fbpx
صالح وهادي يتبادلان الإتهامات بشأن سقوط صنعاء
شارك الخبر
صالح وهادي يتبادلان الإتهامات بشأن سقوط صنعاء

يافع نيوز – القدس العربي

ذكرت بعض النشطاء أن المسلحين الحوثيين اقتحموا العديد من المساجد السنة في العاصمة صنعاء صباح امس وفرضوا مؤذنين وخطباء من اتباعهم، في حين لم تشهد العاصمة صنعاء أي مظاهر للاحتفال بالذكرى الثانية والخمسين لثورة أيلول (سبتمبر) التي أطاحت بنظام الإمامة والتي تحاول جماعة الحوثي استعادته من جديد.
وأوضحوا أن الحوثيين أرسلوا أيضا بعض المسلحين من أتباعهم لبقية المساجد السنة في العاصمة صنعاء لفرض رقابة على خطب الجمعة، في خطوة لفرض رقابة مسبقة عليها واحتمال إبعاد الخطباء الذي يوجهون انتقادات لجماعة الحوثي.
مشيرين إلى أن العديد من الخطباء السنة البارزين اضطروا إلى مغادرة العاصمة صنعاء والانتقال الى أماكن آمنة، بعيدا عنها، خاصة بعد اقتحام منازل العديد منهم وفي مقدمتهم الخطيب الاصلاح وعضو مجلس النواب محمد الحزمي.
في غضون ذلك تواصل مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع اللواء الركن على محسن الأحمر مع جمهوره منذ مغادرته العاصمة صنعاء يوم سقوطها في 21 من الشهر الجاري، عبر رسالة تهنئة لهم بذكرى ثورة أيلول (سبتمبر) والذي لازالت الأنباء متضاربه حول مصيره والمكان الذي لجأ إليه.
وهاجم محسن الحوثيين الذين اقتحموا العاصمة صنعاء هذا الأسبوع واسقطوها بقوة السلاح وبمؤامرة كبيرة ووصفهم بـ(الإماميين)، وقال «إن ما حدث مؤخراً وشهدتموه وشهده العالم، كان بمثابة محاولة أخيرة قادها دعاة الإمامة بإسناد متآمرين ماتت ضمائرهم ورخُص عليهم بلدهم الذي ترعرعوا منه وتربّوا فيه؛ هدفوا من خلالها إلى تعكير صفو احتفاء وطننا الحبيب بذكرى أيلول/سبتمبر الطيبة، لكن أنّا لهم أن يسلبوا من دماءنا روح انتصار الثورة ذاته والاحتفال اليومي بعبقاته».
وأضاف الأحمر «يتشدقون كَذِباً بنبذهم الطائفية والتحريض المذهبي، في وقتٍ هم من يدفعون بالأميين زرافاً إلى الموت معتمدين كل الاعتماد على شحنهم الطائفي وتغريرهم بمن لا يعرف حقيقة طموحاتهم».
وقال «كان بمقدورهم تبرير تلك الأفعال بإسفاف دأبوا عليه وجارته أنفسهم، لولا أن أياديهم السوداء الملطخة بدماء وممتلكات الناس امتَدت لتطال كل من يخالفهم الرأي من قادةٍ سياسيين وإعلاميين ونشطاء، فكشفت حركتهم عن الوجه القبيح لها في وقت مبكر، حين حاولت إرغام الجميع بأن يكونوا على نفس تفكيرهم المناطقي والعنصري والطائفي، متجاهلين حقيقة أن ذلك لم يكن لهم حتى وهم في أوج حكمهم وسلطتهم». وأوضح أن الحوثيين «في كل مرة وجولة من جولاتهم اليائسة، ينسون أو يتناسون حقيقةً واحدةً، وهي أن الشعب وحده هو من يقدر على ردعهم وتحويل أحلامهم إلى سراب، وهو الشعب ذاته المعوّل عليه -حالياً – إدراك نواياهم المبيتة التي فضحتها أعمالهم في هذه اللحظة الخطيرة والعصيبة ليمننا الحبيب».
من جانبه هنأ الرئيس السابق علي صالح الشعب اليمني بهذه المناسبة، وبدلا من انتقاد جماعة الحوثي على اقتحام العاصمة صنعاء في ذكرى الثورة، قام بتوجيه اللوم لخلفه الرئيس عبدربه منصور هادي والاتهام المبطن له بتسليم العاصمة صنعاء بدون قيام الدولة بدورها في حماية العاصمة من الهجوم العسكري عليها من قبل المسلحين الحوثيين.
وقال في كلمة نشرها في المواقع الاخبارية التابعة له «انه لمن المحزن أن يأتي عيد الثورة في هذه الأيام في ظل أجواء مشحونة بالقلق والخوف من القادم المجهول في ظل غياب واضح لدور الدولة وتخليها عن مسئولياتها الدينية والوطنية والدستورية في الحفاظ على الوطن وفي تأمين المواطنين وفي التصدي لكل المخاطر المحدقة بالبلاد».
وأضاف «مهما كانت الظروف والأحوال ومهما كان حجم الصعوبات والمعوقات فالدولة تظل مسئولة مسئولية مباشرة عن حماية البلاد والذود عن سيادة واستقلال الوطن وعن قيم الثورة ومبادئها وأهدافها التي ضحى من أجلها شعبنا».
وأوضح صالح أنه «لم يعد مقبولاً أن يتحمل الآخرون نتائج عجز أجهزة الدولة في أدائها لمسئولياتها وواجباتها الوطنية والدستورية وتصديها الحازم لكل المخططات التآمرية التي تحاك ضد الوطن والثورة والجمهورية والوحدة وتستهدف أمن المواطن واستقراره الذي هو من أمن واستقرار الوطن وتحاول النيل من المكاسب والمنجزات التي تحققت للشعب طيلة 52 عاماً من عمر الثورة، بجهود الأوفياء والشرفاء والصادقين من أبناء الوطن» .
واهتم الوسط السياسي اليمني أمس برسائل الأحمر وصالح أكثر من اهتمامهم بخطاب هادي المتلفز عشية ذكرى الثورة، والذي اعتبروه (كلاما فارغا)، لاعتقادهم بأنه يتناقض مع الواقع المرير الذي تعيشه العاصمة صنعاء، واعتبروا الاحتفال الرسمي بذكرى الثورة لاقيمة في ظل عاصمة محتلة من قبل أحفاد الذين قامت الثورة ضدهم قبل 52 عاما، وأصبح القرار السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي بيدهم، فيما لم يبق من مضمون الدولة سوى الاسم فقط.
وقال «رغم الظروف الصَعبة التي مرّت بها البلاد والتي أصابتكُم بالصدمة والخذلان، تماسكت الدولة ولم يتَحقق الانهيار، فصَنعاء الصمود والعزّة تُسقِط كل المؤامرات ولا تسقط.. والشعب بتماسكه ومُقاومته العظيمة للفتن الطائفية والفوضى شكّل وما يزال الجهازَ المناعي للوطن اليمني حين أوشكت بعض الأجهزة والقوى على السقوط وبشعب يزخر بالرجال الشرفاء والنساء العظيمات والشباب المخُلصين الصادقين الذين لم توهنهم فداحة ما حصل».وشدد هادي بالقول «سنعيد بناء دولتنا وجيشنا، والأهم قبل كل ذلك حِفاظنا على معنوياتنا وتوحدّنا وإيماننا بحلمنا الذيّ سنحققهُ لا محالة».
ووجه هادي اتهاماته لبعض الأطراف التي ساندت الهجوم الحوثي المسلح على العاصمة صنعاء وفي مقدمتهم الرئيس السابق علي صالح الذي يعتقد أنه كان المساهم الأكبر في دعم الحوثيين وقال «لقد خُذلنا من قبلِ من لم يَعرفوا أبداً في الوطنِ سوى مصالحهم ولم تتطهّر أرواحُهم باسم اليمن، فأكَلوا من كبده الطرية، وثأَروا منهُ معتقدين أنهم يثأرون لأنفسهم، فتخلّوا عن مسؤوليِاتهم وتَبرأوا من التزاماِتهم وستكشفُ لنا ولكم الأيام يوماً بعدَ يوم ما حدث».
ووجه اتهاما للحوثيين على استحياء بنهب صنعاء وقال «لقد أرادت بعضُ القوى التي تخلط بين المنطق الثوري والدافع الثأري أن تربح حتى لو كان ثمن مكاسبها سقوط اليمنِ في دوامة الفوضى والتشظي، وإنني لأتَساءل إذا كانت مكافحة الفساد وبناء الدولة تتم بنهب البيوت والمعسكرات ومؤسسات الدولة فَكيف يمُكِن أن يكون الفساد والتخريب وهل من يريدُ بناء الدولة المدنية الحديثة أن ينتَهك حرمات البيوت وأن يُهاجم مؤسسات الدولة بُغيةَ نهبِها وإضعاف علاقتها وصلتها بالشعب، فلا يمكن أن نقبل بإضعاف مؤسسات الدولة بل وتدميرها معنوياً ومادياً ولا يمكن أن يقبل شعبنا بذلك بعد أن نبذ كافة خيارات العنف وفضل السلام والحلول السياسية».

خالد الحمادي

أخبار ذات صله