fbpx
جنوبنا والأرجوزات


تجلى جمال الثورة الجنوبية في فعالية الــ14 من أكتوبر هذا العام في أروع صورة وأبها حلله,وأظهرت هذه الذكرى لثورة الــ14 من أكتوبر الشعب الجنوبي كما عهده الكل,شعب مسالم يتوق للحرية والإنعتاق بعيدا عن لغة الدم والعبث والفوضى والهمجية التي دائما ما تشهدها الكثير من الثورات في شتى بقاع العالم..

شعب لم ينجر خلف دعوات التخريب والإحتراب والإقتتال والهوشلية التي تصاحب الثورات في بعض البلدان, وتفرد الجنوبيون في هذه المناسب وسائر المناسبات والفعاليات التي شهدتها الساحة الجنوبية بالحنكة والصبر والعقل والتروي والهدوء الذي حير الكثيرين ممن كانوا يريدون لثورة الشعب الجنوبي أن تدخل منعطف العبث والفوضى والتخريب والذي من المؤكد سيفقدها القها وجمالها ورونقها البهي..

وظل الجنوبيون أقصد الفئة الكادحة والمناضلة الحقيقية منهم محافظين على ذات الطريقة السلمية في تسيير كافة فعاليتهم ومهرجاناتهم منذ أن أنطلقت الثورة الجنوبية في العام2007م مطالبة بتحرير وأستقلال الجنوب,ولم تنتهج العمل الفوضوي, كي يؤكدوا للكل أن ثورتهم ليس للتخريب والعبث والفوضى وتعطيل المصالح, ولكن من أجل أن تستعيد حقوقها ودولتها..

ومن ينظر إلى المليونيات التي تخرج بين الفينة والأخرى وفي المناسبات وتلك العفوية والتلقائية فيها يدرك فعلا أن الشعب الجنوبي شعب عظيم يبحث عن الحرية ونيل الإستقلال وأنه مكافح ومناضل من أجل أن يصل لغايته وهدفه بتلك الطرق العفوية والحضارية والتي لاتتعدى الشعارات القلبية الصادقة والوقفات في شتى الميادين والقوافل المسيرة من شتى محافظات الجنوب نحو العاصمة عدن, بل ويتأكد أن هؤلاء فعلا قد ضاقت بهم الدنيا بما رحبت وأنهم ماعادوا يطيقون الصبر في ظل ما يحدث في دولة اليمن الموحد..

ولكن رغم تلك العفوية والنضال والكفاح السلمي لهذا الشعب المغلوب على أمره فأن هناك (معضلة) ومشكلة إن جاز لي التعبير أن أسميها يواجهها الشارع الجنوبي تتمثل في تلك (الأرجوزات) أقصد القيادات التي لم تحرك المياه الراكدة ولم تتقدم بالقضية الجنوبية قيد أنمله نحو الأمام, ولم تحاول أن تقرأ تلك المعاناة التي يستجرها الشعب الجنوبي في كل فعالية ويظهرها حماسة وتفانية, ولم تفهم بعد أن الشعب الجنوبي والشارع المكافح والمناضل منه قد مل من تلك الخلافات والمشاحنات فيما بين فرقاء المشهد الجنوبي, والذين للآسف لم يتخلوا بعد عن مشاكلهم وخلافاتهم ويتفقوا على رأي واحد وهدف واحد ورؤية واحدة تساعد الشعب الجنوبي على بلوغ مراده وتحقق له هدفه..

وفي أعتقادي الشخصي أن أكثر المعوقات التي اعترضة الثورة الجنوبية في بلوغ مرادها وهدفها هي الخلافات والمشاحنات وعدم إتفاق الرواء والأفكار وربما المشاكل الذاتية والشخصية في بين القيادات التي لا تزال وحتى اللحظة تحت تأثير العامل الخارجي والذي يسيرها وفق هواه وهدفه ورؤيته, وعدم استشعار هؤلاء الفرقاء لتلك المعاناة والهموم الجاثمة على صدر كل جنوبي خرج إلى الساحة معبرة عن رغبته الجامحة في نيل الاستقلال والإنعتاق من دولة الوحدة اليمنية..

وفي حال ظلت هذه (الأرجوزات) والدمى التي تحركها الأطراف الخارجية على ذات الحال فأنه سيظل الشارع الجنوبي على ماهو عليه ولن يحدث أي تقدم أو تطور في قضيته,مالم يقرر الشارع الجنوبي تخليه عن تلك القيادات وإنسلاخه منها وتبرءه من كل أفعالها حتى تعود لجادة الصواب وحتى تدرك أنها كانت على خطأ, وتدرك أن الشعب الجنوبي لن يظل رهين وحبيس لمشاكلها ومشاحناتها التي لم تنته منذ أن بدايات الثورة الجنوبية..
نتمنى أن تكون فعالية الــ14من أكتوبر في اليومين الماضيين قد حملت رسالة لفرقاء المشهد الجنوبي فحواها أن يتخلصوا من مشاكلهم وأن يوحدوا رؤاهم وأفكارهم من أجل مصلحة دولتهم وشعبهم..