقناعه بالعدول عن إسقاط صنعاء، فرض واقع جديد في اليمن سيلمسه الناس خلال المرحلة المقبلة.

جنوباً وعلى الرغم من عدالة قضية الجنوب والتفاف الشعب كله في الجنوب حولها والحصول على تعاطف ودعم دولي وعربي الا ان القيادات فشلت فشل ذريع في تحقيق أي انجازات سياسية تذكر ولم تستطيع حتى ان تشكل قيادة سياسية موحدة أول حامل سياسي يستطيع ان يُخاطب العالم ويطلب الدعم والمساندة.

الا يشعر قيادات ” لا يعنينا ” بالخجل من الوضع الذي اوصلوا اليه الجنوب اليوم، الا يشعرون بالخجل وهم يرون الانتصارات التي يحققها شاب صغير وجماعة كانت مغمورة لسنوات طويلة.

ان ما حققه اليوم الحوثي من انتصارات شمالاً والركود الذي يمر به الحراك جنوباً يتطلب من قيادات الحراك مراجعة نفسها وضميرها قبل ذلك لعل وعسى نجد صحوة ولو متأخرة قبل فوات الأوان في ظل كل هذه المتغيرات التي تشهدها اليمن شمالاً وجنوباً .

خطورة الوضع في الجنوب خلال المرحلة المقبلة وحدها كفيلة بتوحيد القيادات ان تبقى لديهم حب للوطن وإخلاص لدماء الشهداء، لأن الجنوب سيمر بمرحلة هي الاخطر في تاريخة انعكاساً على ما يحدث في صنعاء وانتقاماً من سقوطها.

واخيراً نناشد كل جنوبي صاحب ضمير حر سواء كان ناشطاً او قيادياً ان يراجع ذاته ونفسه وان يجعل الجنوب اولاً وان يسارع الجميع لتشكيل قيادة سياسية موحدة تخاطب العالم وتستطيع ان تلفت الانظار وتحقق انتصارات وتفرض نفسها على الواقع.