يافع نيوز – الشرق الاوسط

سيطر مسلحو تنظيم “القاعدة” على مدينتين تابعتين لمحافظة إب وسط اليمن بعد أن شنوا هجوماً على عدد من المؤسسات الحكومية والمراكز الأمنية، وذكرت مصادر أمنية بالمحافظة، أمس، أن المسلحين سيطروا على مدينتي العدين والحزم غرب المحافظة عقب مهاجمتهم مقرات الأمن ونهب عدد من المصارف والمكاتب الحكومية، وأشارت المصادر إلى أن الهجمات التي شنها المسلحون أسفرت عن مقتل 12 جندياً، كما أحدثت أضراراً كبيرة في المباني والمقرات الحكومية، وأكدت على أن القيادات الأمنية والعسكرية بالمحافظة تدرس حالياً عدداً من الخيارات للتعامل مع المسلحين وإخراجهم من المدينتين، في وقت سيطر مسلحو التنظيم على أجزاء واسعة من بلدة العريش في محافظة البيضاء وسط اليمن، لقطع الطريق أمام المسلحين الحوثيين المؤدي إلى مدينة رداع، فيما قتل جنديان في محافظة أبين جنوب البلاد، تأتي هذه التطورات بعد سيطرة مسلحي جماعة الحوثي على مركز المحافظة ونشرهم عدداً من نقاط التفتيش في الشوارع الرئيسية وبالقرب من المؤسسات المهمة، في وقت تأهبت قوى سياسية وعسكرية وقبلية في محافظتي تعز وإب لمنع تقدم الحوثيين نحو المدينة .
وساد التوتر مدينة العدين بمحافظة إب بعد محاولة العشرات من مسلحي جماعة “أنصار الشريعة” الذراع اليمنية لتنظيم “القاعدة”، السيطرة على مدينة العدين وشن هجمات على مرافق حكومية، بالتزامن مع انتشار اللجان الشعبية التابعة للمسلحين الحوثيين في محافظتي إب وكذلك في البيضاء التي كانت مسرحاً لموجة قتال عنيف بين المسلحين الحوثيين ومسلحي “القاعدة” .
واقتحم مسلحو “أنصار الشريعة” ليل أول من أمس الأربعاء، مراكز أمنية ومرافق خاصة في مدينة العدين بمحافظة إب وفرضوا سيطرة كاملة على المدينة لعدة ساعات، بعد مواجهات مع الشرطة المتمركزة في بعض المرافق الأمنية والمدنية أوقعت سبعة قتلى على الأقل وجرح آخرون، فضلاً عن تدمير سيارات مدنية وعسكرية .
وأفاق سكان مدينة العدين على مشاهد دامية لضحايا الهجمات التي شنها مسلحو التنظيم مستهدفين مقر إدارة الأمن التابعة لوزارة الداخلية حيث كان مدير أمن العدين عبده أحمد الحالمي موجوداً فيه برفقة عشرة جنود، قتل بعضهم وأصيب آخرون بجروح، فضلاً عن مقتل جنديين كانا ضمن حراسة المصرف الزراعي لدى اقتحامه من المسلحين الذين نهبوا المصرف .
وأفادت الرواية الرسمية أن العشرات من مسلحي “القاعدة” اقتحموا ليلاً مقر إدارة الأمن واشتبكوا مع الجنود لمدة ثلاث ساعات مستخدمين أسلحة خفيفة ومتوسطة وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، كما سقط ضحايا آخرون لدى اقتحام المسلحين مقر المصرف الزراعي ومبنى البريد وشركة صرافة خاصة، وشوهد مسلحو التنظيم ليلاً ينتشرون في شوارع المدينة وإحيائها حاملين أسلحة خفيفة ومتوسطة ويطلقون النار في الهواء في غياب قوات الجيش والأمن .
وأعلن الجهاز الإعلامي التابع لجماعة “أنصار الشريعة” مسؤولية التنظيم عن هجمات العدين التي قال إنها استهدفت مراكز أمنية وعسكرية و جاءت نتيجة سماح السلطات بسيطرة المسلحين الحوثيين على إب، مقراً بسقوط قتلى من مسلحيه . وقتل جنديان برصاص مسلحي جماعة “أنصار الشريعة” بمحافظة أبين الجنوبية التي تشهد مواجهات مستمرة بين مسلحي التنظيم وقوات الجيش التي تمشط منذ أسابيع مناطق عدة بحثا عن مسلحين مطلوبين، وأفاد مسؤول محلي إن المسلحين كمنوا للجنود في منطقة احور الساحلية، وقتلوا جنديين كما أصابوا آخرين بجروح قبل أن يلوذا بالفرار .
وفي صنعاء هاجم مسلحون يعتقد أنهم من “أنصار الشريعة” منزل القيادي في جماعة أنصار الله “خالد الحوثي بقنبلة هجومية وتلاها اشتباكات بالرصاص الحي أسفرت عن مقتل مسلحين من الحوثيين .
وفي محافظة البيضاء أكدت مصادر محلية سيطرة مسلحي “أنصار الشريعة” على أجزاء واسعة من مدينة العريش لقطع الطريق أمام المسلحين الحوثيين والمؤدي إلى مدينة رداع .
من جهته، قال قائد المنطقة العسكرية الرابعة في اليمن محمود الصبيحي، في اجتماع مع قوى سياسية في تعز، إن رفضه وجود مجموعات مسلحة في المحافظة يأتي انطلاقاً مما وصفه بالواجب الدستوري والوطني، وأضاف أن المنطقة العسكرية الرابعة ستقف ضد كل من يسعى للتخريب والنهب ونشر الفوضى في تعز، بينما يجتمع مسلحون قبليون في مدينة إب لرفض وجود الحوثيين هناك عقب اجتماع لشيوخ القبائل مع محافظ إب أقر تحرك القبليين لحماية عاصمة المحافظة . وأعلنت اللجنة الأمنية في تعز أنها اجتمعت مع قوى سياسية بينها ممثلون لجماعة الحوثي لتجنيب المحافظة أتون الصراعات، واتفقت على منع دخول المسلحين من الحوثيين وغير الحوثيين إلى المحافظة لتجنيب المنطقة أي أعمال عنف أو تخريب .
في الأثناء، قال مسؤولون إن مسلحين من رجال القبائل فجروا الأنبوب الذي ينقل النفط الخام المخصص للتصدير من حقول الإنتاج في مأرب(شمال شرق صنعاء) إلى ميناء التصدير في رأس عيسى على البحر الأحمر ما أدى إلى توقف ضخ النفط المخصص للتصدير والبالغ حوالي 70 ألف برميل يومياً .