fbpx
صنعاﺀ وانتظار المشهد الأخير

تعقدت الأمور في العاصمة اليمنية (صنعاﺀ) واستحكمت ووصلت إلى حد يصعب التكهن بما تخبئه لها الساعات وليس الأيام القادمة فالأزمة المنبثقة من رحم الجرعة السعرية التي أوصلت جماعة السيد عبدالملك الحوثي( إنصار الله) إلى اطراف وقلب العاصمة صنعاﺀ ممتطيا صهوة جواد مطالب الشعب تحولت إلى ثورة على غرار ثورة التغيير التي اطاحت بالرئيس علي صالح عن العرش الذي مكث زهى ثلاثون عاما ونيف جالسا عليه وفق مبادرة خليجية برعاية ومساندة امريكية منحته حصانة من غدر الزمان وضمنت لحزبه أكثر من ثلث في التشكيل الحكومي التوافقي .

ثورة الحوثي المتصاعدة وفق خطة زمنية مدروسة بإتقان احاطت بصنعاﺀ كاحاطة السوار بالمعصم وحولتها بمن فيها إلى مدينة محاصرة عائشة تحت رحمة عشرات الالاف من المسلحين وفي تطور لاحق منعت كل ما يمت بصله للدولة من الدخول اليها والخروج منها بعد حادثة اقتحام قوات مكافحة الشغب مخيمات الاعتصام في شارع المطار حي الحصبة أهم أحياﺀ العاصمة الذي تتواجد فيه معظم الوزارات والمؤسسات والهيئات والمصالح الحكومية ناهيك عن المطار الدولي الوحيد فيها وكذلك محاولة مبنى الحكومة صباح الاثنيناليوم تكاد صنعاﺀ المدينة التي من بين ثنايها اطلقت مطابخ قوى النفوذ التقليدية أكبر المؤامرات والعمليات والحروب كذلك تجاة خصومها ومعارضيها في الجنوب والمناطق الوسطى وشمال الشمال ومنها ولد الطغاة والجبابرة وآكلي الحرام وناهبي حقوق الشعب اليوم يعيش الذي هرب معظمهم بما لديهم من ممتلكات آلى خارج الحدود فيما بقي من فاته قطار الهروب عائشون في المخابى كالجرذان المفزوعة من انقضاض الحوثة عليهم في أي لحظة.

صنعاﺀ اليوم تجني ثمار سنوات طويلة من صناعة دويلات في كنف دولة صورية لا تمتلك من أسمها إلا العلم والنشيد الوطني.سنوات طويلة عمل خلالها اباطرة النفوذ على آنشاﺀ امبراطورياتهم التجارية من شركات ووكالات ومؤسسات وبنوك تاركين خلفهم شعب يتضور جوعا ويتجرع كل يوم وكل ساعة وكل ليلة كوؤس العذاب والذل والإهانة شعب لم يكتفون بتجريعه ذلك فحسب بل افتنوه وادخلوه في حروب وصراعات قبلية حصدت الالآف الابرياﺀ بل وحاربوه بسلاح تم شرائه من عرقه وأمواله.

صنعاﺀ اليوم تعيش تحت رحمة كتائب مسلحة متدربه جاﺀت من أقصى الشمال الذي اصطنع فيه هولا الجبابرة مبررات لشن ست حروب اكلت اخضر ويابس حضر وريف محافظة صعدة تلك الكتائب المسلحة التي انضم اليها عشرات الالاف من محافظة صنعاﺀ وامانتها وما جاورهما من المحافظات الأخرى هاهم جميعا يحاصرون صنعاﺀ من كافة الجهات الأصلية الأربع قبل الاقدام على الخطوة التصعيدية التالية التي ربما تكون حاسمة لكلا الطرفين الحوثيين من جهة والدولة والاصلاحيين من جهة أخرى .

صنعاﺀ اليوم تحت مجهر العالم كله تقريبا فالاعجمي قبل العربي يرقب بحذر وقلق شديدين مايجري في حياض عاصمة الدولة التي حطمها رجالها وجعلوا منها دويلات ومربعات جغرافية لنفوذهم وسطوتهم وجبروتهم.. الجميع اليوم ينتظر المشهد الأخير وما سيفضي اليه كي يرتب اوراقه ويعد حساباته للتعامل معه كواقع جديد يجب التعامل والتعاطي معه فيا ترى متى سيحين موعد هذا المشهد الختامي?