fbpx
تقرير: “جمعتان” متواجهتان بصنعاء..الحوثيون: “لا مساومة”.. ومعارضوهم: الحل بالحوار
شارك الخبر

يافع نيوز – الأناضول

احتشد الآلاف من اليمنيين بالعاصمة صنعاء، في جمعتين مختلفتين إحداهما لأنصار جماعة “أنصار الله” المعروفة بـ ”جماعة الحوثي” التي تنظم احتجاجات حاشدة منذ 3 أسابيع ضد الحكومة، والثانية لأنصار “الاصطفاف الوطني” التي تناهض تحركات الحوثيين وتؤكد على تمسكها بالحوار.

 

ففي شارع الستين (وسط المدينة) الذي يقع فيه منزل الرئيس، عبد ربه منصور هادي، شارك آلاف من المؤيدين لـ ”الاصطفاف الوطني”؛ وهم من تيارات وأحزاب سياسية مختلفة، في جمعة “اصطفاف لأجل السلام”.

 

وأعرب هؤلاء عن رفضهم للحروب، والفتن، وقطع الطرقات، وحصار المدن، والاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة، مشرين إلى “أهمية التمسك بالسلم والتسامح والتعايش الوطني”.

وردد المشاركون في الحشد، شعارات تدعو للإصطفاف الوطني، والسلام، ونبذ الفرقة، داعين “للحوار والتفاهم من أجل حل كل المشاكل والقضايا العالقة”.

 

ويأتي هذا الحشد استجابة لدعوة وجهتها هيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي (كيان شعبي تأسس مؤخراً ويضم شخصيات من مختلف التوجهات) في وقت سابق، لحماية ما وصفوها بـ”المكتسبات الوطنية”.

 

وأمس الخميس، طالب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، كل القوى السياسية والوطنية في بلاده للوقوف صفًا واحدًا في مواجهة “حشود” جماعة الحوثي.

 

ودعا خطيب الجمعة، أحمد عطية، عضو لجنة صياغة الدستور، ومؤتمر الحوار الوطني، الجميع إلى التعايش، مشيراً إلى أن “اليمن سيتسع للجميع بكل أطيافهم وتوجهاتهم ومشاربهم”.

 

وقال عطية إن “الوطن باقٍ، والأحزاب والجماعات فانية”، لافتاً الى أن “الظرف يستدعي من العقلاء والحكماء الجلوس لتدارس الوضع، وإنقاذ الأرواح، والحفاظ على مقومات الوطن من وحدة ومخرجات حوار”.

وشدد خطيب الجمعة على أنه “لا يجوز بأي حال من الأحوال قتل المتظاهرين الذين يحملون الرايات السلمية”، وفي المقابل قال “حُرم تحريماً بالغاً الاعتداء على أية مؤسسة تابعة للدولة، وكذا قطع الطرقات، ومحاصرة المدن”، في إشارة لمخيمات جماعة “أنصار الله” المعروفة بـ”الحوثي” على مداخل العاصمة.

 

ودعا الخطيب، الجيش اليمني إلى “بسط النفوذ والأمن على كل شبر في الدولة”، مطالباً جميع الأطراف “بالتنازل لبعضها البعض للحفاظ على المكتسبات الوطنية، وعدم جر البلد الى المناكفات التي ستقود البلاد إلى ما لا يحمد عقباه”.

 

وفي مدن أخرى منها إب، وتعز، والبيضاء (وسط)، وحجه (غرب)، خرج الآلاف إحياء صلاة جمعة “اصطفاف من أجل السلام”.

 

وردد المشاركون عقب أداء صلاة الجمعة، شعارات تدعو لـ ”التمسك بالسلم الأهلي، ونبذ الفرقة والخلافات، وكل ما من شأنه إضعاف وحدة الصف والانجرار للعنف”.

وتعتبر هذه الجمعة الثالثة على التوالي التي يحييها أنصار الاصطفاف الوطني فيما يُعتبر رداً على تحركات الحوثيين في الشارع منذ بدء احتجاجاتهم منتصف أغسطس/آب الماضي للمطالبة بإسقاط الحكومة، وإلغاء قرارها السابق الخاص برفع الدعم عن المحروقات.

 

في المقابل، أدى أنصار جماعة “الحوثي”، صلاة الجمعة تحت شعار “دماء شهدائنا وقود ثورة لا تقبل المساومة”، في شارع المطار، شمالي العاصمة صنعاء.

ويعتصم أنصار الحوثي في هذا الشارع الذي يؤدي إلى مطار صنعاء الدولي، وقرب ثلاث وزارات هي الداخلية والكهرباء والاتصالات منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

 

وندد أنصار الحوثي بما أسموه “مجازر السلطة” بحق المتظاهرين الذين سقطوا في تظاهرات الثلاثاء الماضي.

وقام المعتصمون بأداء صلاة على قتلى المظاهرات، ثم شاركوا في تشييعهم وسط تأكيد على الاستمرار في التصعيد حتى تحقيق كافة المطالب.

وسقط 7 قتلى وأكثر من 100 جريح من أنصار جماعة “أنصار الله”، المعروفة إعلامياً باسم “جماعة الحوثي”، وفق تقديرات الجماعة أثناء محاولة قوات الأمن منع أنصار الجماعة من الوصول إلى مقر الحكومة بصنعاء للاعتصام.

وخلال الفترة الماضية، تفاقمت الأزمة بين السلطات وجماعة الحوثي، ولم تفلح مبادرة أعلنها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الأسبوع الماضي، وتضمنت إقالة الحكومة الحالية، وتسمية رئيس وزراء خلال أسبوع، وخفض أسعار المشتقات النفطية، نظراً لرفض جماعة الحوثي المبادرة ووصفتها بأنها “تلتف” على مطالبها، وكذا اصرارها على تنفيذ كافة مطالبها قبل فض الاحتجاجات.

 

ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.

أخبار ذات صله